عمار الضو:
رغم استمرار هطول الأمطار والعمليات الفلاحية إلا أن مزارعي القضارف يواجهون ذلك بعدة عقبات لإكمال إنجاح الموسم الزراعي وذلك لعدة أسباب منها : عدم التزام البنك الزراعي وبعض المصارف ببرامج التمويل خاصة عمليات الكديب مما أدى إلى اتجاه المزارعين إلى الاستدانة وبعض التعاملات التجارية المشوهة في الأسواق.
ويعاني المزارعون من شبح الإعسار وارتفاع أسعار الوقود المستمرة دون إيجاد أي حلول أو تدخلات من السلطات خاصة في أمر الغلاء الفاحش واستغلال حاجة المزارعين الملحة خاصة الإفراط في أسعار المبيدات والأسمدة من أصحاب الشركات التجارية ولم تكن أزمة التمويل وهروب بعض المصارف هي الوحيدة لدى مزارع القضارف المغلوب على أمره فقد ظهرت الآفات الزراعية في عدة مناطق وارتفعت بلاغات المزارعين والإحصائيات خاصة آفة الهاموش والتي تسمى بالكرمشة وهي أصابت مساحات كبيرة من محصول السمسم خاصة في الفشقة وود الحليو والقلابات الشرقية.
ويعود ظهور الآفة لعدة أسباب منها ارتفاع معدلات هطول الأمطار وغياب دور الإرشاد الزراعي والتدخلات المبكرة ليظل الهاموش آفة تؤرق المزارعين وتهدد إنتاج السمسم المحصول النقدي الأول في السودان ولم تكن آفة الهاموش هيةوحدها التي تهدد الموسم الزراعي والسمسم بعد ظهور الجراد ساري الليل في القلابات الشرقية والمفازة ووسط القضارف.
ولم تنجح محاولات وتدخلات إدارة وقاية النباتات في السيطرة والقضاء على الآفة رغم توفر المبيدات والأيدي العاملة وذلك لعدم الالتزام بتوفير الإعاشة والوقود لانطلاقة الحملات وانقاذ الموسم الزراعي والصمت يخيم على وزارة الزراعة في الالتزام تجاه مسؤوليتها وتحتاج الوقاية إلى اكثر من عشرة عربات دفع رباعي والمتوفر منها ثلاثة فقط فهل يدرك أهل مكة وسعادة الفريق إبراهيم جابر مخاطر فشل الموسم الزراعي بالقضارف وعدم تدخل الدولة في إزالة العقبات من توفير التمويل اللازم والقضاء والسيطرة على الآفات وهل يعقل أن تمضي الوزارة الغائبة تماما عن المشهد في التصدي لقضايا وحاجات المزارعين فنجد أن السير قد أرهق المزارعين ولجنتهم التسييرية في البحث عن حلول ناجعة وانقاذ الموسم الزراعي واصبحول يتحركون بين العاصمة الإدارية والمصارف لانقاذ مايمكن إنقاذه فهل من مجيب سعادة الفريق جابر لأن الانتاج وتوفير الغذاء لا يقل أهمية عن معركة الكرامة.
