منوعات وفنون

السر الخزين يكتب: الدحريجة..!

كنا اثنان أو ثلاثة أو أربعة هو لا يدري والثالث لا يدري ولا الأربعة يدرون أنا الوحيد أدري .
محشورين في قفص يجره جوادان مكبلين شبقان لصعود التلة النافرة.
كنت أهتز مع العربة هم لا يدرون عند باب تدلى فوق رؤوسنا الحليقة توقفنا ترجل جنديان عناقيد الرصاص من اخمص احذيتهم السميكة حتى وجوهم المشفرة.
قالوا انزلوا انا لا أدري هل نزلنا ام لا.. هم لا يدرون أما زالوا محشورين ام نزلوا..!
مكبلين باصفاد نحاسية محفور عليها رؤوس ثعابين حجرية من فوقنا لتحتنا هم لا يدرون امكبلون انا لا أدري لكني أدري اننا اجتزنا ابوابا كثيرة نتوكأ من باب إلى آخر مررنا بسبع نوافذ مشبكة بكتل سميكة نحاسية رمادية ودخان يفوح من أعماقها.
عند البركة في عمق البحيرة الحمراء كان بنيامين بنياشينه المزركشة تغطيه من فوق لتحت ينتظرنا بدا فخورا بها.
اعطوه التحية وعزف مزمار موت من حولنا انا لا أدري هل رد التحية ام طنشهم هم لا يدرون
جلسنا القرفصاء كل على ركبتيه والاصفاد من فوقنا وتحتنا.
عند القسق أطلقونا رقص الحمام بأسرابه من فوقنا هم لا يدرون ارفص ام طار فوقنا انا أدري.
قالوا لستم أنتم هم لا يدرون أنا أدري هم غادروا الوطن خلسة إلى مكان لا وجود له على الخربطة.
ارجعونا بعد منتصف ليل قمري على نفس العربة لكن هذه المرة تدحرجا لا صعودا.
(انتهت السالفة)
* من ادب سقوط الهجيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق