مقالات

المرأة هي العمود الفقري لكل المجتمعات

صوت القلم

د.معاوية عبيد:

لعبت المرأة أدواراً عظيمة في التاريخ  القديم والحديث ، في كل المجتمعات، وقد حكمت المرأة في العصورة القديمة قبل المسيحية والإسلام، وقد شهدت العصور القديمة نضالات المرأة ، واشتهرت بعض النساء بأنهن محاربات جسورات وسياسيات ورائدات منذ ألفي سنة.
وفي التاريخ الحديث دخلت المرأة الحياة الاجتماعية والسياسية منذ وقت مبكر، وشغلت المناصب المختلفة من الطبيبة إلى المعلمة إلى السفيرة فالوزيرة ثم رئيسة دولة ورئيس وزراء .
منح الإسلام المرأة اهتمامًا كبيرًا ونظر إليها نظرة تكريمٍ واعتزازٍ، فالمرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تَحَمُّل مسؤوليات الحياة، وقد كلَّفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض، وتربية الأبناء وتنشأتهم تنشئة سوية، وجعلها على درجة واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال. حيث جاء في سورة الحجرات الآية (١٣) قوله تعالي : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) .
وأيضاً جاء في الحديث أن النبي محمد ﷺ وقبل وفاته بأيام قليلة خرج على الناس وكان مريضًا بشدة وألقى آخر خطبة عليهم فكان من جملة ما قاله وأوصى به: «أيها الناس، الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة». بمعنى أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاة، وظل يرددها إلى أن قال: «أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا» .
كانت المرأة في الإسلام هي الركيزة الأساسية، وهي التي تداوي الجرحى في الغزوات ،وهي التي تشرف على زوجها وتقوم بكل أمور البيت وتصون أسرار زوجها، كما أن للمرأة دورًا أساسيًا في الزراعة والفلاحة وفي الأشغال اليدوية، وكذلك في التجارة، فهي التي كانت تسافر هنا وهناك، وتجوب بقاع الأرض وتواجه المتاعب والمشاكل من أجل تربية أبنائها. إن للمرأة دور أساسي في نمو المجتمعات ونهضتها، فهي التي تضع الجزء الأكبر من اللبنات الأساسية في المجتمع، لكونها المربية الأولى للأجيال، وتمتلك سلاح التأثير القوي وهو غريزة الأمومة، وتأكيدًا لدورها وفضائلها فقد حفظ الإسلام للمرأة كل حقوقها، وكان لها دورها الفعال في عهد رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين ، فأخرجت أجيالاً من العلماء وساهمت في بناء حضارتنا الإسلامية ، ومن أمثلة النساء اللائي خلدهن التاريخ السيد مريم بنت عمران، اسيا بنت مزاحم زوجة فرعون ، بقليس ملكة سبأ، خديجة بنت خويلد ، فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،أسماء بنت أبي بكر الصديق ، عائشة بنت ابي بكر الصديق ، رفيدة الأسلمية ،أم عمارة ، خولة بنت الأزور ، زبيدة بنت جعفر ، ام معبد الانصارية ، وغيرهن من الصحابيات اللائي كان لهن دوراً بارزاً في المجتمع .
أيضا هناك مجموعة كبيرة من السيدات استطعن أن يكتبن أسماءهن بأحرف من ذهب والماس في كتب تاريخنا العربي والإسلامي ، و كان لهن تأثير كبير في العديد من مجالات الحياة ، أمثال: فاطمة الفهري ، نسيبة بنت الحارث الأنصاري ، رفيدة بنت سعد ،السلطانة رازيا ، زبيدة بنت أبي جعفر ،الملكة ضيفة خاتون ، انديرا غاندي ، مريم الأسطرلابي ، بنازير بوتو ،زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم، حيث كانت امرأة ذات قدم راسخة في العلم والحديث ، عائشة بنت محمد بن المسلم الحرانية ، كان لها مجلس علم بالمسجد يتردد عليه كبار علماء زمانها ، زينب بنت سليمان بن إبراهيم التي أخذ العلمَ عنها “تقي الدين السبكي”، زينب بنت عبد الله بن عبدالحليم بن تيمية؛ هي التي أجازت “ابن حجر العسقلاني” .
أيضا هنالك العديد من النساء اللائي قدمن خدمات عظيمة للبشرية واستطعن أن يقفن جنباً إلى جنب مع الرجال و تحقيق العديد من الإنجازات في الوقت الذي كانت النساء في العالم كله تشهد عصور من الجهل والبدائية ، أمثال : ماري كوري ، روزا باركس، مارغريت تاتشر ، أميليا إيرهارت، الملكة فيكتوريا وغيرهن من اللائي سطر اسمائهن في كتب التاريخ .
السودان واحد من الدول العظمي التي اعطت المرأة مكانتها وحقها الشرعي ، وبشكل عام فإن المجتمع السوداني منفتح باتجاه قضايا المرأة وحقوقها في تقاليده وقيمه العامة منذ قديم الزمان وقد لعبت المرأة أدواراً عظيمة في تاريخ السودان قديمه وحديثه ، وقد حكمت المرأة في العصورة القديمة أيام الممالك النوبية قبل المسيحية والإسلام، واشتهرت هؤلاء النسوة بانهن نساء محاربات جسورات وسياسيات ورائدات منذ ألفي سنة ، وللباحث السوداني وخبير الآثار صلاح عمر الصادق ، كتاب ضمن سلسلة الآثار السودانية ، يحمل عنوان “نساء حكمن السودان قديما ، وهو يشير الي نساء وملكات مملكة مروي 900 ق.م ـ 350م”، يتناول دورهن في بناء الدولة المروية وإرث المرأة السودانية ومساهمتها في التطور الحضاري منذ فجر التاريخ مثل الملكة أماني ريناس أو الكنداكة أماني ، أماني شاخيتي ، الملكة شنكر خيتو ، مهيرة بت عبود ، الميرم تاجا ، وغيرهن .
وفي التاريخ الحديث دخلت المرأة السودانية الحياة الاجتماعية والسياسية منذ وقت مبكر وشغلت المناصب المختلفة من الطبيبة إلى المعلمة إلى السفيرة الي الوزيرة ، امثال ملكة الدار عبد الله وفاطمة احمد ابراهيم و فاطمة عبد المحمود وحواء جاه الرسول( الطقطاقة ) ، تابيتا بطرس ، خالدة زاهر وغيرهن كثر لايسمح المجال لذكرهن .
الزكاة واحدة من المؤسسات الرائدة في الدولة السودانية و أصبحت عالمية يحتذي الشعب السوداني بعالميتها و منارة يهتدي بها كل العالم الإسلامي الذي اخذ من لبناتها لتطوير عمل صناديق وبيوتات الزكاة بدول العالم الإسلامي من خلال عقد العديد من المؤتمرات و الورش العالمية وزيارات العديد من الوفود الإسلامية للسودان للإطلاع علي هذه التجربة أيضا تحركت العديد من الوفود من ديوان الزكاة السوداني الي تلك الدول مشاركة في الندوات و المؤتمرات واضعة تجربة الزكاة السودانية علي منضدة هذه الدول . المرأة السودانية كانت واحدة من الذين اسهموا في بناء هذا الصرح العملاقة ونشر هذه التجربة بالخارج و تثبيت اركانها بالداخل ، فقد خاضت مع الرجال اقوي الأحداث حتي قوية شوكة الزكاة وتقلدت كل المناصب بالديوان الي أن وصلت الي اعلي درجة في الديوان ، أصقلت كل ذلك بخبرتها وقوة شخصيتها ودراستها حيث وصلت الي اعلي مقامات العلم وهي معتدة بذلك ، هنالك كثير من الزكويات اللائي يقبض علي الزناد مع أخوة لهن في هذه المؤسسة ويضعن البصمات و اللبنات تعظيماً لهذا الركن الركين، يشاركن مع اخوانهن في الميدان وقع الحافر بالحافر فهؤلاء لابد أن نشد علي عضدهن واعطائهن مزيداً من الدعم و الاسناد حتي يطلعن بادوار اكبر وهن قادرات علي ذلك .
هنالك من ترجلن عن صهوة جواد هذه المؤسسة بعد أن وضعن مع اخواتهن و اخوانهن اللبنات القوية لهذه المؤسسة هؤلاء لابد من تكريمهن وأن يتم وضعهن في قائمة شرف هذه المؤسسة ، التحية للائي ذهبن بالمعاشات و المغفرة للأموات منهن و نسأل الله أن يتقبل منهن جميعا
فهن الحاضر وكل المستقبل.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق