مقالات
رداً على خطاب دكتور جبريل في ندوة أم بدة.. بشرى الصائم: من أين لك الحق؟
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) وهو امر الله بالصدق.
في ندوة لكتلة التوافق الوطني خاطب فيها جبريل أهل أم بدة قائلا:
“نحن مشكلتنا مع زملائنا في الحرية والتغيير لم تبدأ في نوفمبر ٢٠١٩، إنما بدأت عندما اختطفوا القرار وكونوا ما يسمى بالتنسيقية في ٢٠١٩/١/٤”، ونسي جبريل أن التنسيقية كُونت من كتل مكونات الحرية والتغيير الأربع الموقعة على الوثيقة، وكان جبريل رئيس كتلة نداء السودان المكلف.
تكوين التنسيقية هو بداية اختطاف الثورة لا اختطاف القرار.
ويضيف جبريل في الندوة “في يوليو وأغسطس وقعوا الوثيقة من وراء ظهرنا”.
وهذا قول يجافي الحقيقة، فقد شاركت الجبهة الثورية
في التفاوض عبر ممثليها التوم هجو، عبدالعزيز عشر ومبارك أردول حتى التوقيع.
أصل الصراع بين الحرية والتغيير والجبهة الثورية داخل المجلس القيادي سببه رفض قوى
الإجماع وبعض أحزاب الداخل الاعتراف بالجبهة الثوريه كمكون مستقل واعتبارها مكوناً من مكونات نداء السودان دافعهم المحاصصات السياسية.
انتقل الحوار إلى أديس أبابا، وتم التوصل لاتفاق بنسب في المشاركة وأُجهض هذا الاتفاق داخل المجلس القيادي للحرية والتغيير أيضاً بالعين السخنة بحجة عدم التفويض. ومن هنا بدأ الفراق الذي تسبب فى اتفاق جوبا نتيجة لإبعادهم وعدم الاعتراف بهم كمكون مستقل من قبل المجلس القيادي طمعا واستئثارا بالسلطة والكرسي.
قال الدكتور جبريل فى خطابه “أصرو يمشو يعملو الإعلان السياسي في يوم ٢٠٢١/٩/٨م
وكان بداية الفرقة” ونسي أنه قبل ساعة واحدة من توقيع الإعلان السياسي كان ممثل العدل والمساواة بلجنة الإعلان السياسي الأستاذ محمد زكريا يستقبل المدعوين بقاعة التوقيع وخرج فجأة مدعياً حالة
إغماء مفاجئ، وقد شارك في إجازة الإعلان السياسي النهائية قبل يوم من توقيعه بمنزل البروفيسر تاور الدكتور عبدالعزيز عشر.
وفي صبيحة يوم التوقيع أصدر الأستاذ سليمان صندل تصريحه الشهير بعدم التوقيع ووقتها كان الدكتور جبريل إبراهيم بتركيا التي هبط عليها قادماً من أحد المؤتمرات الآسيوية.
انضمت حركة العدل والمساواة للحرية والتغيير اللجنة الفنية فى ٢٠٢١/٩/١٥، وشاركت فى أول اجتماع في ٢٠٢١/٩/١٧ بدار حركة جيش تحرير السودان بقيادة ( مناوى) بالموردة
حضره عشر وصندل وطُرِحت فيه مسودة الوثيقة وتم تحديد تاريخ إعلانها والتوقيع عليها في اجتماع ٢٠٢١/١٠/٢، ولم يتم التوقيع
في الاجتماع وتم الاتفاق على تأجيله لأسبوعين لخلاف حول الميثاق ولمحاولة تمريرها دون اتفاق، إضافة إلى مشاركة مجموعات من الفلول داخل القاعة مما أدى إلى خروج اربعة أجسام من مكونات الحرية والتغيير اللجنة الفنية ليتبقى مكونان، هما حزب البعث السوداني وكتلة النازحين واللاجئين
مقابل (١٤) مكونا يمثلون الجبهة الثورية لينعقد بهم اجتماع ٢٠٢١/١٠/١٦ بقاعة الصداقة للتوقيع على الميثاق ومن ثم تحول إلى مسيرة واعتصام أمام القصر
تمهيداً وتهيئة لانقلاب ٢٥
أكتوبر الفاشل، وفشلهم في أن يكونوا داعمين وحاضنة للانقلاب أمام شارع الثورة.
دعا جبريل في مخاطبته لجمع المبادرات والخروج بوثيقة واحدة، السؤال: ما موقف اتفاقية جوبا من الوثيقة هل ستعلوا عليها أيضاً؟.
ومما يؤدي إلى الحيرة والاستغراب دعوته لاستمرار المكون العسكري فى المشاركة ليصبح عسكرياً أكتر من العسكر الذين أعلنوا خروجهم من المشهد السياسي وعودتهم للثكنات.
جاء في خطاب جبريل “جاء الزمان الذي لا يقرر فيه أحد إنابة عن أحد، ولن يقبل أحد أن يُقصى من القرار، وأن
يستأثر طرف بالقرار دون الاخرين”.
من أين له الحق
فى الإنابة بتوقيع اتفاق جوبا وهو لا يمثل غالب اهل دارفور دون تفويض، وإقصائه ثلاثة ملايين نازح ولاجئ وتوقيع اتفاق دون مشورتهم ومشاركته ليصبح هو من استأثر بالسلطة والقرار وهو جزء من طرف؟
الصدق هو (قول الحق ومطابقة الكلام للواقع).