منوعات وفنون

كسلاوي في جدة

مساءات

عادل حسن:

للمدن مثل النساء مذاق والنساء مثل الفاكهة لهن طعم متعدد، وكسلا مدينة أنثى صاعقة الجمال وفيها تبترد الأفئدة وتتجلي القلوب
واهل كسلا اناس تناسلوا من غيمات الربيع وتكاثروا من رهافة البلور ولذا تجدهم دوما مقصد الاعين ونظر السماحة المسماح
اينما وجد اهل كسلا في مدن البعاد وامكنة الاغتراب فإنهم موسومين بملمح الحضارة والثقافة ومسكونين بحب أهلهم وبعضهم وبكل من يحمل جينات القاش ودفقات أمواج القاش من السمرة المحايدة والأعين النجل والبسيمات الخاطفة.
وعندما يحل عليهم ضيف أو زائر كسلاوي فإنهم يستقبلونه بترحاب صوت العنادل تحت المساء وتغريدات عصفور الكنارالحنون الغريب عندما ينزلق عليه الليل.

هكذا حالهم وهم يستقبلون في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية إبنهم وإبن كسلا الراقي الرهيف دكتور عصمت علي أحمد وهو يطل عليهم مثل صباح العيد فرحا وكعطر المساء طيبا وانشراح
ولسان الحال عندهم

انتوا يا ناس كسلا
لي مدة طويلة
والله ماشفناكم
والمحبة شديدة
نعم حل دكتور عصمت علي أهل كسلا ضيفا فرحا وسيما مثل طفل الريدة حين تجرحه شقاوة الصبا فكل الأهل والمعارف يحبونه ويحتفون به ويتحلقون حوله تحت سمر وأنس الغربة.
ظل الدكتور عصمت أوشيك موزعا بخاطره الوريف ومقسما بروحه اليانعة بين أهل كسلا في مدينة جدة من احتفاء إلى احتفاء ومن يستقبلونه كانت أنشودة الاستقبال على السنتهم

كنا فرشنا السكة ورود
لو كلمتنا كان بالجية
خطوة عزيزة ويوم موعود
نعم كان وجود دكتور عصمت أوشيك بين أهله وعشيرته وأصدقائه من أهل كسلا في جدة مثل إطلالة الربيع بعد لفح الحرور ولظى الشموس فاحتفلوا به وفرحوا به وافتخروا به وبعد كل هذا الملاحة والوسامة الاجتماعية والأسرية قد ضنت الأيام وانقضت فسافر منهم دكتور عصمت وعاد إلى السودان وترك أهل كسلا في وداع حزين مثل غفوة الأزاهر في مساء الحديقة وهم يتعزون ويتمزقون

تاني ضحكتو يا حليلا
البتملا بيتنا زهور وزينة
يا حبايب الريد قطارو
أخروه شوية لينا
لكن سافر دكتور عصمت كأنه يقول لهم
في المواسم الجاية حاول.

دكتور عصمت علي كل حال
نورت البلد
وسلامات كتير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى