منوعات وفنون

بروفايل.. دميتري البازار

إعداد/ عبدالعظيم سعيد:

هو موثق الأغنية السودانية، يعود له الفضل في حفظ التراث الغنائي السوداني في الفترة ما قبل نشأة الإذاعة السودانية، خاصة ما يعرف بـ( أغاني الحقيبة)، وهو أول من قام بطبع الأغاني السودانية في اسطوانات، ومكتشف عدد من نجوم الغناء، لقب بـ” أب الفن السوداني”.

هو”محمد نيكولا كاتيفانيدس” أو”ديمتري نيكولا كاتيفانيدس” الملقب بـ”محمد ديمتري البازار” أو”ديمتري البازار”، سوداني من اصول يونانية، والدته دنقلاوية من قبيلة الزبير حمد الملك بـ”الولاية الشمالية” ووالده”كاتيفانيدس” من أب يوناني وام نمساوية، هي أخت سلاطين باشا ..
كان والده متعهد توريد الأخشاب لحكومة السودان وُلد ديمتري عام 1905، في مديرية دنقلا بالولاية الشمالية، بالتحديد في جزيرة ( قنتي)، أسماه والده “ديمتري” وأسمته والدته “محمد”، فقد كان جميع منهما معتد بثقافته، وتجلى ذلك في العام 1910 عندما زار ونجت باشا جزيرة “قنتي” ووجد ” محمد ديمتري” يقرأ القرآن بصوت جميل في خلوة الشيخ السيد ، فلم يعجبه ذلك وطلب من والده إرساله للخرطوم وبالغعل مضى ديمتري وأخوه إلى الخرطوم ودرسوا في مدارس الكاثوليك وفي العام 1914 ادخله برنارد باشا كلية غردون التذكارية ، وهناك كانت بداية استكشافه لعوالم الأغنية السودانية وبداية صداقته مع المغنين والمغنيات ، التقى في كلية غردون بصديقيه أبناء الخالات “خليل فرح” و”مصطفى بطران” ومعهم “أحمد عبد الرحيم العمرابي” ، كان ديمتري في اجازة الداخلية، يومي الخميس والجمعة يمضى مع أحد اصدقائه الثلاثة إلى منزله مرة في بيت العمري في امدرمان ومرة في بيت خليل فرح في الخرطوم وآخرى في بيت بطران ببحري وكان في كل مرة يحضر حفلات الأفراح المقامة هناك. نطق ديمتري في مذكراته انه واصدقائه الثلاثة اسسوا معا “جمعية وحدة وادي النيل ” السرية ضد الإستعمار الإنجليزي في العام 1918.فتم فصلهم في نفس العام من كلية غردون التزكارية، بسبب النشاط ضد الإستعمار الإنجليزي. بعدها عثر له رئيس الجالية اليونانية وقتها “جيراسيموس كونتوميخالوس” عمل كـ”محرر” لدى قريبه صاحب المحل التجاري “انجلوكباتو”.

وكان ديمتري يدرس في مدرسة الإغريق في الصباح وبعد الظهر يمضى إلى العمل في محلات انجلوكباتو، وفي مرة وصلت إصدارة لمجلة مصرية تدعى “اللطائف المصورة” إلى المحل وكان زملائه لا يستطيعون القراءة باللغة العربية فأعطوه المجلة، فأعجبته وراسل المجلة وطلب منها أن يكون متعهد للمجلة في السودان فرحبت المجلة بالفكرة وارسلت له عدد من اعدادها، ونشرت مجلة اللطايف المصرية صورة ديمتري في أحد أعدادها، فقامت عدد من الصحف المصرية مثل الأهرام والمقطم والبلاغ والسياسة فراسلوه وطلبوا منه أن يصبح متعهدا لهم في السودان ، فإتسع بعد ذلك العمل وطلب ديمتري من والده القدوم من دنقلا لـ(الخرطوم) لمساعدته، واعطاه صاحب محل انجلوكباتودكان وكانت أسماء المحال وقتها اغلبها اجنبية فإقترح صاحب محلات انجلوكباتوعلى ديمتري ان يسمي محطته بإسم عربي فأسماها “محطة البازار السوداني” وكان موقعها في سوق (الموية) في امدرمان، بالقرب من (اجزخانة لندن)، بالتحديد في الركن الشمالي من شارع الموردة الفاصل بين سينما امدرمان شرق الشارع ومقهى يوسف الفكي غرب الشارع.

ومن هنا بدأت علاقة ديمتري بالمثقفين والفنانين المصريين، في وقت كان مولعا بالأغاني السودانية ولديه الكثير من الصداقات مع الفنانين/ السودانيين، وبدأ يفكر في طباعة الأغاني السودانية في اسطوانات، وراسل شركة تسجيل اسطوانات مصرية، وفي العام 1928 سجل ديمتري أول اسطوانة للفنان “عبد الله الماحي” في القاهرة ليكون أول فنان سوداني يطبع أغانيه في أسطوانات حيث قام بتسجيل عشرة أغنيات مع شركة “بيضا فون” منها (يا أماني وجار بي زماني)، (ام جمالا يسبي العقول) وغيرها من الأغاني. وفي العام 1931 سجل ديمتري لـ(أم الحسن الشايقية) أغنيتها (الله لينا) باللهجة الشايقية لتكون أول فنانة سودانية تسجل أغانيها في اسطوانة.

بعدها سجل ديمتري اسطوانات لعدد من فنانين الحقيبة وأكتشف الكثير من الفنانين وأجتهد في إقناع اسرهم، امثال إبراهيم عبد الجليل الذي سجل له اسطوانات مع شركة اوديون حيث التقى الفنانة المصرية ام كلثوم وأعجبت بصوته واسمته عصفور السودان بعدها شاع شراء آلة الفونوغراف في السودان لتشغيل الاسطوانات، وبعدها قام عدد من التجار بعمل اسطوانات للفنانين امثال آدم بابادا ومحمد داؤود حسين وحسن صالح خضر ومحطة أبوالريش حيث سجلوا أغاني لـ(سرور) و(كرومة) و(أم الحسن الشايقية) و(فضل المولى زنقار) واولاد بري (حاج الخضر وحميدة) وغيرهم من الفنانين كما سجل دمتري عدد من الأحاديث للإذاعة السودانية والتلفزيون ويقال أنه أول سوداني يمتلك سيارة عام 1930 وكانت ماركة فورد.

خاض ديمتري ثلاثة زيجات غير ناجحة كانت اولاها من سيدة يونانية عام 1935 وبعدها سيدة سودانية غير معروفة لم ينجب منها أبناء ثم الفنانة عائشة عبد الوهاب التي انجب منها بنت وولد لم يعش طويلا واخيرا تزوج سيدة لم ينجب منها أبناء ايضا.

فنانون سجل ديمتري أغانيهم
عبد الله الماحي
ام الحسن الشايقية
إبراهيم عبد الجليل
عائشة الفلاتية
مهلة العبادية
الفاضل أحمد
عائشة عبد الوهاب (عائشة كديس)
وفاته
توفي موثق الأغاني السودانية ومكتشف الفنانين محمد ديمتري البازار في العام 1989م.

#المراجع

↑ “مذكرات وشهادات ديمتري البازار معجزة صمت عنها الجميع (مرفق نسخة مكتوبة)!”. Sudaneseonline. 2018-09-01. مؤرشف من الأصل في تسعة ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2019.
^ “ديمتري البازار والحقيبة”. سودارس. مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2019.
^ “ام الحسن الشايقية ” يا أم جبين بدري” حقيبة نادرة – منوعات الحقيبة – محطة الأغنية السودانية”. www.sudanesesongs.net. مؤرشف من الأصل في 11 مايو2017. اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2019.
^ “الأغنية الحديثة عندنا عربية الهوي. . . حتي إشعار آخر”. almosayyab.ahlamountada.com. مؤرشف من الأصل في 22 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 30 نوفمبر 2019.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:13:03

#روائع_الأغنيةالسودانية

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق