أخبار وتقاريرمقالات

العُثور على طفل رضيع في “كرتونة” على ظهر تاكسي بشمبات

بقلم/ عبدالحميد وديدي:

يوم الأربعاء ٦/ ٩/ ٢٠٢٢م عُثر على هذا الطفل – مرفق الصورة- في شمبات بجوار مدرسة محي الدين وهبي، وبجوار مسجد التقوى على ظهر عربة تاكسي داخل كرتونة (لا حول ولا قوة إلا بالله).

ما أكثر المشاهد في حياتنا، وما أقساها وأمرها! مشاهد متكررة في بلدنا الحبيب ولكن بإختلاف وتنوع الأساليب والأحداث والأشخاص والأماكن.

ومشهدنا اليوم تحكيه الصورة (الطفل مجهول النسب) الطفل الذي هو نعمة وهدية من الله للبشر وثمرة حب الزوجين وأمنيتهم في بداية حياتهم الزوجية، ولكن في أحيان أخرى تنقلب هذه النعمة إلى نقمة وخطر يُهدد وجوده ونموه.

من أتى به إلى عالمنا، عالم الخطيئة والمعاصي، وكذلك عدم فهم واقع وحقيقة الأمور وكيفية مسايرتها بصورة صحيحة بدون تزييف وأقاويل كاذبة وخادعة ومعسولة ومنمقة، في سبيل وصول الكل إلى غايته على حساب حياة إنسان.

وهنا انوه بأن ليس كل الأطفال اللقطاء أبناء غير شرعيين، بل هناك أطفال شرعيين ولكن لأسباب متعددة وغير معلومة يُتركون من قبل ذويهم ليكونوا مجهولي المصير.
ومن يدري لعل والداي تخليا عني لأسباب أخرى! لكن لا يهم، فالمجتمع يأبى أن يصدق، ولست أكثر من شخص يجهل نسبه.
تركوني وحيدا، بعد أيام من ولادتي، على ظهر تاكسي بجوار جامع وفي ساعة متأخرة من الليل، وكان الشارع خالياً إلا من بعض الأشخاص والكلاب الضالة.
سمع أحدهم صراخي وتجمهر الناس من حولي، فحملوني إلى قسم الشرطة ومن ثم سيتم تحويلي إلى ملجأ الأطفال، ليطلقوا علي اسم “سعيد” ، كي آخذ من لقبي ولو حظاً قليلاً، لكن الحياة ستُريني كل معانيها، إلا ذاك المكتوب على سجلي.
حُرمت دفء العائلة وحنانها، طفولتي تتلخص في كلمتين: (ظلم وبؤس)، والحقيقة أن عمري كله سيقبع بين هذه الحروف.

ما ذنبه؟.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق