
الطيب المكابرابي:
من مستغرب الأفعال والمشاركات الدولية أن تجد دولة لاصلة لها ولا رابط مشاركة في تجمع إقليمي أو دولي دون أن تكون جزءا من ذلك التجمع الذي قد يكون قائما على الجوار أو المنطقة أو اللسان أو الدين أو التاريخ أو مايشبه ماهو موجود الآن من تجمعات ومنظمات إقليمية ودولية.
أن تجد دولة الإمارات العربية المتحدة محشورة أو حاشرة لنفسها داخل تجمع أفريقيا مطعم ببعض شخصيات دولية باهتة أمر مثير للاهتمام حقا ولافت للانتباه إن كان في عالمنا اليوم من ينتبه ويراقب ليعرف كيف تسير الأمور وكيف يتم تسييس قضايا واحتياجات الإنسان.
دولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت ولاتزال متهمة من جمهورية السودان باشتراكها في الحرب التي اشعلتها مليشيا آل دقلو ولا تزال تغذيها وتدعمها حتى الآن هي ذات دولة الإمارات التي حاولت وتحاول نفي هذا الاتهام برغم تقديم السودان أدلته وشكواه الرسمية إلى المجتمع الدولي.
دولة الإمارات العربية التي سعت للملمة الموضوع ورتق الفتق بينها والسودان عبر مبادرة حملتها الرئيس التركي هي ذات دولة الإمارات التي تحاول اليوم وبفهم أو غباء التدخل مرة أخرى وعلى رؤوس الأشهاد في الشأن السوداني وتنظيمها لمؤتمر دعت له الوالغين في أموال الشعوب تحت ذريعة التدخل الإنساني في السودان.
دولة الإمارات التي تنكر تدخلها في الشأن السوداني تنظم مؤتمرا حول السودان وفي غياب السودان وتتبرع بمائتي مليون دولار كمساعدات إنسانية فيما تبرع المستضيف الجار للسودان بعشرة في المئة فقط من هذا المبلغ الذي سيذهب قطعا لدعم المليشيا وهم يعرفون الطريق الذي سيفتحه الضيف الدولي الذي دعوه للتشريف.
من يتابع القصة منذ بداياتها ويلم بتفاصيل اتهامات السودان ودفوعات دولة الإمارات تأخذه الحيرة حقا تجاه ما حدث في أديس وما الذي ترمي إليه الإمارات من وراء هكذا اجتماعات وملتقيات.
هل تريد أن تقول إن قلبها مع المواطن السوداني الذي يعاني من ويلات حرب ماكان لها أن تقوم أصلا لولا وجود المليشيا المدعومة من جانبها وما كان لها أن تستمر لو توقف ذلك الدعم وتؤكد من خلال المؤتمر أنها من كل ذلك براء؟ أم أنها تريد أن تؤكد وبغباء سياسي تورطها في هذه الحرب وتثبت للعالم الذي شهد وعلم بهذا المؤتمر ومخرجاته أنها تتدخل في الشان السوداني؟
ما نستطيع قوله إن دولة الإمارات وبهذا المؤتمر قدمت لمن يريد أن يعرف ولمن كان متشككا أنها فعلا تتدخل وبأشكال مختلفة في الشأن السوداني وأنها تسعى وإرضاءا لجماعة سياسية عميلة اشترتها ومازالت تدفع كل فواتيرها لتقويض الحكم القائم في السودان سلما أو حربا لتحكم البلاد شلة فاشلة جربها السودانيون قبلا وماتزال تطمع في العودة للحكم من جديد.
ماتم تقديمه من تعهدات في هذا المؤتمر معلوم إلى أين سيذهب وبأي الطرق سيصل وأي نوع من الدعم سيكون لمن تمت سرقة لسانهم والتحدث باسمهم وتحديد احتياجاتهم بواسطة العميل وللمستهدفين الحقيقيين في المليشيا الذين ماكان لهذا المؤتمر أن يقوم لو أنهم في وضعهم السابق ويملكون مايملكون من قوة وقوت وسلاح.
ولهذا فقط يجب ألا ينفتح الباب أمام دخول هذا الدعم الإنساني الملغوم وعلى الحكومة والجيش وكل القوات حراسة البوابات وإغلاقها تماما أمام هؤلاء.
وكان الله في عون الجميع
السبت ١٥ فبراير ٢٠٢٥