مقالات
السودانيون في عيد استقلالهم ال (٦٨ ) مهزومين ٦ / صفر
هنالك مقولة شهيرة للوران غباغبوا رئيس الكوت ديفوار الاسبق ، حيث قال : ( حين تولد في افريقيا ،تكون الحياة قد هزمتك ،مباشرة 0/1 ، فاذا لم تحصل على تعليم جيد …تخسر 0/2 ، واذا لم يكن لوالديك مال ! تكون حينئذ قد انهزمت 0/4 ، ..في هذا الملعب ، ليس لديك خيارات اخرى ..سوى الكفاح يوميا ….لتحقيق التعادل ) .
الشعب السوداني ظل يكافح منذ استقلال السودان وفرح بهذا الانتصار الذي اعلنه من داخل البرلمان ( الناظر دبكه ) وكان من خلفه رجال اشاوس يأكلون النار كما يقولون ، واستلم السلطة الزاهدون في الحكم عفيفي اليد و اللسان ، لكن ظهر شيطان الأنفس الضعيفة كما يظهر شيطان الشعر للشاعر وبدأت الدول العظمي تغرس انيابها في جسد هذا الوطن شيئا فشيئا يساعدها في ذلك أبناء هذا الوطن الجريح، هذا الوطن الذي يحتضن بين جدرانه أكثر الأحزاب السياسية في العالم، نحن شعب تتوالد عندنا الأحزاب أكثر من انجابنا للأولاد، واكثر من توالد البعوض، شعب ابتلاه الله بكثرة الأحزاب التي تتصارع علي راحة قياداتها بينما مريدوها و مؤيدوها يعيشون علي الفتات ، نحن شعب ابتلاه الله باكثر العملاء و الخونة الذين يسترزقون من فتات السفارات و يعيشون علي خمارات الراقصات بالخارج من اجل راحة أنفسهم ، نحن شعب ابتلانا الله بادارات اهلية ليست اهلية للحكم الراشد ، نحن أكثر بلد في العالم بها جماعات دينية وطرق صوفية كل واحد ( يمعط ) صوفه من جسد هذا الوطن ليكبر كومه ، نحن شعب ابتلانا الله بأكبر ( المنظراتية ) في السياسية والحكم و الفن و الرياضة(،وكووووول شئ) ،أضف الي كل هؤلاء ابتلانا الله بدول جوار تطمع في خيرات بلادنا لأنهم أفقر الشعوب ، فقر موارد وفقر ذات ، أيضا طمع العديد من الدول الأخرى علي موارد و خيرات هذه البلاد ونحن ما قصرنا معاهم ساعدناهم علي ذلك بدء من حكامنا الذين صعدوا علي ظهورنا وانتهاء بنا نحن ، فكلنا ساعدنا علي سرقة خيرات بلدنا، هم يتنعمون بخيراتنا و نحن مشردون وفقرلء ، وهذا يذكرني بقصيدة الشاعر نزار قباني التى ألقاها في مهرجان المربد الخامس في بغداد عام ١٩٨٥م ومنعت من النشر في تلك الأعوام والتي يقول فيها :
مسافرون نحن فى سفينة الأحزان
قائدنا مرتزق
وشيخنا قرصان
مواطنون دونما وطن
مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
مسافرون دون أوراق..وموتى دونما كفن
نحن بغايا العصر
كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
نحن جوارى القصر
يرسلوننا من حجرة لحجرة
من قبضة لقبضة
من مالك لمالك
ومن وثن إلى وثن
نركض كالكلاب كل ليلة
من عدن لطنجة
ومن طنجة الى عدن
نبحث عن قبيلة تقبلنا
نبحث عن ستارة تسترنا
وعن سكن
وحولنا أولادنا احدودبت ظهورهم وشاخوا
وهم يفتشون في المعاجم القديمة
عن جنة نظيرة
عن كذبة كبيرة… كبيرة
تدعى الوطن
القصيدة طويلة لا يسع المجال لذكرها ولكنها تحكي عن واقعنا المرير ، ونحن نستقبل عاماً جديداً ، عام يصادف استقلال البلاد ال ( ٦٨ ) فهل حقيقة نحن خلال هذه ال (٦٨ ) عاماً حققنا الاستقلال أم الاستغلال ، حقيقة أخوة نحن لم نحقق استقلال، ولم نحقق اي نتيجة تأهلنا أو تدخلنا في مجموعة الدول العظمي التي نالت استقلالها ، نحن يا أخوة انهزمنا ( ٦/ صفر ) ، ستة أهداف دخلت في شباكنا ستة أهداف من الأمية والجهل و الفقر ( فقر مورد بشري ) يصلح لإدارة هذه البلاد سواء حكام أو شعوب تنتج خيرات هذه البلاد تكتفي منها ذاتياً وتصدرها للعالم الخارجي ، فقر في قناعاتنا ببعضنا،فقر في الوطنية، فقر في كل شئ ، علينا حتي نعوض خاسرتنا في موسم العام الجديد أن نتعلم اللعب الجماعي ونضع الكرة ( واطة ) ونمرر باصات لبعضنا البعض أي تحب لاخيك كما تحب لنفسك، علينا أن نتعلم اللعب النظيف وإحراز اهداف قوية وحذاري من أهداف التسلل هذه واحدة من أبواب الفساد ، بهذا سنقلب موازين اللعب لصالح البلاد ونحرز كأسات الانتصار ،نتمني عام سعيدا للبلاد والعباد.
أبوثمامة