مقالات

الفلول .. يحاربون الفلول

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

*معلومات مؤكدة عن انضمام كوادر بعض الاحزاب الى المليشيا على اساس الانتماء القبلى*
*هل وجود حسبو مستشارآ اول لمليشيا للدعم السريع، قرار فردى ام يعبر عن تيار داخل المؤتمر الوطنى؟*
*غالب كوادر القوى السياسية فى مناطق الحواضن انحازوا للمليشيا المتمردة*
*تيار داخل حزب الامة يرفض موالاة المليشيا و الانجرار خلف مجموعة المركزى و الاتفاق الاطارى*

فى اطار سعيها للتحشيد ومحاولة كسب الرأى العام ، اتخذت المليشيا المتمردة من الفلول هدفآ لتبرير الحرب ، افتضحت هذه المحاولة منذ وقت مبكر ، و اتضح ان الفلول هم الشعب السودانى ، وفى اى منطقة وصلوا اليها بما فى ذلك مناطق تعتبر حواضن لهذه المليشيا ، و فى سبيل ذلك قامت المليشيا باحتلال منازل المواطنين و نهبهم و سرقة ممتلكاتهم و تشريدهم ، فلم تصمد هذه الفرية طويلآ خاصة بعد ظهور قيادات تعتبر فلول بامتياز فى صفوف مستشارى المليشيا و المتحدثين باسمها ممن حازوا على مناصب رفيعة فى عهد حكومة الرئيس المعزول عمر البشيرمنهم على سبيل المثال لا الحصر( حسبو محمد عبدالرحمن نائب المخلوع المستشار الاول لحميدتى، اللواء عوض الكريم القرشى ، أبو القاسم بركة ، اللواء عثمان عمليات ، محمد الدخرو ، ومحمد طاهر)
جاء سكوت قيادات اهلية و قبلية عن هذه الجرائم بمثابة تأكيد للوجه الآخر لهذه الحرب ، مما يؤكد انها حرب القبيلة فى مواجهة الدولة برافعة اقليمية و دولية ، لتقويض سلطة الدولة و تفكيكها لصالح المشروع الصهيونى – الابراهيمى ، بجانب توفر معلومات مؤكدة عن انضمام كوادر بعض الاحزاب الى المليشيا على اساس الانتماء القبلى ، و المؤسف ان الانضمام للمليشيا تم بعلم و مباركة قيادات فى هذه الاحزاب ، و فى بعضها بتوجيه من هذه القيادات ، هذه القيادات التى تتواجد حتى الان فى الخرطوم فى كنف و حماية مليشيا الدعم السريع المتمردة ، هذا فضلآ عن ان قوات الدعم السريع هى اكبر تركة ( خازوق ) للفلول ، و كانت آلة للبطش و التنكيل بالحركات المسلحة التى حاربت نظام البشير ، و بالرغم من ان الوثيقة الدستورية 2019م قننت وضعها بالرغم من اتهامات طالتها بفض الاعتصام ، الا ان الوثيقة نصت على دمجها فى القوات المسلحة ، و فى غفلة و تفريط من القائمين على امر حماية الوثيقة الدستورية كانت المليشيا تنمو و تكبر تسليحآ و مالآ و نفوذآ فدخلت معترك السياسة و تسنمت مناصب عليا فى الحكومة و الجهاز التنفيذى و اقامة شبكة من العلاقات الدولية ، بمساعدة و دعم من طه عثمان الحسين مدير مكاتب رئيس الجمهورية المعزول عمر البشير ،
حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس المعزول و القيادى فى المؤتمر الوطنى و الحركة الاسلامية يتجول فى الخرطوم تحت حراسة المليشيا المتمردة ، فهل ما يقوم به حسبو نتيجة قرار فردى و شخصى ، ام هو قرار تيار داخل المؤتمر الوطنى و الحركة الاسلامية ، وهل يتسق ذلك مع انقسامات المؤتمر الشعبى بين مؤيد للمليشيا و معارض لها كما ظهر مؤخرآ فى الاقالات بين قيادات الصف الاول التى ساندت القوات المسلحة ، او ربما هو كسائر الانقسامات كما جرى فى حزب المؤتمر السودانى و يحدث فى حزب الامة القومى و تبلور تيار رافض لمساندة المليشيا و معارض بشدة لاستمرار الانجرار خلف انحياز مجموعة المركزى و الاتفاق الاطارى لها ، لا شك ان من يدعمون المليشيا يعلمون انهم شركاء فى كل الجرائم و الانتهاكات التى ارتكبتها المليشيا ، كانوا يظنون ( خاب فألهم ) ان المليشيا ستنتصر و تقيم لهم سلطانآ و دولة ، ستنتهى هذه الحرب باختفاء قوى سياسية عن المسرح السياسى، وسيلعنهم التاريخ كما لعن ابى رغال.
3 ديسمبر 2023م.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق