مقالات

أوقفوا نار الفتنة والاقتتال بأرض الحضارات

رذاذ المطر

عمار الضو:

تجددت عمليات الاقتتال والصراعات وتفشت الفتنة القبلية والعنصرية بإقليم النيل الأزرق، وضاعت جراء ذلك مجموعات  كبيرة من الأبرياء من النساء والرجال والأطفال، فكانت عمليات الاقتتال والعنف والحرق وإضرام النيران من المكونات السكانية، والإثنيات المتصارعة لاتشبه قيم وأخلاق المسلمين والمسلمات، والسودانيين بعد أن تم إحراق الجثث وإضرام النيران بكثافة في المنازل للأبرياء وهم نيام في مشهد محزن تركت عدة استفهامات وأثار حالة من الغبن والذهول في أوساط كل المجتمعات السودانية لأن ماتم بالأمس وأمس الأول لا يمثل أخلاق وقيم أهل السودان هذا الوطن الكبير صاحب الشعب الأصيل ذو الكرم والترابط المجتمعي والتعايش السلمي الكبير.
إن إشعال الفتنة والدعوة للاقتتال والصراع القبلي وتفشي العنف بإقليم النيل الأزرق تتحمله الدولة بكل أجهزتها للصمت المريب وضعف التعاطي مع الأزمة الممتدة لأكثر من ستة أشهر وهي تكتفي بالصمت والفرجة حكومة لاتظهر قوتها الأمنية وقدرتها السياسية والتنفيذية وإبراز خطتها وجديتها لطي الصراع ولم الشمل رغم علمها بما يصدر من تقارير وتصريحات وحرب إعلامية وتهديدات وتراشقات وكل مايتم هذا في الأيام الفائتة ومايصدر من ملاسنات لم يحرك سكون قيادات الدولة وأجهزتها، الأمنية لوأد الفتنة وإيقاف نزيف الحرب في هذا الإقليم فبدلاً من أن تنتج أرضه الخير الوفير من ذرة وسمسم وفول لكفاية المواطن ودعم الاقتصاد السوداني وخزانة الدولة خرجت لنا قوة البندقية وبددت الأحلام الشجية وحولت واقع إقليم النيل الأزرق إلى وضع اليم فتبددت الآمال وأغلقت المدارس وأزهقت الأرواح ودمرت المباني وانعدمت المعاني وشردت ملايين الأسر وعمت الفوضى لهشاشة الدولة وضعف تعاطيها مع الأزمات فتحولت الدمازين وقراها إلى بركة من الدماء وكثرت سرادق العزاء وانعدمت الغايات وغابت كل الحلول السياسية.
إن الوضع الحالي والسيولة الأمنية والفوضى في الإقليم تنذر بقادم أسوأ يصعب من مسؤولية الدولة لإطفاء نار الفتنة والاقتتال بأرض الحضارات بعد تدني الأوضاع وانعدام الغذاء والماؤى وفرار الملايين من نزيف الحرب التي حصدت الأبرياء ماهو مصير الفارين والمشردين في تأمين حياتهم وإكمال تعليمهم أسوة بالآخرين.

إن نزيف الحرب وفقدان الأبرياء جريمة في حق الدولة والمواطن وهي دعوة منا جميعا لإغاثة ودعم المتضررين، وإيواء الفارين والعمل على زرع الثقة وإعادة المياه لمجاريها عبر التعايش السلمي المجتمعي، والترابط الكبير فهي دعوة مجددا بأن ندفع بالمجلس الأعلى للإدارات الأهلية الذي قدم تجربة كبيرة عند بداية الأزمة في يوليو من هذا العام بوجود كل قيادات الإدارات الأهلية بالسودان وإدارة حوار مجتمعي عريض آخر يفضي إلى تحقيق السلم المجتمعي والتعايش السلمي والترابط الذي كان عنوانه شعب النيل الأزرق ابعدوا الساسة والمنتفعين وأصحاب أغراض الهوى والمصالح من هذا الصراع واعيدو إلى الدمازين سيرتها الأولى في الإنتاج الزراعي بالقطن في اقدي والذرة والسمسم فهي مدينة مثالية واجتماعية تتنفس الحب وتعيش في سلام ووئام.

آخر الرذاذ..

دعوة وصرخة نداء لكل ولايات السودان في تقديم الدعم والإسناد وتوفير الإغاثة والمواد الغذائية للمتضررين من حرب الدمازين.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق