Uncategorizedمقالات

“العاملون عليها” مع حماة الثغور وأهل الدثور

د.معاوية عبيد:

من قبل أن تطأ هذه الحرب اللعينة اقدامها علي البلاد كان العاملون عليها يتحسسون الأسر المتعففة في ليالي أعظم الشهور ( رمضان ) و هم يقدمون الدعم و المشروعات وينشرون الفرحة وسط أسر الارامل و الأيتام تأسيا بخير الأنام ، و بعد ان حلت هذه الكارثة اللعينة لم يتوقف أهل الزكاة رغم أن التدمير و السرقة و النهب طالت منازلهم ولكن لم تلين لهم قناة فمنهم من حمل السلاح دفاعا عن الارض والعرض و اموال الفقراء و استشهدوا في ذلك وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه واجتازوا اختبار القدرات في تفوقهم وو قفتهم خلف القائد العام في معركة الكرامة يحملون سلاح الايمان ، ومنهم من حمل الطعام و العتاد و الزناد لاؤلئك الاشاوس حماة الثغور  ، ونالوا تلك الشهادة العظيمة التي منحها لهم رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ، حيث جاء في الحديث الشريف عن رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى يرجع إلى بيته”.  رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ، فالسعي على جمع الصدقة والزكاة وحفظها وتوزيعها من الأعمال التي جاء بها الإسلام، والتي يخاطب بها أولياء الأمور، وفي هذا العمل أجرٌ إذا كان مع الاحتساب والنية الطيبة، فإن العامل على الصدقة يعمل على إبراء ذمم أصحاب الأموال الذين تؤخذ منهم الزكاة ثم توصل إلى الفقراء الذين هم محتاجون إليها. وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر العامل على الصدقة والزكاة بحق ، فإن فعل ذلك فهو كالغازي في سبيل الله لإعلاء كلمته، حتى يرجع ذلك العامل من عمله إلى بيته، أي: يكتب له ما يكتب للغازي حتى يرجع، ، والعامل على الصدقة خليفة الغازي لأنه يجمع مال سبيل الله؛ فهو غازٍ بعمله وبنيته، فهما شريكان في النية شريكان في العمل، فوجب أن يشتركا في الأجر أيضا.
الامانة العامة لديوان الزكاة أول المؤسسات التي تضررت و تم تدميرها عن قصد ،فلم يثني ذلك الفعل القبيح العاملين عليها عن مواصلة عطائهم وجهادهم.
فجاء قرار الامين العام لديوان الزكاة بنقل العمل الزكوى الي مدينة ود مدني برداً و سلاماً عليهم فلبوا النداء ووقفوا خلف قائدهم وقياداتهم العليا ، وسارعوا الخطي من أجل التدبر والتفاكر في تقديم افضل العون و المساعدة للمحتاجين ، فكان لقاء اهل الدثور ( القيادات العليا وامناء الولايات ) بمدينة القضارف ، حيث خرج اللقاء بتوصيات منها تحويل ميزانية الزكاة للعام ٢٠٢٣م الي ميزانية طوارئ لمساعدة المتأثرين من هذه الحرب ، خرج المجتمعون وهم يحملون هم الضعفاء الذين اخرجتهم الحرب من ديارهم بغير حق .
خرجت الادارات العليا يتقدمها الأمين العام لديوان الزكاة تتحسس المحتاجين والمتأثرين وتقف علي اداء العاملين في الولايات الذين تدافعوا يحملون الزاد والدفء للضعفاء و المحتاجين في المعسكرات و البيوت ، ومنهم تدافعوا لجابية الأموال ومنهم من دفع الكلمة الطيبة و دفع العون و المساعدة للاسر التي اجبرتها الظروف وشاركوا زملائهم الذين شردتهم الحرب من ولاية الخرطوم و الولايات الاخري التي تأثرت بالحرب ، تقاسموا معهم المكاتب و المناصب و الرواتب ، انطلقوا جميعا لخدمة الفقراء و المحتاجين فشاركوا بذلك أهل الدثور كما جاء في الحديث عَنْ أبي ذر: أنَّ ناساً قالوا: يَا رسُولَ اللَّهِ، ذَهَب أهْلُ الدُّثُور بالأجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بَفُضُولِ أمْوَالهِمْ قال: أوَ لَيْس قَدْ جَعَلَ لَكُمْ مَا تَصَدَّقُونَ بِهِ؟! إنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدقَةً، وكُلِّ تَكبِيرةٍ صَدَقَةً، وكلِّ تَحْمِيدةٍ صَدَقَةً، وكلِّ تِهْلِيلَةٍ صَدقَةً، وأمرٌ بالمعْرُوفِ صدقةٌ، ونَهْىٌ عنِ المُنْكر صدقةٌ وفي بُضْعِ أحدِكُمْ صدقةٌ قالوا: يَا رسولَ اللَّهِ أيَأتِي أحدُنَا شَهْوَتَه، ويكُونُ لَه فِيهَا أجْر؟ قَالَ: أرأيْتُمْ لَوْ وضَعهَا في حرامٍ أَكَانَ عليهِ وِزْرٌ؟ فكذلكَ إِذَا وضَعهَا في الحلاَلِ كانَ لَهُ أجْرٌ رواه مسلم .
و عن أَبِي هريرةَ قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ علَيْهِ صدَقةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ: تعدِلُ بيْن الاثْنَيْنِ صدَقَةٌ، وتُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ، فَتحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أوْ ترْفَعُ لَهُ علَيْهَا متَاعَهُ صدقةٌ، والكلمةُ الطَّيِّبةُ صدَقةٌ، وبِكُلِّ خَطْوَةٍ تمْشِيها إِلَى الصَّلاَةِ صدقَةٌ، وَتُميطُ الأذَى عَن الطرِيق صَدَقةٌ ، متفق عليه.
ربحتم البيع اهل الزكاة بتكاتفكم وتعاضدكم و تحسسك و مساعدتكم الضعفاء رغم الجراح وفقدكم مدخراتكم و تعب وشقاء سنين ، فمنحكم الله أجر حماة الثغور و اهل الدثور وبإذن الله يخلف لكم بخير فيما اصابكم . نسأل الله أن ينصر البلاد و العباد و يعود السودان وطنا عزيزا يعمه السلام و الوئام بفضل المتصدقين والضعفاء وأهل الصلاح والدعاة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق