مقالات

حميدتي مجرم حرب

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

ليس مهما إن كان حميدتى حيا او ميتا ففى الحالتين هو مجرم حرب وسيلقى جزاءه، و من يقاتلون تحت رايته الآن ليس لديهم هدف إلا الغنائم والسلب والنهب.

المهم إن أحلامه ماتت و إلى الأبد، استمع للشيطان و تجاهل كل المنطق والواقع وأراد أن يكون الرجل الأول فى الدولة دون وجه حق، وصدق خرافات الدجالين وأن لحظة اختطاف السلطة قد حانت.

حميدتى مسؤول عن كل الجرائم والانتهاكات التى ارتكبتها قواته ومرتزقته ، وهو مسؤول عن استباحة البيوت واغتصاب النساء ، و نهب وسرقة الاسواق والبنوك  وتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وتعذيبهم وتهجيرهم ، احتلال المستشفيات والمرافق الخدمية ، وهو مسؤول عن حرب الإبادة والتطهير العرقي وهو المطلوب الأول عن كل الانتهاكات والجرائم ضد الانسانية وهى جرائم لا تسقط بالتقادم.
حميدتى وحلفاءه ومن معهم تمردوا على الاتفاق الإطاري الذي وقعوه وعلى الوضع الدستورى الذى استمر بموجبه حميدتى نائبا لرئيس مجلس السيادة و و مسيطرا على الجهاز التنفيذي ، والاقتصاد ، والقضاء والنائب العام ، و بينما كانت المفاوضات تجرى لاستكمال المفاوضات حول الترتيبات الأمنية ، اختار حميدتى التآمر طريقا لتنفيذه بالقوة العسكرية.

فشل الانقلاب الدموى في الإطاحة بقيادة القوات المسلحة وتنصيب أحد خيالات المآتة قائدا عليها ، ودارت معارك ضارية بهدف السيطرة على القيادة العامة والمدرعات والمرافق الاستراتيجية و إعلان انتصارهم على الجيش و تنصيب حميدتى أميرا للبلاد وليعلن حميدتي التزامه بالاتفاق الإطاري و تكوين حكومة من الساقطين تنال مباركة من فولكر و الرباعية.

تبين للكافة أن من يقاتلون الجيش من الدعم السريع فى الغالب مجموعة من المرتزقة الاجانب ، جاؤا من تشاد و افريقيا الوسطى ، و من النيجر و مالى و الكاميرون، بدعم و تخطيط فاغنر الروسية ، وأموال وأسلحة امريكية وفرتها الإمارات، يرتكبون كل الجرائم ضد الدولة و ضد المجتمع بهدف كسب المال الملوث بدماء السودانيين، وما ان ظهرت بوادر الهزيمة حتى تركوا القتال ،و لاذوا بالأحياء للاحتماء بالمواطنين ، و لم يوفروا بيتا الا واستباحوه و نهبوه ، و اتخذوا من المرافق الحكومية و المستشفيات و المدارس والجامعات مراكزا عسكرية.
فشل المخطط الانقلابى، وفشلت الحرب فى الاستيلاء على السلطة، وتهاوت كل الشعارات المضللة لاستعادة التحول الديمقراطى و حرب ( الفلول ) ، و دولة 56 ، وفشلت كل محاولات المليشيا وحلفائها فى تبرير الجرائم والانتهاكات الموثقة التي ارتكبتها، وتوالت الادانات الدولية لافعالها، ووصف ما قامت به مليشيا الدعم السريع في دارفور بأنه يحمل كل سمات الابادة الجماعية والتطهير العرقي، فبعد العقوبات التى فرضتها الخزانة الأمريكية على عبدالرحيم دقلو وعبدالرحمن جمعة، وتوالت الادانات الدولية من الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة و من الاتحاد الاروبى ومن المحكمة الجنائية الدولية.
بالرغم من النفاق الغربي، وكيله بمكيالين وفقاً لمصالحه، إلا أنه لم يستطع تجاهل الفظائع التى ارتكبتها المليشيا المتمردة فى دارفور، و تدمير واحراق الخرطوم ونهبها وتهجير سكانها، و جاءت إدانة الخارجية الامريكية لقوات الدعم السريع بتعمد قصف المدنيين، أعلنت لجنة رصد انتهاكات وجرائم الدعم السريع انها فتحت ما يزيد على (15000 ) بلاغ ودعوى من مواطنين سودانيين ضد الدعم السريع، بما فى ذلك بلاغات عن الإخفاء القسري والاغتصابات ، و حوالى (150 ) الف بلاغ عن سرقة المركبات و السيارات ، التى اقيمت لها الاسواق و تهريب بعضها الى دول الجوار ،
فشلت محاولات عديدة لتنفيذ مخرجات منبر جدة، بعد تعنت مليشيا الدعم السريع ورفضها تنفيذ إعلان جدة، وأهم بنوده المتمثلة في إخلاء بيوت المواطنين والمستشفيات والخروج من المرافق الخدمية، وبعد مضى ثمانية أشهر فان مفاوضات جدة لا يمكن أن تستأنف من حيث توقفت، فمنذ مايو الماضي ارتكبت المليشيا المحلولة انتهاكات وجرائم إضافية مخالفة للاتفاق والقانون الدولى، وتم حلها وإلغاء قانونها، واصبحت ملاحقة قانونياً، وتعرضت لادانات وعقوبات دولية، وإجماع شعبي على رفض وجودها فى مستقبل البلاد، الشعب السوداني صاحب المصلحة فى إنهاء الحرب لن يقبل أية عملية سياسية لا ترد له حقوقه المنهوبة وكرامته المهدورة ودمه المسفوك ، و بلا شك فان ما حدث فى مدنى و الجزيرة من انتهاكات و نهب يقف دليلآ دامغآ ان الجرائم المتسلسلة للمليشيا لا نهاية لها ،
حرب 15 ابريل ربما تكون الحرب الاولى من نوعها التى تدور مباشرة بين ثلاثة اطراف ، و ليس طرفين كما يقول البعض ،بدأت الحرب بتمرد قوات الدعم السريع وفشل محاولتها الانقلابية،و ما ان جاء الاسبوع الثانى للحرب حتى استهدفت مليشيا الدعم السريع المواطنين و انتزعت منهم بيوتهم ، و نهبت و سرقت و اتلفت العربات و الاثاث ، و استباحت المستشفيات العامة و الخاصة والاسواق و المصانع و المرافق المدنية و البنوك ، و اسرت آلاف المدنيين و المعاشيين من النظاميين ، و ارتكبت جرائم التطهير العرقى والتهجير القسرى ، و الاغتصابات ، و بغباء منقطع النظير استهدفت المليشيا الشعب السودانى و ناصبته العداء،فاستحقت الكره و البغض و العداء من الشعب السودانى فلم يعد وجودها مقبولآ، الشعب السودانى يريد انهاء الحرب وفقآ للاستحقاق القانونى و الدستورى ، يريد استرداد حياته و كرامته، و استعادة امواله و بيوته و عرباته و اثاث بيته و مستشفياته و مصانعه ، الشعب السودانى يطالب بحقه القانونى فى محاسبة المتورطين فى القتل و التطهير العرقى و الاغتصاب، وسيرفض اى خلط للاوراق ، و لن يقبل اى عملية سياسية قبل رد الحقوق و جبر الضرر و التعويض وفقآ للقانون.
28 ديسمبر 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق