محمد توم عوض الكريم:
الخريف موسم الخير، يهل ويطل علينا في أوقات معينة فيما تسمى بعيون الخريف أو (العينة) وتطور الأمر بمراصد جوية للتنبؤات بما قد يكون.
وهذا حدث يستحق التعامل معه كما الطوارئ وبكافة التحوطات، ولكن لغياب الدور الاتحادي من الفراغ الوزاري وتولى الأمر إلى غير اهله من أهل الكفاءة والدراية في كافة ولايات السودان من ولاة الحسرة المتكلفين إلى مدراء عامين تدار أمورهم ووزاراتهم من ولاة فاقدي الخبرة والدراية مما أوصل الولايات الدرك السحيق من التدني في الخدمة المدنية طولا وعرضاً وصار المواطن ضحية الفساد والفاقد الإداري، وما ولاية جنوب دارفور ببعيدة من التردي في العمل الإداري وضعف الاداء الذي بات ظاهرا في تقديم الخدمة للمواطن بالولاية المحتسب الصامد.
الخريف في جنوب دارفور يختلف عن كل الولايات الوسطى وهو خريف ذو محاذير صارت يعرفها القاصي والداني من أبناء الولاية على مستوى الوحدات الإدارية بل الفرقان. فالمراصد الشعبية باتت أدرى من الحكومية بمجاري السيول والأودية منذ مئات السنين بالولاية،فبتعاقب الأزمان صارت الخطط الاستراتيجية لطوارئ الخريف كالماء والهواء تتم المراجعة قبل أشهر من موسم الأمطار والخريف.
ولاية جنوب دارفور أصابها فراغ وزاري بالغ التردي حيث لم نسمع ولم نقراء أي استعدادات تمت على مستوى عاصمة الولاية ناهيك عن المحليات.
البلدية تم رصد مبلغ زهيد لطوارئ الخريف بها وهي في مركز الولاية، أما عن المحليات حدث ولا حرج.
ما أصاب الولاية من سيول وفيضانات تلك أقدار الله وله الحمد والمنة،ولكن أن تظل الحكومة تنظر بنظرات العجز فتلك حسرات تغوص في نفوس مواطني المحليات المنكوبة التي لم ير فيها مسؤول من مركز الولاية مواسيا من الوالي إلى مكلفيه المتكلفين للوزارات.
والتحية للناظر التوم من عد الفرسان كما أفاد مديرها التنفيذي بالدور الريادي والوطني من همة الناظر لجلب ما استطاع من معينات عجزت الحكومة حتى اليوم أن تأتي بمثلها. التحية للسيد الناظر التوم وهو يتألم لمواطنه ويهم لأمره،لأن الوالي معه ضيوف كما قال الإعلام.
التحية لأبناء القوات النظامية التي ساندت وآزرت المواطنين بتلك المناطق المنكوبة وهم يحملون الهم دون أدنى تأوه أو جزع. إنهم أبناء السودان أهل الحارة.
حينما يذهب حاكم الإقليم وولاة الزمن الجميل للرحلات الباردة، أولادك يا دبكة والغالي والسماني والسنوسي والملك والشرتاي أبشر إنهم أهل الحارة هم ديل أولادكم.
ولاية لم تضع أدنى تحوط لظروف الخريف من مخزون استراتيجي يرحل قبل الخريف من حبوب ووقود زراعة وأدوية طواريء حيث شاهدت زيارة لوالي الولاية قبل أيام في الإعلام لبحث أدوية الطواريء للخريف وأحسب انه ربما يعني خريف ٢٠٢٣م.
ولاية جنوب دارفور حيث الدعم الاجتماعي كما طالب حميدتي في نهر النيل بالبحث عن هذا الكنز المجهول عنوة والردوم تسمى بنصف ترليون تقريباً ولا ترى له جسما بل رسم على ورق.
عجبا لولاية جنوب دارفور، حيث تبحث عن دعمها إلى إقليم النيل الأزرق وتعجز عن دعم أم زعيفة وأخواتها في الكوارث، عجبا لبعض أعضاء لجنة الطواريء اتهموا الإعلام بالتقصير حيث الأستاذة نجلاء جمعة تغطي الكوارث في وادي أم زعيفة بعربات شرطة المرور بالولاية ووجبات المرور لعكس معناة المواطن ولم يحمد لها ذلك فالتحية لإدارة شرطة مرور جنوب دارفور ممثلة في العميداحمد خميس مدير المرور والعقيد تجاني مصطفى والشاب الهمام مقدم دكتور احمد سبيتة وتكرر جهدهم أهل المرور مثلما قاموا به العام السابق من تفقد الأودية والمواطنين العالقين بها ومعاناتهم في طريق عد الفرسان برام الفاشر نيالا في حركة داؤبة والولاية تركن وتستكين عن هذا الدور،
التحية لجهود إعلامية طواريء الخريف الأستاذة نجلاء حيث التحرك بمجهود شخصي رغم الوصف للإعلام بالتقصير،إلا أنه نعتذر لإعلاميي الولاية الذين لا يجدون الوسيلة التي تقلهم لعكس معناة أهلهم من أمانة الحكومة.
عذرا للإعلاميين لأن عربات أمانة الحكومة في رحلة خريفية مع ولاة الحسرة الذين يتنسمون أنفاس الغلابة، بينما الأطفال على شواطئ الأودية يفترشون بارد الرمال.
حينما يفلح المواطن في فتح الطرقات الحكومة تتسارع بالتبشير الكاذب لسكر كايا ومصانع الأسمنت للاستثمار، وحين يغمر الخريف المدن تنعم بالرحلات لإضفاء جو كذوب لخداع ضيوفهم بمناظر لا يستطيع كل (التيم) الذي قام بالرحلة الطلابية والصور التذكارية لمأساة أغسطس ٢٠٢٢م لا يستطيعون الالتزام بقيام مشروع جاذب في تلك الظروف.
وكان الأجدي أن توزع تلك العربات لنقل الإعلاميين المفترى عليهم تقصيرا لعكس مناطق الكوارث بدلا من مناطق التجليات الخداعة في الجبال والتلال.
السيد والي جنوب دارفور لقد اجتهدت في أن تعرف حاجة عن أمر الولاية ولكن الحركة والسكون بيد الله، فماذا يضيرك انت ومدرائك العامين لو تقدمت باستقالاتكم لافساح المجال لغيركم، ولأن ما اغترفتموهو من تقصير كاف لكم من ذنب واقع فلو عثرت شاة فالله سائلكم فما بالكم بأهليكم؟ ولكم أموال من الدعم الاجتماعي من التعدين والبورصة، أما كان الأجدى أن تكون كل إيرادات الولاية لطوارئ الخريف…؟؟ بفقه (أقرع الواقفات الجفلن خلهن) أنقذ الأرواح التي في العراء الداخل المدن خلهن.
ونواصل عن رحلة أغسطس للمركز.
ولكم ودي.