أمل أحمد تبيدي:
الحياة بالنسبة لنا صراع وخلاف وولاء للمخلوق وتملق من أجل مكاسب فانية.
من يدرك معنى الحياة يتجاوز صغائر الأمور لا يغرق في وحل الخلافات المدمر، لا يخشى قول الحق.
المتعمق في سيرة رسولنا الكريم، يجد أننا بعدنا كثيراً عن مكارم الأخلاق. نجد فيها المعنى الحقيقي للإنسانية، التسامح يتجلى في أعلى المراتب عبر تعامله مع أعدائه، يقابل الإساءة بالتسامح، والعنف بالحكمة والخلاف بالحوار، قال (إنما مكارم الأخلاق ميراث المؤمن).
إنه قدوتنا في الرحمة والإنسانية والتواضع، يخصف نعله ويخيط ثيابه، لا يتبنى العنف في المعاملة حتى وإن بدر من البعض. يجره إعرابي ويقول له (اعطني من مال الله الذي أعطاك وليس من مالك ولا مال أبيك) يقابل ذلك بكل تسامح بدون عنف بل يمنحه بكل هدوء. تمكن عبر تلك السياسة أن يخلق واقعا مسالما قائم على التعايش السلمي بين أهل المدينة من الأنصار والمهاجرين واليهود،لم يكن متعصبا ولا متشددا، دائما يقول (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا).
نحن نحتفل بمولده تفصلنا مسافات من تلك الأخلاق الكريمة في التعامل، لذلك فقدنا الطريق الصحيح وأصبحنا نتخبط.
علماء الدين معظمهم علماء سلطان لهم منابر تفرق أكثر مما تجمع وتنفر أكثر مما تبشر… الخ.
تلاشت القيم الإنسانية أصبحنا لا نعرف التسامح وليس لنا المقدرة على إدارة الخلاف لا نحترم الرأي الآخر،
ياليتنا نتوقف عند قوله عليه أفضل الصلاة والسلام (أثقل شيء في الميزان خلق حسن تام).
نحن نحتفل بمولده علينا أن نراجع أنفسنا ونسامح ونطبق ما قال (تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك)
أتمنى أن يأتي يوم ويعود الإنسان لإنسانيته، وقبل ذلك الدين معاملة.
أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود.
لا مارتين
شاعر فرنسي
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
Ameltabidi9@gmail.com