مقالات
الزعيم الأزهري.. صيرورة السودان
بقلم/ علي يوسف تبيدي:
الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري يعتبر الشخصية السودانية السياسية التي ظلت على أفواه الجماهير لعقود من الزمان منذ أن رفع علم الاستقلال حتى الزمن المعاصر. فهو بذلك استحق لقب الصيرورة الذي أطلقه عليه القائد الاتحادي المناضل الشريف حسين الهندي.
كان الزعيم الأزهري ذكيا وحاذقا يحمل مقومات الزعامة منذ الصغر فقد ظل يتحمل أعباء المهام الصعبة والتكاليف الاستراتيجية دون كلل أو ملل بين أقرانه فقد كان أول سكرتير لمؤتمر الخريجين في الفترة من 1938م حتى 1940م ثم اختير رئيساً لحزب الأشقاء بعد ذلك وأيضا قاد وفد السودان الممثل لجميع الأحزاب السياسية إلى مصر عام 1946م وكذلك عندما توحدت الأحزاب الاتحادية، اختير رئيساً للحزب الوطني الاتحادي عام 1952م حيث فاز حزبه بالأغلبية في الانتخابات النيابية عام 1953م وكان أول رئيس لأول حكومة وطنية عام 1956م.
من بصمات الأزهري في دفتر التاريخ قيامه بتأسيس الدولة السودانية الحديثة بعد إنجاز مراحل السودنة والجلاء والاستقلال وقد شارك الأزهري في معارضة الحكم العسكري الأول 1958م حتى 1964م وايضا اعتقل عقب انقلاب مايو 1969م حيث استشهد في معتقله.
تعامل الأزهري مع الانجليز بكل الأساليب، مابين المواجهة والتحاور السياسي حتى أعلن الاستقلال من داخل البرلمان في 19ديسمبر1955م حيث قاد مناورة ذكية ترك فيها مشروع الوحدة مع مصر وقد تجلى ذلك في مؤتمر باندونق حينما مثل السودان بعيداً من الوصاية المصرية.
اليوم تمر الذكري (53) لرحيله وبلادنا تعاني من ويلات الانشقاق والتشظي الخطير من خلال أزمة سياسية كالحة وضعت السودان على فوهة بركان.
الزعيم الأزهري من جيل الزعماء العمالقة والعظماء والتاريخيين في المحيط العربي والأفريقي والمنطقة أمثال جومو كنياتا وسنغور ولومببا وعبدالناصر وبن بلة وغاندي وسكتوري.
رحم الله الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري وجعل الجنة مثواه والمجد والخلود لأعماله العظيمة التي قدمها للشعب السوداني في إباء وشمم.