رياضةمقالات

الرياضة في القضارف.. بين حريق المكايدة وفشل المكابدة

د.عبد الكريم الهاشمي:

تابع الرياضيون في ولاية القضارف باهتمام شديد الاحداث العاصفة التي تعرضت لها بعض اندية كرة القدم بالولاية الأمر الذي أدى لإندلاع خلافات حادة كادت أن تعصف باتحاد كرة القدم بالقضارف وتفتت النسيج الرياضي بمدينة القضارف.

بدأت الاحداث في ديسمبر من العام 2024م حيث اعلن الاتحاد العام عن بدء منافسات الدوري المؤهل للممتاز وخاطب إثر ذلك الاتحادات المحلية بترشيح ابطال دورياتها لإحراء القرعة وقد كان، رشح اتحاد القضارف بطله نادي اشراقه ورشح الاتحاد الانتقالي بالحواته بطله نادي المريخ وتمت البرمجه بادراج نادي اشراقه، واستبعد ممثل اتحاد الحواته نادي المريخ دون توضيح لمسببات الاستبعاد، علما بأن آخر منافسه قبل اندلاع الحرب، كان ممثل الولايات الشرقيه قاطبه في دوري المجموعات المؤهل للممتاز هو احد اندية اتحاد الحواته وهو النادي الأهلي الذي أقصى التاكا كسلا والأهلي القضارف وصعد لدوري المجموعات حيث لعب ضد المورده الامدرماني والأهلي مدني والرابطه ام مغط، اتحاد يضم مثل فريق الأهلي الذي تحاوز كل ابطال الولايات الشرقية يستبعد ممثله دون مسوق في ظل صمت معيب من الرياضيين في الولاية ومن الاعلام الرياضي وما دروا أنهم سيشربون من كأس الاتحاد العام الذي سقى منه اتحاد الحواته. في ظل هذه الظروف التي تحفها المحسوبية ويدار فيها العمل داخل الاتحاد العام وفقا للعلاقات العامه، ورد إستثناء من الاتحاد العام يسمح للنادي الأهلي القضارف بالمشاركه في الدوري المؤهل للممتاز دون توضيح للمعايير التي تم اعتمادها لاختيار النادي الأهلي القضارف للمشاركه فهو لم يكن متصدرا لدوري الدرجة الأولى بالاتحاد المحلي القضارف ولم تكن نتائجه في الدوري الموهل للممتاز في آخر مشاركه لا تؤهله للإستثناء فقد أقصاه النادي الأهلي الحواته من المراحل التمهيدية للدوري المؤهل للممتاز فإن كان هنالك إستثناء كان الأولى به النادي الأهلي الحواته ولكن اختلال المعايير كان حاضرا. أثار اختيار النادي الاهلي القضارف للمشاركة في الدوري الدوري المؤهل للمنتاز عبر الاستثناء غير المستحق كثير من اللغط والاتهامات والتخوين الذي طال مسؤولين في الاتحاد المحلي القضارف ولجنة المسابقات بالاتحاد العام، مما أحدث شرها كبيرا في الوسط الرياضي بالقضارف، تدخل رئيس الاتحاد العام الذي ووجه بايقاف البرمجه التي ضمت النادي الاهلي القضارف واستبعدت نادي المورده، ولكن هذا التدخل لم ينجح في ايقاف سيل التراشق والاتهامات والمكايدات التي نجحت هي الأخرى في استبعاد النادي الأهلي القضارف من التنافس بعد ان بذل جهدا كبيرا في الاعداد والتجهيز، ليتم اختيار نادي المورده ممثلا للاتحاد المحلي بالقضارف. ابعاد النادي الأهلي ترك قصة في حلق مشجعيه وادارته وجماهير الرياضة بمدينة القضارف وربما فتح بابا لتحيُّن فرص الأذى المتبادل الذي ربما يبلغ السعي لتوفير الظروف والاسباب التي تؤدي لخروج نادي الموردة من التنافس كيفما اتفق ، وربما تمنت جماهير النادي الأهلي صمتا خروج الأهلي من الدوري التأهلي مبكرا. وبالفعل تعثر الأهلي وخرج من البطولة بخطأ اداري افقده ثلاث نقاط بسبب الشكوى التي تقدم بها فريق الشباب وذلك بالطعن في صحة تسجيل احد لاعبي الأهلي. خروج الأعلي كان بمثابة حجر الدومين حيث كادت ان تنهار بسببه منظومة الرياضة في مدينة القضارف وكاد أن يتفكك الاتحاد حيث اطلقت كثير من الاتهامات الى بعض المنسوبين للاتحاد والنادي الأهلي بتسريب بعض المعلونات المهمة التي أسس عليها نادي الشباب كسلا في شكواه ضد النادي الأعلي القضارف حيث تعتبر معلومات سرية لا يمكن الحصول عليها إلا تسريبا عبر احد منسوبي الاتخاد، كما صرح بذلك قادة النادي الأهلي وقد كسب الشكوى وتم بموجب ذلك ابعاد النادي الأهلي القضارف من البطوله الامر الذي احدث بلبلة واضطراب وسط الرياضيين في مدينة القضارف نتج عنه اتهامات وتخوين لبعض الرياضيين والاعلاميين وأدى إلى استقالات وعداوات وتهديد، واندلق حبر مديد متناولا هذه القضية وفتحت شهية كثيرين لانتقاد الاتحاد وإدارات الانديه وكانت فرصة لتصفية بعض الحسابات بين الرياضيين والاعلاميين. رست سفينة الرياضيين بعد ما تلاطمتها امواج كثيفة من الخصومة، وورياح عاتية من الشجار والهتر كادت أن تغرقها في بحر لوجيٌّ من الفرقة والشتات، ستظل حادثة تسريب المعلومات والاستثناء المشبوه وصمة عار في جبين الرياضيين في الاتحاد المحلي لكرة القدم بالقضارف بالرغم من أنها في اعتقاد المثيرين كانت معركك في غير معترك فاتحاد القضارف ظل خارح دائرة أضواء الدوري الممتاز لسنوات بإستثناء فريق الشرطه وهو بالطبع فريق مؤسسة وليس فريق جماهيري وظلت نتائج الفرق النشاركه ضعيفة ومتواضعة فحتى إن لم يستبعد فريق الموردة بابشكوى النقدمه ضده وإن تمتع النادي الأهلي بالاستسناء المشبوه لخرح الفريقين من التنافس باكرا ايضا.
مجتمعات الرياضيين ليست محصنه من الصدام والمكايدات ولكن عادة لا تتطور لتصبح حربا تتحاوز الاخلاق والاعراف الرياضية، فما يميز المجتمعات الرياضية انها مقيدة بالمبدأ الشهيرة “الكورة اخلاق”.
ينبغي على الرياضيين في الولاية وفي مدينة القضارف أن يستفيدوا من التحديات التي ظهرت من خلال هذه التداعيات الآسنة ومن ثمَّ تحويلها لفرص، وأول هذه التحديات التي ينبغي العمل عليها هي ضعف تمثيل ولاية القضارف في الجمعية العمومية للاتحاد العام وضعف مشاركات الولاية في الدوري الممتاز وذلك لقلة عدد الاتحادات المحلية في الولاية، فمثلا ولاية كسلا بها ثلاث اتحادات محليه، ولاية الجزيرة بعا خمسة اتحادات محليه فيما ظلت الولاية منكفأة على اتحاد مدينة القضارف الابن المدلل لحكومة الولاية.
عليه لابد من تضافر الجهود الرسمية والاهليه والشعبية لمساعدة بعض الاتحادات لنيل عضوية الاتحادات المحلية فمثلا الاتحاد الانتقالي الحواته ظل يشارك في الدوري الممتاز منذ العام 2015م وقد اكتسب صفة الاتحاد الانتقالي في العام 2014م وهو وضع إستثنائي يتيح للاتحاد التمتع بكامل حقوق الاتحاد المحلي بما في ذلك حضور اجتماعات الجمعية العمومية دون الحق في التصويت وظل الاتحاد العام يتعامل معه بهذه الصفة لاكثر من 10 سنوات ليصبح بذلك حق الترفع لاتحاد محلي حق ممتسب بالتقادم، وبالرغم من ذلك ظل الاتحاد يلاحق الاتحاد العام لتسمية الاتحاد الانتقالي كاتحاد محلي بصفة رسمية. كذلك الاتحاد الفرعي الفاو هو ايضا من الاتحادات التي يمكن أن تؤهل بتضافر الجهود الرسمية وجهود الرياضيين وبذلك يمكن ان يكون للولاية ثلاث اتحادات محلية الأمر الذي يقوي وضع الولاية في الجمعية العمومية وفي ذات الوقت تجعل مشاركة الولاية في الدوريات القومية معتبر، هذا اذا فكر الساده الرياضيون والمسؤولون عن الرياصة في ولاية القضارف بعقلية الوفرة الوفرة التي تؤمن أن الفرص كثيرة وأن الخي يكفي الجميع، وليس بحاجة أن تخسر أحداً أو تؤذي أحداً حتى تكسب أنت، وألا يكون التفكير بعقلية الندرة والشح التي تؤمن أن الخير والفرص محدودة ويرجح كثيرون أن القائمين على الرياضة في ولاية القضارف هم من الصنف الثاني الذي يفكر بعقلية الندرة. فزيادة عدد الاتحادات المحلية بالولاية لن يكون خصما على الاتحاد المحلي بالقضارف بل يقوي موقفه كاتحاد رائد في المحافل الرياضية، وينهي الاستخفاف والإزدراء الذي ظل يتعامل به الاتحاد العام مع اتحاد القضارف والرياضيين في ولاية القضارف. كذلك لابد لوزارة الشباب والرياضة ان تسعى لمساعدة الاتحادات الفرعيه القائمة حتى تستوفي اشتراطات ترفيعها لاتحادات محليه وأن تساهم في تكوين وانشاء اتحادات فرعيه جديدة فهنالك اكثر من منطقة مؤهلة لإنشاء اتحادات فرعيه مثل المفازه والنحل وغيرها من المناطق. النهوض بالرياضة في الولاية وتطويرها ليس بالأمر السهل إنما يتطلق تضافر الجهود الحكومية والشعبيه وتكاتف الرياضيين وتجردهم لتقديم المصالح العامه علي المصالح الخاصة على مستوى الانديه والاتحادات. فختى لا تتكرر مثل الاحداث المؤسفة الاخيرة ينبغي أن نطفئ حريق المكايدة وننتقل للعمل والمكايدة من أجل تطوير الرياضة بالولاية والنهوض بها.

Krimhashimi5@gmail.com
0912677147

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق