مقالات
مشكلة المشكلات
أحمد الصاوي:
كثيراً ما نسمع ونشاهد شعارات براقة من إخاء وتكاتف اجتماعي وتعايش بين فئات تخفي كل منها الكراهية العمياء للفئات الأخرى.
يتحين كل منها الفرص للانقضاض على الفئة الأخرى والفتك بها.
إنها التقية العامة والباطنية الخاصة بالمجتمعات المقموعة والمهزومة فى آن وازدواجية مريعة بين الظاهر والباطن.
الجميع يقولون الكلام الجميل الذى يتضمن المجاملة والتضامن والتعايش الأخوي والجميع يخفون الأحقاد المبطنة والنيات المبيتة.
على فكرة، المجتمعات المهزومة كلها مجتمعات مقموعة، وهو قمع بالدرجة الأولى بإحساسها بضعفها وهي تبحث عن أسباب الهزيمة أو ما يساعد على تغطيتها في التشدد فى العلاقات الداخلية بين الأفراد فيما بينهم أو بين التجمعات فيما بينها.
مشكلة المشكلات تتجلى متمثلة فى ظواهر الأمور فى الانتماءات الضيقة
الى المكان، أو الطائفة، أو العشيرة بدلاً من أن تكون متمثلة فى الهوية
الوطنية العامة.
ولذلك فإنه يسهل فى مجتمعاتنا تفجير أزمة أو فتنة طائفية أو دينية أو اقليمية بين فئات في أي لحظة.