صحة وبيئة
اليوم الدولي الأول لمحميات المحيط الحيوي.. تحديات ماثلة
تقرير- حنان الطيب:
احتفلت اللجنة الوطنية السودانية للتربية والعلوم والثقافة ومنظمة سوديا للتنمية؛ الثلاثاء، باليوم الدولي الأول لمحميات المحيط الحيوي، بدعم من منظمة اليونسكو مكتب الخرطوم، ومشروع تعزيز المناطق المحمية، والإدارة العامة لحماية الحياة البرية ومركز أبحاث الحياة البرية بمشاركة الخبراء والمختصين والمهتمين بمقر سوديا.
ويهدف اليوم لحث القادةَ وصناع القرار الوطنيين والإقليميين على التوعية بأهمية تعزيز العناية بالبيئة والعمل بعزم وثبات على دعم الإجراءات والممارسات ونظم الإنتاج والاستهلاك التي تحقق توازناً بين الأنشطة البشرية والحفاظ على الموارد الطبيعية، مما يسهم في مواجهة التحديات العالمية وتحقيق الأهداف المناخية والصحية والبيئية التي تنص عليها العديد من السياسات والإتفاقيات العالمية والدولية والوطنية والمحلية.
محميات البحر الأحمر
وأوضحت د. نهى محمد أحمد محمد، ممثل مبادرة المنظمةالسودانية سوديا، أن المنظمة طوعية بدأت في العام ٢٠١٠،مشيرة لاهتمامها بثلاثة محاور هي السلام والديمقراطية والمجتمع المدني والبيئة والمحميات.
وأكدت اهتمامهم الكبير بالبيئة والحفاظ عليها، مشيرة لعمل المنظمة الآن في محميات البحر الأحمر، منذ حوالي عام بشراكة مع المحميات في البحر الأحمر ، وفي الأعوام السابقة حيث تم العمل في محمية جبل الدائر وذلك بتحريك المجتمعات ورفع الوعي.
السياحة المجتمعية
وأشارت نهى، لاهتمامهم بتدريب المجتمعات وذلك بتنظيم عدد من المجموعات الشبابية والنسوية في ولاية البحر الأحمر لبناء المجتمعات بتعزيز الثقافة البيئية المجتمعية. بالإضافة لتدريبهم في مجال الإدخار والتسليف وربطهم بمصرف الادخار
بجانب تكوين المشروع للجان تمويل أصغر وتسهيل الوصول للبنك. بجانب العمل في مجال السياحة المجتمعية لنشر الثقافة في المجتمعات وتأهيلهم في هذا الجانب وتكوين لجان مجتمعية من الشباب من الجنسين لمعرفة مشاكل القرى.
التوعية والسياحية البيئة
من جانبه أعرب د. بدر القاسم مدير إدارة التسويق بشركة ممثل شركة التأمينات المتحدة عن سعادتهم للمشاركة في هذا اليوم الدولي، أوضح اهمية مشاركتهم لربط علاقة التامين بالبيئة وكيفية المحافظة عليها وعلي محيطها الحيوي، وعلي المسؤوليات المجتمعية والدور المهم التي يمكن ان تقوم به شركات التأمين في هذا الجانب، أشار لأهدافهم الاستراتيجية للتأمين المستدام وهي من الاشتراطات المرتبطة ببرنامج الأمم المتحدة للمحافظة على البيئة باشكالها المختلفة.
وأوضح أن الشركة تتقاطع في الكثير من الأشياء من خلال دعم المحميات في رفع التوعية والسياحة البيئية وعكس الوجه الآخر للتامينات من خلال المنظمات والسياحة البيئة والمحميات.
مؤكدا دورهم في دعم السياحة موضحاً أن تأمين السفر من البرامج التي تخدم السياحة البيئية.
تحقيق التوازن
فيما أكد مستر جورج مدير مكتب الخرطوم منظمة اليونسكو علي رفع الوعي لحماية البيئة ودور الجميع تجاه ذلك، وحماية الأشجار لعدم خسران المعركة، كما ذكر بأهمية التوازن بين الانسان والبيئة.
نهج جديد
من ناحيته وصف اللواء حافظ عمر، مدير إدارة المحميات، اهتمام شركات التأمين بالبيئة وتغير المناخ بالنهج الجديد، وطالب بقية الشركات أن تحذو حذوها ، وإشراك المواطن في عملية الحماية وإدارة المحميات.
أكبر برنامج
واستعرضت ورقة د. سلوى منصور عبالحميد، رئيس لجنة برنامح الإنسان والمحيط الحيوي بعنوان دور مكتب اليونسكو في الخرطوم في دعم وتنفيذ برنامج الانسان والمحيط الحيوي في السودان، إنطلاقة البرنامج في العام ١٩٧١ كبرنامج بحثي علمي ركز على العلاقة بين الإنسان والبيئة، ومن ثم العمل على بناء القدرات وتحسين العلاقة بين الإنسان والبيئة، بحانب استهدافه للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية.
وأشارت لتحول نتائج الأبحاث إلى أبحاث سياسة المحميات، التي تعمل على خدمة الإنسان والمحافظة على الموارد البيئية، كما أشارت لإنشاء الشبكة العالمية للمحميات لتكون شبكة نموذجية للتنمية المستدامة.
نقل الخبرات
وأوضحت الورقة أن استخدام برنامح الشبكة العالمية لمعازل المحيط لتقديم المعرفة والبحوث والرصد والتقييم والتدريب، وأن رسائل البرنامج ( ٢٠١٥ – ٢٠٢٥) تهدف إلى تطوير وتعزيز التنمية المستدامة بجانب نقل الخبرات والمعرفة ومساعدة الدول الأعضاء على أهداف التنمية المستدامة.
وقالت إن محميات المحيط الحيوي عبارة عن نظم برية أو ساحلية أو الإثنين معأ للارتقاء أو التوازن بين الإنسان والطبيعة.
وكشفت الورقة عن عدد من التحديات متمثلة في التغير المناخي والفقر والمتغيرات البيئة والنقص في التنوع البيولوجي والنمو الحضري كمحرم للتغير المناخي بوتيرة متسارعة.
تعزيز الدبلوماسية
وأوضح المهندس عبدالقادر عابدين صالح مدير قسم العلوم الطبيعية بمنظمة اليونسكو مكتب الخرطوم في ورقته حول دور المكتب في دعم وتنفيذ برنامج الإنسان والمحيط الحيوي في السودان أنه برنامج علمي حكومي دولي يهدف لتعزيز العلاقة بين الانسان والبيئة ويجمع بين العلوم والطبيعة، وموقع السودان في العالم عزز الدبلوماسية في السودان.
استراتيجيات وسياسات
من ناحيته، أشار اللواء عصام الدين غبوش، من رئاسة قوات حماية الحياة البرية في ورقتة الوضع الراهن لمحميات المحيط الحيوي بالسودان ودور البحوث في محميات المحيط الحيوي، إلى وجود ثلاث محميات كبيرة إضافة لمحميتين بولاية البحر الأحمر، موضحاً أن دور الإدارة ليس في جانب حماية الحياة البرية والمحافظة على البيئة فقط بل تعمل وفقاً لاستراتيجيات وسياسات، قائلاً نحن محتاحين لتطوير السياسات والإستراتيجيات والقانون وتنفيذها على أرض الواقع.
غياب المجلس التشريعي
ووصف غبوش، قانون الحياة البرية للعام ١٩٨٦ بالقوى والرادع إلا أنه يحتاح لتحديث، وعزا تأخر ذلك لغياب المجلس التشريعي، بالإضافة لتنفيذ قوانين الشرطة التهريب والبيئة وغيرها من القوانين.
وأكد اهتمام الحياة البرية بتهئية وتطوير البنيات التحتية وتنشيط السياحة، بجانب تقوية العلاقات مع المجتمعات المحلية وإشراكها في برنامج الحماية للمحافظة على المحميات الطبيعية والحيوي،مبيناً أن محميات المحيط الحيوي عبارة عن مجموعات حيوية للحاضر والمستقبل ضمن نظام بيئي طبيعي للمحافظة على التنوع الجيني الذي يعتمد على التطور. منوهأ ان محميات المحيط الحيوي بيئة تعليمية.
تحديات ماثلة
وكشف اللواء غبوش، عن المعوقات التي تواجة المحميات المتمثلة في وعورة الطريق التي تحتاج سنوياً لمبالغ طائلة لفتح الطريق، وعدم وجود علاقة واضحة لترسيم حدود المحميات، والتداخل بين السلطات الإتحادية والولائية فيما يخص التعامل مع المناطق المحمية وغياب السياسيات العامة التي تحكم التعامل مع المناطق المحمية، إضافة لانتشار الصيد الجائر والرعي داخل حدود المحمية، وجمع العسل بطريقة بدائية مما يؤدي لحدوث حرائق داخل المحمية، وتدهور الموائل الطبيعية بسبب القطع الجائر للأشجار والاحتطاب، بجانب عدم وجود خطوط نار داخل المحمية، والتوسع في الزراعة الآلية وانتشارها على حساب المناطق المحمية.
وأوصى بتشجيع البحث العلمي ونشر الوعي وإنشاء قاعدة بيانات ثابتة، ورفع الكفاءة والمهارات العلمية للعاملين بالمحميات والتدريب والتأهيل لضمان الإدارة السليمة للمناطق المحمية، ودعم وتطوير البنيات التحتية، وضرورة مشاركة المجتمعات المحلية في برنامج الحماية وضمان رفع المستوى المعيشي بزيادة دخل الفرد من خلال توفير فرص عمل وتسويق المنتجات المحلية للمجتمعات حول المحمية، والعمل الجاد لاستعادة الأنواع المنقرضة والمهددة بالإنقراض.
وقال إن استخدام الساينيد ساهم في قتل الحيوانات النادرة والطيور المهددة بالانقراض لتاثيره على الطيور لعدم تحملها لهذه المواد.
نتائج الأبحاث
فيما أشارت د.لبنى عبدالله، من مركز أبحاث الحياة البرية في ورقتها حول الوضع الراهن لمحميات المحيط الحيوي ودور البحوث في محميات المحيط الحيوي للأبحاث الجارية في المحميات والوقوف على الأبحاث التي تمت منذ العام ١٩٣٥ وحتى العام ٢٠١٥، بجانب العمل الجاري في تعداد محمية الدندر ( ٢٠٢٠ – ٢٠٢٢) إضافة للبحوث في النباتات العطرية والطيور وأنواعها.
وأوضحت أن جمع البيانات وتأمين الجانب الأمني من التحديات التي تواجه الباحثين. وأوصت بعقد ورش عمل لنتائج الأبحاث ومخرجاتها للوصول لحلول مثلى وأن تكون هناك مبادرات لجهات مانحة للبحوث لدعمها.