أخبار وتقارير

منازل “حميدتي” وأقاربه هدف للجيش… ومدنيون يدفعون الثمن

محمد الأقرع:

الخرطوم ـ «القدس العربي»:

يعيش سكان حي جبرة جنوبي العاصمة الخرطوم، حالة من الرعب بسبب تحول المكان إلى ميدان للقنص والعمليات الخاصة بين الجيش السوداني، الذي يسعى لاقتحام منازل، قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» وأشقائه وبعض قادته المقربين، وقوات الدعم، التي تصد الهجمات.

ويقبع المنزل الرئيسي لـ«حميدتي» وأسرته قبل الانتقال إلى المقر الحكومي، بالقرب من القيادة العامة، في الناحية الغربية من حي جبرة، متوسطاً منازل أشقائه وأقاربه وبعض المواطنين، ويتكون من عدة طوابق ولا يختلف كثيراً عن بقية المباني في المنطقة.

وعقب اندلاع الحرب في الـ(15) من أبريل/نيسان، طوقت قوات «الدعم السريع» التي تحرس المنازل المكان على مدى ما يقارب ثلاثة كليومترات مربعة، ونشرت خلالها العربات المقاتلة والجنود ومضادات الطيارات الحربية والقناصة، تحسباً من أي هجوم مضادة، خاصة وأن هذه المنازل أو الحي عموماً يتوسط ثلاث مناطق عسكرية مهمة تتبع للجيش. جنوباً يقع سلاح المدرعات، وهو من أخطر الأسلحة التي تقود المعارك في الخرطوم الآن، وغرباً سلاح الذخيرة الواقعة على شاطئ النيل الأبيض، كما يوجد في المنطقة، مستودعات الشجرة والتصنيع الحربي.

وأما من الناحية الشرقية، وعند تقاطع «البيبسي» كان هناك معسكر يتبع لـ«الدعم السريع» قام الجيش في أواخر شهر رمضان، بتدميره تماماً وهزيمة القوة التي كانت موجودة في المعسكر.

وفي 20 أبريل/نيسان وبعد القضاء على المعسكر الرئيسي لـ«الدعم السريع» في جبرة، حاولت قوة من الجيش، مكونة من (4) مركبات قتالية، ومدرعة جنود وبعض المشاة اقتحام منزل «حميدتي» ودارت معركة عنيفة سقطت خلالها وعبر القصف العشوائي عدد من القتلى والجرحى وسط المدنيين، إذ قتل الفريق بـ«المعاش» أحمد عبدالقيوم وابنته الطفلة هند، اللذان كانا داخل عربة بالقرب من أحد المخابز.

إصابات

مسؤول الإسعافات في مركز صحي الشهيد «قصي حمدتو» أخبر «القدس العربي» أنهم في ذلك اليوم استقبلوا عددا من الإصابات بالرصاص وسط المواطنين حيث أجريت لهم عمليات تضميد الجراح واستخراج الأعيرة النارية.

ويشار أن هذا المركز الصحي المسماه تخليداً لأحد شهداء الثورة السودانية، اتخذ من قبل بعض السكان ولجان المقاومة، مقراً لمعالجة حالات الطوارئ الصحية والإصابات وذلك بالتعاون مع أطباء الحي. معركة (20) أبريل/نيسان أسفرت عن انسحاب الجيش واحتراق مدرعته بالقرب ميدان «المولد». وقال أحد القادة الميدانية للقوة المهاجمة لـ«القدس العربي»: إن «الانسحاب كان تكتيكياً بعد إزدياد وقوع الإصابات وسط المواطنين».

وبعد ذلك التاريخ، اختلف سير المعارك والعمليات العسكرية في الحي قبالة منازل «حميدتي» وأقاربه، أنزل الجيش أفراد القوات الخاصة للقيام بعمليات ليلية خاطفة تستهدف «الدعم السريع» الذي إعتلت قواته بالمقابل أسطح بعض المنازل والبنايات للقنص.

ووفقاً لـ«شهود عيان» قامت قوات خاصة تتبع لسلاح المدرعات في الـ(23) من أبريل/نيسان بتنفيذ عملية نوعية في الحي استطاع خلالها تدمير مركز للمعدات الالكترونية المتعلقة بالتجسس واقتحام منزل محمد جمعة دقلو ـ أحد أقارب «حميدتي» ـ وكما نشرت قناصة بالمكان ليتحول المكان طيلة الأيام الماضية ميداناً للنقص بين الطرفين.

وقال المواطن مهيد: «كنت أقود عربة بالقرب من طرمبة بشائر غرب حي جبرة، أوقفني ثلاثة أفراد للدعم السريع يحملون أسلحة، طلبوا مستنداتي الثبوتية، أعطيتها لهم لكن بمجرد الاستلام قام قناص بضرب أحد وأرداه قتيلاً بينما هرب هو فردي «الدعم السريع».

وطالب مهيد الذي دون تلك الحادثة في تغريدة بإحدى مجموعات الحي، كل من يعثر على مستنداته بالاتصال عليه وإرجاعها.

حي جبرة

ويتكون حي «جبرة» من (25) مربعا يصل عدد المنازل في بعض المربعات إلى أكثر من (500) منزل. ويعتقد مواطنو الحي أن منزل قائد «الدعم السريع» وشقيقه وأقاربه فها مخازن معبأة بالنقود والذهب والوقود والذخيرة ومعدات التجسس، لذلك يستهدفها الجيش.

بعضهم قال لـ«القدس العربي» إن أسر «حميدتي» غادرت المكان والموجودون هم حراسات كانت أعدادهم قليلة في الأيام الأولى للحرب، لكنها إزدات خلال اليومين الماضيين بعد انسحاب قوات الدعم السريع من بعض المناطق، مشيرين إلى رصدهم نحو (20) عربة مقاتلة محملة بالجنود انضمت لتلك الحراسات أعادة انتشارها مع في المكان.

مواطنو «جبرة» يشتكون من معارك القناصين المتواصل بالقرب من منزل «حميدتي» كذلك أصوات مضادات الجوية حينما تمر الطائرات الحربية في الحي، ويخشى يقرر قيادة الجيش قصف تلك المنازل باعتبار أنه مايزال هناك بعض المدنيين بالجوار.

صلاح الدين أحمد ـ مواطن ـ قال لـ«القدس العربي»: «أنا أسكن الحي منذ سنوات وعلى مقربة من منزل قائد الدعم السريع وأقاربه، طيلة السنوات الماضية لم نر منهم أي تجاوزات أو إعتداءات كانت معاملتهم طيبة للسكان وهذا للأمانة، لكن كان انتشار القوات مسار قلق وتساؤل خاصة والحي سكني ولا يصح أن يتحول إلى ثكنة عسكرية».

وأضاف: «بعد اشتعال الحرب عشنا أيام رعب، إضطررت لمغادرة المنزل ومع غالبية العوائل والأسرة بالجوار إلى مناطق أخرى، أقوم بزيارة منزلي بصورة شبة يومية للإطمئنان على بعض الممتلكات التي لم أستطع نقلها، قوات الدعم السريع لا تعترضنا لكن توقف الآخرين الذين لا يسكنون في المربع، وتمنعهم من الدخول».

وتابع: «وضع أفراد الدعم السريع المتاريس في الشوارع الفرعية ويلاحظ انتشارهم داخل وفي أسطح المباني، خلال زيارتي سمعت معارك القنص المتقطعة بين قوات الدعم السريع وأفراد الجيش الذين اعتلوا بعض مباني من الناحية الجنوبية، كذلك شاهد 8 عربات تحمل مصابين تتبع للدعم السريع اتجهت نحو منزل شقيقة حميدتي، عبدالرحيم دقلو».

«صلاح» يخشى أن يلجأ سلاح الطيران لدك المكان، منوهاً أن هناك بعض المواطنين مازالوا موجودين في المربع، كذلك يتمنى نهاية الحرب لصالح الجيش السوداني والعودة الآمنة إلى منزله مجدداً.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق