تبدو أزمة الإدراك جلية فى مضمون معظم خطابات القادة السياسيين، بمعنى أن هؤلاء القادة لا يتعاملون مع الواقع والأزمات السائدة فى الساحة السودانية بوعي وفهم ومنطق.
أو ربما كان هناك تعمدا لعدم الفهم بغية الهروب من الواقع البائس الذي يعيشه الشعب.
لذلك عادة مايتسم الخطاب السياسى لهم بالفردية والمزاجية والارتجالية أو على أحسن الفروض يعبر عن الفئوية أو عن النخبة الحاكمة بمعزل عن هموم القطاعات العريضة للشعب.
تلاحظ فى الخطاب السياسى الحالى الاستهانة الكبيرة باللغة اللفظية فى مختلف الوسائل الإعلامية على الأخص بعض الصحف، فبدلاً من أن تمثل هذه الوسائل الإعلامية أداة فاعلة لتطوير اللغة وترقيتها صار الكثير من العناوين الرئيسة لبعض الصحف يتصف بقدر كبير من الضعف والركاكة اللغوية المستقاة من الخطاب السياسي نفسه،
وهنالك الكثير من المقولات والمنقولات أحياناً لقادة ومسؤولين سياسيين صارت أما مجالاً للتندر أو التذمر من الجمهور، حتى صار المسؤولون يتبارون في الحديث بتلك المفردات والتي من الواضح أنهم لايأبهون كثيرا بركاكتها بقدر حرصهم على أن تحتل أسماءهم وتصريحاتهم العناوين الرئيسة للصحف وتستحوذ على اهتمام الرأي العام ومواقع التواصل الاجتماعي ولو كان تداولها يتم فى حيز سلبي أو فكاهي أونقدي.