مقالات

اختفاء مدارس.. ولا أثر لخيام الوزير

معتصم الشعدينابي:

توجه طلاب وتلاميذ السودان اليوم الثاني من أكتوبر إلى مدارسهم بعد الإعلان عن بداية العام الدراسي الجديد رسمياً.

وفيما ازدحمت مداس وطرقات الخرطوم بالطلاب وأولياء الأمور في ربكة اليوم الأول، لم يجد بعض أطفال الولايات في الشرق والغرب والشمال والوسط مدارسهم في أعقاب سيول وأمطار وفيضانات جرفت الكثير من المدارس والمنازل.

وتناقلت الوسائط صوراً لأطفال مدارس المكايلاب بمحلية بربر بولاية نهر النيل وهم يتشبثون بما تبقى من جدران المدارس ويلتصقون ببعض بقايا الفصول مستظلين من أشعة الشمس بعد تمسك وزارة التربية والتعليم الاتحادية والوزارات الولائية ببدء الدراسة في موعدها، والتزام الوزير الاتحادي محمود سر الختم الحوري، بتوفير (خيام) للمدارس التي انهارت فصولها، غير أن الكثيرين من التلاميذ لم يجدوا الفصول ولا الخيام الأمر الذي يجعلهم عرضة لمواجهة ظروف الطبيعة المتقلبة بخلاف ما يحدث من الأضرار والأمراض التي يحدثها انعدام الحمامات (المراحيض).

وبالطبع ماخفي في المناطق النائية بسبب عدم توفر وسائل نقله أعظم.

مأساة الولايات المنكوبة تخفف درجات الهلع لدى أولياء الأمور في الخرطوم الذين ترهقهم المدارس مادياً، ولكن للأسف أكثرنا لا يرى مايحدث في الأصقاع النائية من السودان.

dav

بعض المدارس التي اختفت من الخارطة ستختفي إلى الأبد وتصبح ذكريات وبعضها سيعافر أهل القرى ليعيدوا لها بعضاً من سيرتها الأولى والبعض ستنتقل إلى أماكن أخرى وتكون أفضل، ولكن في كل الحالات سيكون هذا بـ(العون الذاتي) وإلا سينتظر الطلاب خياماً من وزارة وحكومة لا تمتلك شيئاً لتعطيه، ولو كانت توفر الخيام لوفرتها للمتضررين من السيول والفيضانات منذ عدة أشهر قبل أن يصبحوا في عداد النازحين واللاجئين.

فلنبحث معاً عن طرق نعيد بها المدارس المفقودة فلا أمل في أن تعود وحدها، فقد اكتشفت السلطات ضياعها بعد أن قررت فتحها ولكنها لن تُعلن ذلك، فابحثوا (من سُكات).

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق