صحة وبيئة

قبل ختام مؤتمر قمة المناخ هل تفضي الوعود إلى التنفيذ؟

الساقية برس-شرم الشيخ – إخلاص نمر:

كان من المقرر أن ينتهي، مؤتمر قمة المناخ كوب 27بشرم الشيخ، في الثامن عشر من نوفمبر، بمغيب شمس يوم الجمعة على أن تنتقل الرئاسة من مصر إلى الإمارات، في دورة المؤتمر القادمة كوب 28.
وكان المؤتمر الذي انطلق في السادس من نوفمبر 2022، قد شهد توقيع العديد من الاتفاقيات والمبادرات التي تنتظر التنفيذ بعد وعود مؤتمر جلاسكو، وغيره من المؤتمرات السابقة.

مصر.. أموال متدفقة


حظيت الجارة مصر بالعديد من اتفاقيات التمويل في عدة مجالات تتعلق بالمناخ، إضافة لمنحة الدولة المضيفة من الأمم المتحدة والتي قدرت بمليار ومائة مليون دولار، لتطوير بنية المؤتمر ومدينة شرم الشيخ، التي تشهد التظاهرة المناخية.

ولعل اهم الأهداف من اتفاقيات مصر تصب في إزالة الكربون باستخدام وسائل مستدامة، مايضع مصر في طريق الطاقة الخضراء، فمصر لها عقود مختلفة لإنتاج الوقود الأخضر، مع المنظمة الاقتصادية لقناة السويس، وكبرى الشركات العالمية، والتحالفات الرائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة.

ونجد أن مذكرات التفاهمات، وأوراق التعاقدات قد وجدت طريقها للتحويل إلى عقود فعلية ستنتهي حتما بالتنفيذ.

أفريقيا وكوب 27
كانت ردهات كوب 27 تضج بالمبادرات، التي تنتظر الدعم والتنفيذ، ولإفريقيا نصيب في ذلك، فلقد انطلقت الأصوات لإنهاء معاناة الملايين في القارة السمراء، التي تعاني من آثار التغير المناخي، كما شهدت اروقة المؤتمر، أكثر من مبادرة في مختلف المجالات، خاصة تلك التي تتعلق بالتكيف مع آثار المناخ، في مجالات حماية البيئة والانتقال المستدام للغذاء والزراعة والتنوع البيولوجي وغيرها.

ثقة
مازال القادة في شرم الشيخ، وحتى كتابة هذه السطور، داخل الغرف المغلقة، وهنا بعث الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتريش، برسالة تضج بالتحذير من انهيار الثقة، بين الشمال والجنوب، وبين الدول المتقدمة والدول النامية ففي رسالته قال غويتريش (إن العالم يراقب، ولديه رسالة بسيطة، مفادها، تأهبوا ونفذوا) وأضاف (“حان الوقت لإظهار ان العالم مستعد لمساعدة المتضررين بشدة من تغير المناخ، واتخاذ اجراءات حاسمة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري).

وأشار غويتريش الي انه لايوجد وقت لتوجيه أصابع الاتهام، وزاد (لعبة إلقاء اللوم هي وصفة للتدمير المؤكد المتبادل).

آمال كبيرة وسط الوفود المشاركة بإعلان نتائج، تسهم في مواجهة التغيرات المناخية ،وإنهاء الوقود الاحفوري، بالاتجاه إلى الطاقات الخضراء والنظيفة.

التزام وتعهد
وكان المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري قد أكد في وقت سابق خلال مشاركته في مؤتمر قمة المناخ كوب 27 في شرم الشيخ قد أكد على التزام الولايات المتحدة بتنفيذ التعهدات الخاصه فيما يخص مواجهة تغير المناخ.

وأشار كيري إلى أن بلاده تركز على هذا الأمر، أمام موجة التضخم، التي تشهدها كافة مناطق العالم، واردف (دعا الرئيس جو بايدن الي اجراءات مهمة لمواجهة التغير المناخي ،وتقليل الانبعاثات، ونتابع هذا الأمر في كافة انحاء العالم، ونحاول مساعدة الدول الأكثر ضعفا، حتى تستطيع تحمل الازمة المناخية، وندعم الشراكات في شرم الشيخ) ونوه كيري الي ان لديهم قضية حيوية، تستلزم وجود نتائج فعلية وليست شعارات.
الخسائر  والأضرار
خلال جلسةيوم مس الخميس السابع عشر من نوفمبر، أعلن الاتحاد الأوربي عن استعداده، لانشاء صندوق الخسائر والأضرار  مع تشديد جازم على أن يتخذ المؤتمر خطوات جادة وملزمة، في مسألة خفض الانبعاثات، ماحدا بممثل دولة الباكستان، التي تتراس مجموعة ال77والصين أنصف ذلك ب (الايجابي).

مصير مروع.. حقوق الإنسان..
كانت قضية السجين علاء الدين عبد الفتاح المتهم بنشر اخبار كاذبة، حاضرة في مؤتمر شرم الشيخ كوب 27،والذي طرحت قضية اعتقاله الانشطة في مجال حقوق الإنسان شقيقته سناء، الأمر الذي انتهى النقاش فيه بطرد النائب البرلماني المصري من قاعة المفاوضات، وتتابعت قضية المعتقل علاء الدين منذ خمس سنوات في السجون المصرية، داخل مؤتمر قمة المناخ ، مادفع الرئيس جو بايدن إلى التطرق عن سجنه، على هامش كوب 27بشرم الشيخ مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسط تصاعد أصوات الناشطين بالافراج عنه، وفي بيان للبيت الأبيض قال فيه (الرئيس بايدن آثار أهمية حقوق الإنسان، واحترام الحريات الاساسيه) وكانت الأمم المتحدة بجانب دول، أخرى، قد طلبت من الرئيس السيسي، (ألا يترك علاء الدين لمصير مروع) وفق وصفها.


فاتورة
كان عدد من المشاركين في مؤتمر قمة المناخ كوب 27بشرم الشيخ،طالبوا منذ بداية المؤتمر ، الدول المتسببة في الانبعاثات والمشكلات التي ادت الي تغير المناخ، بدفع فاتورة ذلك، ففي جلسة حماية الأشخاص المتنقلين في وجود الازمة المناخية ،وذلك في يوم العدالة المناخية، قالت نمير نجم مديرة المرصد الافريقي للهجرة بالمغرب (يجب أن لانحيد عن الهدف) واردفت (يجب على الملايين المتسببين في الضرر الناتج عن تغير المناخ، ان يتحملوا الآباء ودفع فاتورة أفعالهم لنتمكن من تحقيق التنمية)، خاصة وان تقرير اعد بتكليف من مصر وبريطانيا، قد كشف ان الدول النامية، تحتاج إلى تريليون دولار سنويا، لتفادي تبعات تغير المناخ بحلول عام 2030. وقال راجيف شاه من مؤسسة روكفلر (تقف أفريقيا في الخطوط الامامية لازمات المناخ والطاقة والغذاءفي العالم ،ومع ذلك، فقد ساهمت بأقل قدر في هذه الازمات، القارة مسؤولة فقط من 3٪”من انبعاثات غازات الدفيئة، ويمكن ان تقود القارة ثورة الطاقة النظيفة ،التي تتجنب كارثة المناخ وذلك بمبادرات مبتكرة، مثل التحالف من أجل البنية التحتية الخضراء في أفريقيا ، كذلك يمكن توسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء والفرص الاقتصادية في جميع أنحاء القارة).

قبل الطبع
أخيراً وبعد المغيب، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، تمديد مؤتمر المناخ كوب 27 الى يوم غد السبت، للوصول إلى توافق بشأن تعويض الأضرار الناتجة عن التغير المناخي..
العودة

شدت الوفود رحالها للعودة إلى أوطانها وفي نفس كل وفد شيء من حتى، فهل ياترى سيرتق كوب 27، ماعجز عنه مؤتمر قمة المناخ في جلاسكو كوب 26″، أم انه يلزم الجميع الانتظار حتى لحظة (تفاوض) جديد في دبي؟
مازلنا داخل أروقة مؤتمر شرم الشيخ ، لعل أحدهم يغير مسار التفاوض إلى نهاية (سارة).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق