مقالات

الجميل الفاضل يكتب: “بلى ” قد انتهي الدرس!!

ثلاثة وثلاثون عاما، مضت وأنقضت، ما كان لها أن تزيد أو تنقص، قضاها السودان تحت قبضة حديدية، أحكمها عليه بصرامة تنظيم مايسمي بالحركة الإسلامية.
ذلك التنظيم الأخطبوطي الذي قطع فولكر بيرتس رئيس البعثة الاممية المتكاملة أمام مجلس الأمن أمس ، أن عناصر من نظامه السابق، أزاحتها الثورة بدأت العودة تدريجيا إلى المشهد السياسي، والإدارة والمجال العام.
إنها إذاً محاولة للتسلل إلى السطح، تحدث في الهزيع الأخير، من ليل وظلام ثلاث وثلاثين سنة كالحة، عاشها السودان خارج التاريخ والزمن، يراوح مكانه بين مرارة الواقع، وحلاوة الوهم.
لكن لماذا؟ وكيف؟ قفز إلى ذهني اننا في نهايات هذه الحقبة، رغم أن الواقع يصدق إلى الآن علي الاقل، ما قال به فولكر عن استعادة النظام الأخواني لأراضيه المفقودة ظاهريا، وإن بتدرج.
في وقت أتصور فيه أن الإسلاميين لن يتأتي لهم حكم البلاد إلى أبعد، بعد أن نجحوا تحت غطاء البرهان في نيل ماتبقي لهم من حظوظ، استكملوا بها حصة وجودهم في السلطة، لثلاث وثلاثين عاما.
إذ أنه في علم الأعداد، غالبا ما يُنظر إلى الرقم (33)، على أنه رقم قوي وصوفي.
سواء كان ذلك في الأعداد الكلدانية، أو الأعداد الكابالية، أو الأعداد عند فيثاغورس، إذ هي جميعها تعطي الرقم (33) قوة عظمي.
كما أنه في علم الأعداد غالبًا ما يُنظر إلى الرقم (33) على أنه رقم عميق وروحي.
لما للرقم من دلالات إستثنائية.
فضلا عما له أيضا من وزنً رمزي دينيً في الاسلام، والمسيحية، واليهودية، والهندوسية، والبوذية.
فالرقم (٣٣) ليس هو مجرد عدد يداوم عليه المسلمون تحميدا، وتسبيحا، وتكبيرا، دبر كل صلاة.
بل هو ايضا وفق مصادر السنة، العمر الذي سيكون المؤمنون عليه حال دخولهم الجنة.
اذ قال أبو هريرة، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: “يدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جردًا، مُردًا، بيضا، جعادًا، مكحلين، أبناء ثلاثٍ وثلاثين، على خلق آدم, طوله ستون ذراعًا في عرض سبع أذرعٍ”.
كما انه الرقم الذي ارتبط بالاشارة إلى “الشمس” و”الجبال”، من وجه عدد مرات الورود في النص القرآني.
وهما بالطبع آيتان كبيرتان من الآيات الكونية.
وإلى ذلك فقد أشار معنيون بالتأويل، إلى أن لفظة “بلى” الوديعة الفطرية بكل إنسان ، من عالم الذر، قبل أن يكون شيئا مذكورا، تساوي هي ايضا بحساب الجمل، وعلم الحرف، الرقم (٣٣).
في سياق قوله تعالي:
وإذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم، واشهدهم علي انفسهم، ألست بربكم، قالوا “بلى” شهدنا، أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين.
ومن المتفّق عليه عند المسيحيين، أن السيد المسيح قد عاش (٣٣) سنة.
حيث أثبت انجيل لوقا أن المسيح بدأ دعوته بعمر الثلاثين، قبل أن يصُلب، بعد ثلاث سنوات من ذلك، وهو ابن (٣٣) عاماً.
واعتبر القديس توما الأكويني في ذات السياق أن سن الثالثة والثلاثين التي رفع أو صلب فيها السيد المسيح تمثل سن الكمال كما ينبغي ان يكون.
وفي فلك ذات الرقم يعتقد اتباع الديانة اليهودية أن ملَك داؤد عليه السلام علي أورشليم القدس امتد كذلك لثلاث وثلاثين سنة.
وفي منحى مختلف لفت نظري أن علم الرياضيات يقول: إن حساب النسبة المئوية إلى الرقم (٣٣)، يؤكد انه رقم الإمتلاء.
فلو اننا قسمنا (100٪) على (٣) سنحصل على جزء عشري لا نهائي متكرر كالتالي: (33.333333٪).
المهم بعيدا عن علمي الرياضيات والحساب، اري أن ليس ثمة امتلاء، يفوق امتلاء السودانيين بطاقة مذهلة، هي طاقة الصبر.
إذ أن إمتحان الصبر، هو في الحقيقة أصعب وأرفع إمتحان على الإطلاق.
ولذا فإن من يجتاز مثل هذا الامتحان الشاق بنجاح، سيجد الله معه لا محالة كهاتين.
وبالطبع فإن الصبر من نوع الامتحانات التي لا يلقاها إلا شعب ذو حظ عظيم، وشأن بالضرورة عظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق