الرشيد طه الأفندي:
أعيش منذ فترة في قلق و هواجس (خزعبلات) هلاويس سمها كما شئت واحببت إن افرغها ورقيا واشرك بها أكبر عدد من الناس لعل وعسى تخفف عني بعض من الهواجس والقلق الذي اعيشه واتنفسه
اعيش فراغ عريض لأنني اجلس بدون اي عمل اعيش هلاويس وهواجس كثيرا وصارت حياتي ممله رتيبه واصبحت الحياه عندي غريبه وعجيبه احب الناس والمناسبات واللمه وفي نفس الوقت اصاب بالقلق والإرهاق (والزهج كمان) وانتظر بفارغ الصبر ان ينفض السامر وارجع إلى الوحده و السرحان أصبحت اختلي بنفسي وحيدا واجد راحه في الوحده والانفراد وصار الحزن والفرح عندي سيان لا افرح على شيء اكتسبته مهما كبر وعظم ولا أحزن على ما فقدته مهما كان وايا كان المهم أصبحت إنسان بلا روح كالماء تماما لا طعم ولا رائحه فاقد البوصلة اتحرك اليا (ريموت كنترول) انوم استيقظ اتحرك عادي بدون اي احساس او شعور
انا الحمد لله بفضله وكرمه اعيش حياه طيبه جدا وسط اهلي لا ينقصني شيئاً اي شيء أمن وأمان واطمئنان وراحه وهدوء ويمكن أن أقول بكل ثقه اعيش في رفاهيه إذا حسبت الأمر بالماديات لكن ينقصني شيئاً ما لا أجده ولا اعرفه المهم احس بأن هناك شيئاً ينقصني وافتقده بشده وابحث عنه ولا اعرفه وهذا وحده كفيل بأن يجعل حياتي دائما في تفكير و قلق
حقيقة لا ادري حتى الآن ما هذي الحاله رغم كل ما ذكرته هل هي بدايه مرض نفسي او ضعف شخصيه وبدن ام الفراغ وعدم الشغله ام رحيل شقيقتي الغاليه (صفاء) الي دار الخلود مخلفه وراءها فراغ عريض ومكانا لا يمكن جبره او تعويضه و جاء رحيل اهل واعزاء واصدقاء وجيران رحمهم الله جميعا وغفر لهم و الحمد لله على كل حال
هذا القلق والتفكير ومعرفه ما ينقصني وافتقده أصبح نفسه مصدر قلق و إزعاج
قلت إنني بدون عمل واعتقد ان هذا (زاد الطين بله) بدون اي عمل أو شغله ليس لعدم وجود عمل يناسبني فحسب بل لعامل المرض والإرهاق النفسي والبدني نسأل الله لنا ولكم الصحة والعافية يارب
ضيف إلى ذلك التشرد والنزوح الذي تم بفعل الحرب اللعينه لعن الله من تسبب فيها واشعلها (ايا كان) والذي تسبب في كل الرهق والإرهاق للجميع وليس وحدي
من جانب آخر للأمر بعض الجوانب الأخرى المشرقه التي قد تبدو مضيئه نوعا ما وذاخره بالتجارب والخبرات ومصائب قوم عند قوم فوائد وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم
علمتنا المحنه اشياء كانت غائبه عنا تعلمنا الصبر والعيش بأبسط الأشياءواقلها تعلمنا ان نعيش في بيئة مختلفه كلية شكلا ومضمون تعلمنا ان نخالط مجتمع آخر ونتعائش معه ونعرف ونكتسب خبرات ما كنا سوف نكتسبها لولا هذه المشاركة في البيئه ومخالطه المجتمع
عموماً فقدنا اشياء وربحنا أخرى عرفنا قصص وحكاوي وتراث وبعض الذي كان غائب عننا من تاريخنا وماضي الجدود وإذا مد الله في الآجال ومتعنا بالصحة والعافية سنكتب ونكتب إن شاء الله ونرجع نقول هذه الدنيا لم تخلق للكمال تكابد فيها وتعافر فيها إلى أن تلقى الله وعليك الرضا بما كتبه الله لك من أقدار وعدم التحسر والاسف على ما ضاع وفات منك وفقدته.
ختاما
استغفر الله لي ولكم واختم بدعاء سيدنا عمر بن عبدالعزيز (اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا احب أستعجال ما أخرت ولا تأخير ما عجلت)
