
إنصاف العوض:
مثلت معركة الكرامة امتحانا حقيقيا للإعلام بمختلف أنواعه وتواجده الجغرافي فى مختلف بقاع العالم. وذلك أن السبب الذي أفشل التمرد وأذهب ريحه استخدام عين الحقيقة لتسويق الكذب، وصوت العدالة لإهانة الإنسانية والحرية لتثبيت الأنظمة القمعية، والشفافية لطمس المعايير الأخلاقية (وهي دعوة حق أريد بها باطل أزهقها الله وكشف زيفها.) وهو يجند آلة إعلامية تفتقر السياج الأخلاقي والمهني وينقصها الدافع والهدف ويكسر يراعها غياب الحقيقة قلب هوية الإعلام.
ويرجع تأخر الإعلام العالمي في تعرية الوجه البربري الوحشي للمليشيا ودعم نظام نظام ابوظبي الوحشي إلى نشاط آلتها الإعلامية.
لعب الإعلام الداخلي دروا محوريا فى تعرية المليشيا وأهدافها المريضة والمقعدة وهو يمارس سياسة قائده (الحفر بالإبرة) ليشق طريقة فى معركة الكرامة ويؤدي دوره كاملا غير منقوص فى فضح انتهاكاتها وتبصير المواطنين قبل الأجانب بخطورة المشروع القمعي الذى تمارسة بيد نظام أبوظبي لتغير البنية المجتمعية وممارسة الإبادة الجماعية القائمة على العرق والجهوية وهدفها تجريف السودانيين وإحلالهم بالمرتزقة وعرب الشتات والمشردين ليبنوا فيه مقبرة للأحرار .
وطفق الإعلام يدعم القيادة الرشيدة والمعركة الوجودية ويكشف سوءات الخونة والمأجورين من أذيال المليشيا ويبرز حقائق العدوان وحقيقة العمالة حتى وعى العالم بأسره أن الحرب في السودان ليست أهلية ولا عرقية ولا جهوية بل تآمر دولي وخيانة، وطنية غذتها غرائز وحشية ونفوس متعطشة للدماء.
فكان أن ميز الله الحق والإعلامي بقلمه بين جيش وطني يحمي البلاد والعباد ومليشيا متمردة تسعى للتدمير والخراب وجنرال يؤمن بالقضية ويدافع عنها بمهنة ووطنية وعقيدة وقاطع طرق شريعته النهب والقتل والاغتصاب والإذلال والتنكيل والتعذيب .
وسار قادة الدولة ورجال معركة الكرامة مع الإعلام كتفا بكتف وخطوة بخطوة يذودون عن الوطن فكان أن أولاهم ذات اهتمام الجندي فى ساحة الوغى ليكون شاهدا على الانتصارات مُحصيا للانجازات ورقيبا على تكتيكات الحرب وبأسها راسماً لوحة فريدة جاعلاً شعار ( كلنا جيش) واقعا يتمشى وعقيدة شديدة الرسوخ.
ودفع الوجود الطاغي للإعلام المحلي وجهوده الحثيثة عبر الوسائط والفضاء السيبراني الى لفت أنظار الإعلام الدولي .
وحصص الحق عندما بدأت المليشيا بتعرية وحشيتها عبر فيديوهات توثيقية لفتت أنظار العالم الحر ومرآته الصادقة، إعلام لا يعرف الخوف، ولا يلوي ذراعه نواقص الفقر والحاجة، ولا يكسر عنفوان صدقة أو زخم تأثيره أو تمدد دائرة حرياته عطية مزين تحاك خيوط مؤامرتها فى السر لترهب عين الحقيقة فى العلن وهم من العواقب معصومون وباسم القوانين محميون .
ولتسوير منجازاتنا وحمايتها من التشظي والزوال، علينا البعد عن استشارة المأفونين وذوي العلل النفسية والعقلية والبدنية، الذين أوهمتهم هيبة المطارات وحسان المنافي وأصابتهم بخرف الأهمية وعظم التأثير فظنوا أنهم أصحاب الحل والعقد فولغوا فى شؤون انهكتهم وانهكتنا فمريض الرأي لا يخدم قضية ومريض الجسد كثير السهوات والهفوات يعمق الانكسارات والانشقاقات بعمق آلامه المبرحة التي تنتاش جسده العليل .
وطرق الإعلام الدولي طرق من يعرف أبواب الدخول، وسكك الوصول شعوبا كاملة دسم الحرية تحاسب وتكتب مصيرها جهرا، ديمقراطية مبرأة من هوى الجهوية والقبيلة والفساد بكافة صنوفه ومسمياته ،فكان أن يوم قالت كفي ما راينا وسمعنا، اهتزت عروش حكامهم ،وارتجفت اوصالهم ،وصاروا فى نصرة الحق ،وتجريم المليشيا وكشف عورات نظام ابو ظبي، يتسابقون .
وبالأمس انضمت كندا التي تمارس خلف حجاب الحياد وهي ترى الشعب يذبح كالانعام لبغية العالم الحر (ليطير) رئيس وزرائها على جناح السرعة محذرا أبوظبي من مغبة العواقب ومعلناً صراحة دعم كندا للصوت العالمي الرافض للمجازر الإنسانية القائمة على العرقية واضطهاد الإنسانية.
وقبلها صرحت، وبعدها ستصرح، دولا وكيانات ما كانت تهمس به سرا من شجب وادانة. هو عمل جماعى متماهي يوقف طوفان أسلحة الإمارات لابادة شعب السودان .
وأصبح اليوم هوية الإماراتي إهانة وبصمة عار عراها الإعلام وعمقها وعي سيبراني تحرسه ضمائر حية وعقائد فطرية وأرواح علوية الهوى إنسانية الهوية .
توقيع أخير..
هناك واهمون وآخرين متصيدين للفرص روجوا لعظم أثر الإعلام الخارجي وعظم دوره مقارنة بالإعلام المحلي .
والحقيقة أن الخارجي يعكس المحلي الذي هم به أولى وأعرف ولكنهم ولدوافع وطنية وتوعوية وطأوا للإعلام الخارجي اكناف الوطنية وتوسعوا لهم في مجالس الهوية ليصبح المحلي الهوية قضية عالمية تستنهض همم الأخوة الإنسانية جوهر الوجود البشري .




