مقالات

أم در.. لن يسرقوا الطابية

مساءات

عادل حسن:

اتلاقح مع كبدي لانزف لكم سرت رعدة خوف في جسدي وانا اتحري همس المفاوضات تحت ستارة صالة المجتمعين وبدأت اتعثر داخل روحي وشعوري بالقلق يتحالف مع الهلع والغموض واللاتركيز ثم صرير اخبار يسقط علي اذني كباشي إلى الامارات وعلان إلى الواق واق وفلان إلى جزر البطريق المنسية.
وافصل قناعتي إلى نصفين ليكتمل الجرح وانشطر انا كليا سيما مايخرج من معدة القنوات عبارة عن تفل ما بعد غربلة المواضيع بكل رهبتها واثارها
ونحن نلعق لزاجة الانتظار وما يخلق عندنا الطمانينة وضجة اسرار تفوح منها رائحة الدم تتجمد علي جزارة التفاوض التي تجلس عليها كل اهوال السندباد في مجاهل رحلاته ولكن مهما تلاطمت عواتي التفاوض قادما ام ماضيا تبقي السعودية هي المرسى الوحيد الذي يمتص عباب التقلبات التي تمخر عقول اهل السودان، ومن هنا بانت اكثر معالم الطمأنينة وتخير الناس.
نعم هنا بعاد وآخرون هناك نتذكر شوارع امدرمان وأشجار النيم العملاقة واللبخ الكثيف والاسواق الضخمة المتلاصقة والمنازل العتيقة تتأمل ذلك وفي حنجرتك غصة وإحساس غامض بخوف الفراق واللاعودة والغضب وتحس بأن هذه الأمكنة والخيرات كلها مهددة فالعدو الافريقي المزدوج للجنجويد لا يخفي شهيته لامتلاكها وتخريبها ان مرتزقة افريقيا سرقوا قتلوا حرقوا خربوا كل شي في ام درمان ولكنهم لن يستطيعون سرقة الطابية زاكرة التاريخ وخزانة النضال المر
احرقوا الحياة التي كانت تفور بكل مظاهر الرخاء في ام درمان ام السودان واخيرا علي صفحتها الشرقية هدموا الكبري رئة المدينة داخل بطن الخرطوم بحري شقيقة الخرطوم المحروقة تحت الرماد
اه اه
مع ذلك نجد من هو يبكي علي نيالا والجنينة والضعين خازنات الالغام النفسية والبارود الطبقي ومحشوة باصابع التفجير العنصري
لم ولن تكن اولي بمدامعنا وثكلانا علي الخرطوم حتي ولو اضحت تلك المدن تحمل احزان هيروشيما وهدم برلين تحت سورها
شهور متلظية تتمرق تحتها الخرطوم ولم يحدثونا هؤلاء عن الجرم ولم يقول علي محضر بلاغات التاريخ بان ام درمان اصبحت مثل طفل جائع حافي القدمين يصرخ في الطرقات يستعطف درب اهله الفارين
ان زبانية اقلام قحط لاتعرف اصلا ماهي فواصل الدنيا من التاريخ وكيف تلتقي الرعود مع الاسود
إن امدرمان ليست مدينة الشيخوخة البائسة حتي تاوي اقلام قوم يصارعون عتية الثمانون في معصية.
صحيح كل شي احترق واتلف حتي اعصابنا ومناظر الدمار تفور في عيوننا بغزارة ولدرجة الاشتياق حتي لسماع نويح عربات الاسعاف المخطوفة أو المعطوبة كل شي تعطل وتحول إلى رماد أرض أو ذكرى
أم درمان نحروها حرقوها وكنا نريد وداعها وتقريبها من وجوهنا وتقبيلها ثم نتفرق في مدن الضياع.
ام درمان مثل طفل ملفوف بالقطن ونجره الي حفرة الأحزان العامة وننعي انفسنا إلى انفسنا وكل الدنيا تشهد في بكاء.
سلامات

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق