رياضة
الرياض تهتز.. لجنة الانتخابات ومحكمة لاهاي والمخاطبة عبر القانون فقط
النعمان مارس العافية الهلالية وودالسكة يعيش بألف روح
عادل حسن:
والإحساس الهادر عندنا هو بأن أيام الانتخابات تمضي بسلاسة وتمهل وتدرك بأن لابد من ظهور العثرات وقد كان وقلنا لجنة التسيير تقود دولاب العمل بدقة وانتباهة طاقم وكابتن الطائرة وقد كان وقلنا لجنة الانتخابات سوف تواجه بعض المطبات وقد كان وقلنا ربما تتجلط فصيلة الاستئنافات تحت مجهر تجهيز العملية الانتخابية وقد كان.
ولكن لاذنب لادخل لاناقة لا جمل للجنة الانتخابات في كل ذلك.
لا علينا ولكن ظلت لجنة الانتخابات مثل النخلة التي تعيش على الأرض وتحتمل كل العوامل المناخية والتعرية وتظل تثمر وتثمر بلا انقطاع وهي عمة البشرية وجدتهم وتظل تحتمل تقلب المناخات وحتى الذين يرمونها بالحجارة تسقط لهم ثمارها
نعم إن الرجل الخلوق المحبوب عبدالباقي النعمان قد مارس حقه من العافية الهلالية والديمقراطية وأخرج الهواءالساخن من صدره وسدد طعنة مثل رمح سعد بن أبي وقاص، ولكن عصام ود السكة يعيش بالف روح.
فأتى الاستئناف على البراق من القاهرة إلى الرياض فاختنقت واهتزت الرياض.
إن لجنة الانتخابات بقيادة الخارق فهد مبارك، والداهية البرهان، والحكيم العمدة جمال، والفلتة علاء الدين، تمسكوا بفضيلة الصبر وتحصنوا خلف لغة اللوائح والقوانين مثل أعضاء محكمة العدل الدولية ولاهاي الذين يحق لهم فقط الحديث عبر القوانين.
وهل نسي الناس بأن لجنة التسيير نفسها هي التي استعطفت وناشدت مجلس إدارة الهلال بأن يرفع عن القوم في الرياض مكبلات وقيود قانون الإقامة المنتهية الصلاحية لانتخابات المهجر، فاستجاب مجلس الهلال لدعوتهم مثل دعوة المؤمنين في بدر؟
وتدفق الأهلة على العضوية والسؤال لماذا ذات الصلاحية يستخدمها المتنافسون كمادة أو ثغرة للطعون هل هي صلاحية مؤقتة هل هي صلاحية تعطلت بعد تسجيل العضوية هل لجنة الانتخابات وعدتكم بلائحة جديدة للطعون؟.
عموما فإن لجنة الانتخابات أكدت بأنها مثل شجرة البرتقال لن تثمر النيم المر ولكن يختلف المذاق.
صحيح قد تذمر وغضب قوم الهلال يجمعنا من لجنة الانتخابات ولكن شباب لجنة الانتخابات كانوا مثل ذاك الحوت العملاق الذي يستريح في عرض البحر وظهره الضخم خارج سطح الماء وظن الصيادون المرهقون أنه جزيرة صغيرة فجلسوا على ظهر الحوت واشعلوا نار طعامهم فتحرك الحوت وغطس بهم تحت الماء للأبد.
نعم إن المرشح الهلالي القوي عبدالباقي النعمان، كان واثقا من طعنه ولكن صلاحية الإقامة المكتسبة من الهلال لن تتجزأ على مرحلتين، وكان مولانا عزالدين شيئا آخرا مسكونا بالقوانين والعدل.
وهنا تهامست مجالس الرياض بأن النعمان دفع باستقالته الرصينة لغة واحتراما ومقاما وانسحب من المشهد مغاضبا في تهذب ولكنه-أي النعمان- أدرك بأن انسحابه سينزع الدسم من تنظيم (الهلال يجمعنا) ويفقد الانتخابات بهار ومذاق التشويق لأن عبدالباقي هو بستان قومه وهو منقة الجروف وهو السلسبيل الذي لا تقطعه قناطر القانون.
نعود ونقول إن لجنة الانتخابات ستظل مثل طائر العنقاء الخرافي الذي كلما يظن خصومه أنه احترق ومات ينتفض من تحت الرماد ويواصل التحليق، ونكرر بلا انقطاع بأن شباب لجنة الانتخابات هؤلاء الشباب يحملون عصا موسى الإدارية إكراما من الله على أمة الهلال من غير مآرب، وكذلك في أياديهم يحملون صحائف ناصعة السيرة والسريرة وأخصهم مجلس الهلال بالثناء والسناء.
نقول ذلك ونكتب ذلك مرارا لأن الصحافة تكتب بما هو في عقلك مع الخبر والمعايشة ومصدر الحدث ولن نكتب على طريقة تدفق حشرات الخريف المقززة ولاسعة ونعي تماما بأن الكتابة السعيدة هي جرتق الناجحين ولن نكتب للزمن الصفيق والدنيا التربالة مطلقا.
المهم إن ماتمر به الآن فترة الانتخابات هي مرحلة تسنين متأخرة بالغة المضاعفات والقلق والسهاد وان لجنة الانتخابات تعرف جيدا بان هذه المرحلة لاتحتمل خلع الضرس ولذلك نراهم يمضغون الصبر ويحتملون المواجع وهم في سهلة الرضا يولولون بكاء الفطام الحار لأن (التجديد) و(الهلال يجمعنا) هما توأم الانتخابات، والآن التسعين يوما كافية للرضاعة.
ولذلك شاهدنا طارق نوري ودكتور محمد عوض وهما يخرجان من جنة نعيم الحياد إلى جحيم تنظيمات الانتخابات والآن يكضمون التفاح المر.
ولابد أن نشير هنا من اتجاه آخر لحصاد الانتخابات الوشيك ونقول بأن أوقات المخاوف والليالي الهلوعة انتهت لأن الجراد هو المخلوق الوحيد الذي لايشيع ولايدر الدم في جسمه ويعيش عاما واحدا فقط وينقرض.
إن حصاد تدفق العضوية سيبدا يوم الجمعة وننتظر من سيغني في ليلة فرح المواسم مثل فرح عرس الزين الذي تجمعت له القبائل وحتي الحلب الغجر جاءوا من أطراف المناطق حضروا عرس الزين، وأيضا ننتظر من سيحزن ويلبس العمامات السوداء.
نعم إن التواريخ تحدثنا بأن الاستئناف لم يفلت رقبة الكادر الشيوعي الرفيق عبدالخالق محجوب من حبال المشنقة فأعدم عبدالخالق وترملت نعمات مالك، وحزن أهل أم الطيور غرب عطبرة.
ومن المفارقات إن عبدالباقي النعمان وعصام ودالسكة من أبناء كوستي فمن يأتي منهما بالفرح إلى كوستي.
أخيرا تبقى لجنة الانتخابات هي الأم الرؤوم وحنون وتنكفي بكبدها على كل الناس بحنو المرضعات الشريفات الأميرات.
الرياض/ ٣٠ يوليو ٢٠٢٤م