المكنة لم تعد تعمل والأيدي لا تحيك
Sewing machine does not work and the hand did not knit yet

بقلم/ المهيرية:
ذكريات الطفولة كثيرة أعظمها خياطة فستان العيد أو خياطة لبس المدرسة.
امي بحكم عملها تذهب وتقطع القماش أمتار ، ونذهب في المساء لجارتنا الترزية رغم ان أمي تمتلك (مكنة خياطة) بالبيت وزوجة خالي بالحوش الآخر ترزية أيضا.
شاهدنا كل الأنواع السنجر والفراشة وأخيرا مكنة تعمل بالكهرباء أرسلها ولدنا المغترب.
أنا شخصيا كل عيد أخيط شكلا جديدا من القماش وتفصيل به ورد وكشكشة والجيب الداخلي لازم لا يمكن أن ينسى بالذات في الزي المدرسي (علشان الريال ما يقع) لنشتري النبق والقنقليس وحلاوة سمسمية من (الحاجات) – البائعات- ونرجع أبو قرشين لليوم التالي.
بيت خالي كان مزدحما ،في الأعياد لأنه يستقبل طلبيات خياطة شيلة كل عروسات المنطقة، وكان التفصيل مميزا أما فستان الرقيص فهو حكاية أخرى.
بذاكرة الطفولة تعيد ذاكرتي المشاهد وفستان العيد كنا نحن الأربعة بنات خالي ونحن كلنا نلبس قماشا واحدا بتفصيلات مختلفة (حاجة روعة).
لا أدري حتى مع شراء المستورد ولكن فضلت الترزي لخياطة فساتين زواجي وخيطت الشيلة أيضا ربما بذاكرة الطفولة لأن الجميع بالمدينة شبه ترك الخياطة.
ابي والسوق الأفرنجي ذلك الترزي كان يخيط البدل والقمصان ونذهب نستلم منه سبحان الله القميص نص كم كان يخيطه أيضا.
كان العراقي والجلابية أيضا للعيد وللبيت ضمن المجموع
هذه الذاكرة هي ربما كانت للمجموع وربما يفترض أن يكون ذلك القماش من الدمور ومتطور لا أدري.
ماذا حدث ؟؟؟؟؟؟
امتلأ السوق بكل الغباء وتوقف المصنع وامتلأ مرة أخرى وتوقفت المكنة وامتلأ وبدأنا الصراع والرحيل والسفر ووهم الأفضل والراحات.
هذا الثوب وذاك القماش ولبسة الأطفال ننتظرها منا ومن مصنعنا المحلي كل يوم ولكنهم يصرون
حتى أن القطن قل إنتاجه وسكن البوم بأرض ذالك المشروع
ماذا حدث ؟؟؟؟؟

قف تأمل
اتذكر حبيبتي عندما تلبس (الفردة الدمور) في العيد كانت صناعة بلدي مية المية
لا أدري احتار كثيرا حين أفكر ربما بذلك الوقت عدد سكان الخرطوم لا يتجاوز الخمس ملايين وسكان محافظتنا لا يتعدي الثلاثمائة ألف.
نحتاج إلى عشرين مليون لبسة بالخرطوم وربما خمسة أو ثمانية ملايين بمحافظتنا.
الترزي والترزية المشغل أو المصنع، لابد في كل مرة يجب أن نقول يجب أن نعود مرة أخرى لأن السودان البلد الوحيد الذي ماضيه هو الأفضل من حاضره
في كل مرة نبدأ من جديد لكن لا نستمر ونتطور …ما هذا النوع من (السحر والعين هههه)
اننا نحتاج إلى تلك القوة، أنا اسميها لينقرض من يعترض، السجاد والتبروقة وصناعة الصوف والمخلاية او طرقتنا القديمة …نحن بداية ونهاية بآن واحد سنفقد طعم النيل ومياهه العذبة، بذاكرتي المصنع التقليدي للنسيج بالزيداب أو المصنع بالمشروع، هل نبدأ من جديد! الان ام غدا.



