مقالات

الجنجويد،،فرفرة المذبوح وارتكاب الفعل المفضوح

حــدود المنطق

إسماعيل جبريل تيسو:

ويخبرني محدثي أن ما تسمى استخبارات ميليشيا الدعم السريع بدأت في تنفيذ حملات واسعة ضد أفرادها المنتشرين في منطقة جنوب الحزام في أحياء الإنقاذ والأزهري وعد حسين ومايو، حيث كانوا يمارسون التجارة ببيع المنهوبات والمسروقات من أملاك المواطنين وبضائع الشركات والمؤسسات، في أسواق يطلقون عليها أسواق دقلو، حيث ظل يتكدس أفراد هذه الميليشيا في (رواكيب بائعات الشاي) وينشرون بأسلحتهم ودراجاتهم النارية الرعب والذعر في نفوس المواطنين الأبرياء والعزل.

محدثي يقول إن خطوة ما تسمى استخبارات ميليشيا الدعم السريع تجاه أفرادها، تأتي في إطار تجميل صورة الجنجويد بمحاربة القضاء على ظواهر سالبة كانوا هم من تسببوا فيها بإعمال السلاح وسيلةً للكسب الحرام، وذلك تمهيداً لمرحلة قادمة ألا وهي تشكيل حكومتهم المحلية في ولاية الخرطوم، أسوةَ بالحكومة التي يعتزم رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة، إعلانها في مدينة بورتسودان!! وجدتني وبدون أدنى تحرًّج أو حتى تأكد من صحة المعلومة، أدخل في دوامة من الضحك الهستيري، ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه.

عجباً لهذه الميليشيا التي تدور في فلك اللا فهم واللا وعي!!، من يخطط لها؟ من يفكر لها؟ كيف تجرؤ على هذه المحاولة اليائسة والفكرة البائسة وتحدثها نفسها الأمّارة بالسوء والحقد والغبن على تأسيس حكومة، وقيادة دولة، كانت قد أعلنت الحرب على مواطنيها بعد أن تجرّعت الويل من القوات المسلحة السودانية من ضربات موجعة جعلتها تتساقط أمامها كأعجاز نخلٍ خاوية، وتحتمي ببيوت ومنازل المواطنين بعد أن شرَّدتهم وهجَّرتهم قبل أن تمارس فيهم شتى الفظائع من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بإعمال التقتيل والاغتصاب والسرقة والنهب.

إن كل يوم تشرق فيه الشمس، تغيب فيه ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة في غيابة جب التراجع والانهزام، وتتأكد نجاعة الخطط العسكرية والاستراتيجيات القتالية التي وضعتها القوات المسلحة، والتزمت حيالها الصبر الجميل، تنفيذاً وتكتيكاً حتى باتت هذه الميليشيا المتمردة ومن ساندها تقلِّب كفيها على ما انفقت في هذه الحرب من مال ورجال ومعدات لم يتبقّى منها شيء سوى محاولات فرفرة المذبوح بلجؤ هذه الميليشيا إلى استخدام بعض المواطنين كدروعٍ بشرية في مناطق مثل أم بدة، وتبقى ثقتنا كبيرة في قدرة القوات المسلحة على التعامل مع هذه الأساليب غير الأخلاقية بمهنية عالية، تحفاظ من خلالها على أرواح المواطنين، وترمي بميليشيا الجنجويد إلى مزبلة التأريخ.

إن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأن النصر ليس سوى صبر ساعة وقد أقتربت هذه الساعة، وليس أدلًّ من ذلك حالة الهروب الجماعي لبعض عناصر هذه الميليشيا المتمردة من محرقة الخرطوم ومحاولاتها المفضوحة لنقل الحرب إلى مناطق أخرى خارج العاصمة على نحو ما جرى في منطقة ود عشانا، وهي محاولات لن تجدي فتيلاً في ظل إصرار القوات المسلحة على إنهاء هذا التمرد بالقضاء على هذه الميليشيا الإرهابية ومحو الجنجويد من قاموس الوجود.

إننا نشدُّ على أيدي قواتنا المسلحة الباسلة، وقد بذلت الغالي والنفيس طوال ستة أشهر مضت لاقت فيها ما لاقت، ولكنها صمدت ارتكازاً على عقيدتها القتالية المبنية على الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته وصون وحدته الوطنية، ونثق أن الأيام القليلة القادمة ستحمل بين طياتها بشريات الفرح الكبير والنصر المؤزر الذي ستعود على أكتافه الخرطوم جميلة تضجُّ لياليها بحكايات النضال والصبر وقوة الاحتمال، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق