أبوبكر محمود:
الأغاني الغريبة والهابطة لم توقف الحرب اللعينة منتوجها وهي قطعا تعبر عن واقع مأزوم لمجتمع صار غريب الأطوار والأفعال.
استغربت جدا من انتشار لأغنيات ناقصة التطور يتم تداولها على منصات التيك توك آخرها (بقى ليك بمبي) وهي تعبر عن الحالة النفسية التي نعيشها الآن في شكل رسالة هابطة وخفيفة.
الحرب جاءت بابتكارات عجيبة وغريبة أبرزها تقنية الاستار لنك التي كان يستخدمها المواطن في تحويل المبالغ المالية والاتصالات بعيدا عن عين المليشيا نظير دفع مبالغ مالية لتوصيل الساعة الواحدة.
الآن الاستار لنك انتشر في القري وصار سعر التوصيلة زهيدا وأبو الرخاء ولعدة ساعات وتشهد أيام العطلات تواجد كثيف للشباب بالقرب من مكان الشبكة ويقضون ساعات طوال لمشاهدة الأفلام وتنزيل الأغاني والمقاطع ومشاهدة مباريات كرة القدم وحاجات تانية
لتقطع الطريق أمام الواي فاي من حسن جارا.
أما الاشياء التي فرضتها الحرب على المواطن في أعقاب تدهور الأوضاع الاقتصادية صار الحصول علي الملابس الجديدة أمرا مكلفا وليس في مقدور اي أسرة كبيرة توفير ملابس جديدة فانتعشت تجارة القوقو والملابس المستعملة في جميع الولايات وإذا زرت بورتسودان تجد أسواقا ضخمة للملابس المستعملة وكذلك الأحذية والأواني المنزلية أيضا دخلت الضل والستائر والحقائب المدرسية وصار القوقو جزء من ثقافة الشعب السوداني برمته حتي تغنت أحدي القونات بأغنية مفادها واي من القوقو البقي غالي.
الناس كلها بقي ليها بمبي والظروف صارت صعبة ولكن الفرج قريب وهناك مظاهر تفاؤول تلوح في الأفق.
الدعامة بقي ليهم بمبي في هجليح ونيالا والجيش الحبيب ماقصر.
جقمهم بي فنانهم وهنا رسالة للذين يشككون في مقدرات قواتنا المسلحة التي تستحق مننا الاحترام والاجلال في الشغل الكتامي الذي تقوم به وبقي بمبي الدعامة
ومن الأغنيات المنتشرة هذه الأيام أيضا ولاقت قبولا واسعا وعلق عليها زميلنا الساخر معتصم الشعدينابي (هدنة بتاع فنيلتك) وعلي ذكر تلك الأغنية بينما أجري تحقيقا في الميناء البري بحاضرة الجزيرة ودمدني لفت انتباهي لافتة ضخمة لكافتيريا تتوسط الميناء سميت بـ(هدنة فرش) قمت بتحية صاحبها وقلت له مازحا (هدنة بتاع فنيلتك) أجاب صاحبنا ضاحكا والله الكافتيريا دي أنا مسميها هدنة فرش قبل اندلاع الحرب بسنوات ولكن أنا من أنصار بل بس
كل يوم سنسمع أغنيات جديدة والأجواء مواتية لتأليف كلام الطير في الباقير والاسافير تضج بالفوضي والشائعات والأشياء الغير لائقة علي جهات الاختصاص ضبط تلك المحتويات التي تخرج عن الأدب في ظل تعطل مهام المصنفات الفنية والأدبية.
لتسود الركاكة والعبارات الهابطة في مجتمعنا الذي يحتاج في كثير من الأحيان إلي ضبط الايقاع حتي لانقع في فخ يبقي لينا بمبي وفي بمبي أكثر من كده؟
كسرة أخيرة..
يشكو الناس في الجزيرة هذه الأيام من التلاعب في عبوات اسطوانات الغاز وأن المواصفات والمقاييس أكدت أنها تقف على تعبئة تلك الاسطوانات نأمل من جهات الاختصاص حسم الأمر علي جناح السرعة لايعقل أن لا يتجاوز استخدام العبوة لأسرة صغيرة العشرة أيام وبعدها تلجأ لاستخدام الفحم وهو غالي نحن نثق في قدرات الأجهزة الأمنية بولاية الجزيرة لضبط المتلاعبين.
حفظ الله السودان ونصر قواته المسلحةونصر وفتح من الله قريب
