صحة وبيئة

ورشة الجمعية السودانية للحياة البرية.. تعزيز المحافظة على الطيور المهاجرة واستخدام المبيدات الآمنة

الساقية برس- إخلاص نمر:

قال البرفسور إبراهيم هاشم،  رئيس الجمعية السودانية للحياة البرية، في الورشة التي نظمتها الجمعية السودانية للحياة البرية، الأسبوع الماضي، بقاعة مركز بحوث شمبات الزراعية تحت عنوان تعزيز المحافظة على الطيور المهاجرة، من تأثير المبيدات الزراعية قال (إن الهدف من الورشة هو حماية الطيور غير المستهدفة، أي الطيور المفيدة، وهي الطيور المحلقة المهاجرة، والتي تقضي حوالي ستة أشهر في أفريقيا والشرق الأوسط، في إحدى عشر دولة تقريبا، و جميعها تشترك في حماية الطيور، عن طريق التوعية من الصيد الجائر، واردف (ان هذه الطيور تعاني من تهديد المبيدات المستخدمة في الزراعة لرش الحشرات الزراعية، فالطيور المهاجرة تتغذى على هذه الحشرات، مايعرضها للموت).

وأوضح هاشم أن للجمعية شراكة مع هيئة وقاية النباتات، لأنها الجهة المسؤولة عن ذلك، مناشدا هيئة وقاية النباتات، ضرورة استخدام مبيدات غير ضارة، مع الطيور المهاجرة مع تحديد الوقت المناسب للرش، وختم حديثه قائلا إنه (لابد من تغيير القوانين السارية الان فيما يخص رش المبيدات، إضافة لاستعمال مبيدات آمنة، حتى لا تتأثر الطيور المهاجرة).

وعن تحقيق المشروع لأهدافه،أكد هاشم تحقيق كافة الأهداف في المحافظة على الطيور المهاجرة).

خاطيء..
(هنالك مفهوم خاطيء ان كل المبيدات مركبات قاتله، لكن الحقيقه هي أن هنالك انواع منها تعمل بوصفها طاردات ومانعات التغذية، ومسقطات الأوراق، ولدينا مبيدات شبيهة الهرمونات تسبب العقم لبعص الأفات) جاء ذلك في ورقة البرفيسور إيهاب السر محمد إلياس المتخصص في المبيدات والسموم و رئيس قسم البرامج والتطوير، كلية الدراسات العليا، جامعة الجزيرة، (المبيدات السامة الضارة بالطيور المهاجرة) واوضح السر قائلا (يتم استخدام المبيدات ،للقضاء على الآفات الزراعيه، ومن ضمنها بعض ا لطيور، مثل طائر الكويليا والمعروف عندنا محليا بقدوم احمر خاصة وان بعض الطيور تدخل في باب الآفات الزراعية ، مثل قدوم احمر وبعض الزرازير الاخرى وطائر الشلك، والتي تغزو المحاصيل باسراب كبيرة وتعيش في الاشجار الشوكية المعروفة باشجار الاكيشيا وتتم مكافحتها بالمبيدات بمهاجمة اوكارها بالطائرات، قبل مغيب الشمس، او في الصباح الباكر، منوها الى انها تشكل خطورة على الزراعه، اما الطيور المهاجرة فهي من الكائنات غير المستهدفة بالمبيدات).

وأشار إيهاب الى ان هنالك آثار غير مباشرة للمبيدات على الطيور المهاجرة، مثل سهولة الافتراس، والجوع بحرمانها من مصدر الغذاء، وأمن السر على ان المبيدات، تؤثر على الطيور، خاصه على ايض عنصر الكالسيوم، حيث تنتج البيض هش القشرة، ولاينتج اي اجنة، وبالتالي لاتكون هنالك سلالات لها، موضحا ان تراكم الدهون في جسم الطائر، والملوثة بالمبيدات خاصة المبيدات المكلورة، يمكنها أن تنتقل بسهولة للانسان عبر السلسله الغذائية،عندما ياكل الإنسان الطائر. وابان إيهاب، تعرف هذه الظاهرة بظاهرة التكبير او التضخيم الاحيائي.


آمن..
وأوضح الدكتور خالد محمد علي، في ورقته التي حملت عنوان (الاستخدام الآمن للمبيدات) أن أهم القوانين البيئية لاستخدام المبيد، يأتي على رأسها كيفية الاستخدام الآمن للمبيدات، و ضرورة قراءة ديباجة الاستخدام، التي توضح *توصية جرعة المبيد* و درجة السمية، و الخطورة، وكيفية التعامل مع المبيد.

وأمن، على التخزين الجيد للمبيد، بجانب توفر معدات الحماية الشخصية، التي تبدأ من تصنيع المبيد من المصنع وحتى وصوله للمستخدم.

وأضاف محمد علي، قائلا (لابد من اللبس الواقي والنظارات والقفازات وغطاء الرأس عند استخدام المبيد، بجانب صيانة أدوات الرش والتأكد من سلامة نظافتها قبل وبعد الرش، ويبقى اهم نقطة هي شراء المبيد نفسه، والذي يجب أن يتم الشراء من جهة موثوقة، لديها ترخيص ساري المفعول).

واختتم حديثه برسالة الى المجتمع عن أهمية التعامل بحذر مع المبيدات كافة.

 

%80..
وتحدث الدكتور أبوالقاسم عبدالقادر، من هيئة الرهد الزراعية، عن رش المحاصيل الزراعية، بالمبيدات الكيمائية.

ووصف ذلك بتطبيق المبيدات، موضحا انه لم تتم تطبيق المبيدات في مشروع الجزيرة حتى عام 1945، واردف (بدا تصنيع المبيدات كالدي دي تي، ذو السميه العالية ،والاثر الطويل، والذي يتم رشه مره او مرتين، لكن ظهرت آفات أخرى مثل الجسد (Jassid)و الذبابه البيضاء، وديدان اللوز الأفريقية، وتطورت المبيدات لمكافحة الآفات، وكانت أقل سمية، وليست طويلة الأثر ، مثل البايروثرويدية وهي مستمرة حتى الآن).

وأشار عبدالقادر إلى ظهور المكافحة الحيوية، وإدخال زراعة القطن المحور وراثيا، الأمر الذي ادى الى انخفاض استخدام المبيدات او تقليل استعمالها بنسبة 80%.
وامن أبوالقاسم على ان الطيور المهاجرة، لاتتواجد بالمناطق المستهدفة بالرش، لأن المنطقة تخلو من الاشجار، موضحا انه داخل مشروع الرهد والجزيرة، تتكفل هيئة وقاية النباتات برش الغابات فيه، في شهر يوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر.

التنوع البيولوجي..
من جهتها. أوضحت الدكتورة تهاني علي، أستاذ علم الحياة البرية، بجامعة بحري، ان السودان يقع في الجزء الشمالي الشرقي للقارة الأفريقية، و هذا يوضح انه في مسار الهجرة للوادي المتصدع للبحر الاحمر.، و يعتبر هذا المسار الثاني، من حيث الاهمية للطيور المحلقة المهاجرة (الجوارح، اللقالق، البجع و بعض طيور ابو منجل) في العالم، و تمر خلاله حوالي اكثر من مليون و نصف المليون طائر سنويا، و التي تمثل حوالي 39 نوعا من الطيور المهاجرة، . 6 أنواع منها مهددة عالمياً، موضحة أن السودان كجزء من القارة الأفريقية، يعتبر مأوى لحوالي 938 نوعا من الطيور، و يحتل المرتبة الثالثة في افريقيا من حيث المسارات، التي تستخدمها الطيور المهاجرة.

وأضافت، تقضي الطيور المهاجرة فصل الشتاء في السودان، في الفترة من اكتوبر إلى مارس، ثم تعود إلى مناطق توالدها في شهر أبريل.

وأوضحت تهاني علي  أن الزراعة تلعب دورا مهما في اقتصاد السودان، و تمثل حوالي ثلث الناتج المحلي، و تغطي الاراضي المزروعة حوالي 36.9 % من جملة الأراضي الصالحة للزراعة، لكن تتعرض المشاريع الزراعية الي الآفات، مثل طيور الكوليا و القوارض والجراد، التي تضر بالمحاصيل الزراعية، و الامن الغذائي و القومي، منوهة الى ان وقاية النباتات تصدر توجيهات سنوية ، لمكافحة هذه الآفات، عن طريق استخدام المبيدات الكيميائية.
وقالت تهاني (تؤثر المبيدات الزراعية علي الطيور المحلقة المهاجرة، بطريقتين اما عن طريق رش المبيدات المباشر، او عن طريق التغذية، علي الآفات الزراعية مثل الحشرات والقوارض، التي تم قتلها عن طريق الرش بالمبيدات، و في كلا الحالتين تؤدي الي تسمم و قتل عدد كبير جدا من الطيور سنويا.
وعن الحلول أكدت تهاني، أنه من الممكن، تجنب الآثار المميتة او تقليلها، علي الطيورالمحلقة المهاجرة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، في السودان من خلال استخدام المكافحة المتكاملة للافات، واستخدام المكافحة الحيوية، وهي طرق صديقة للبيئة.

وأوضحت أن الورشة تهدف لوضع اعتبارات للحفاظ على الطيور المحلقة المهاجرة في القطاعات الزراعية الإنتاجية، على طول مسار الهجرة، و التي تشكل أكبر خطر على الهجرة الآمنة للطيور، بشكل أساسي نتيجة لاستخدام المبيدات الزراعية، كما هدفت الورشة الي توقيع مذكرةتفاهم مع ادارة بعض المشاريع الزراعية الحكومية و الخاصة، من شأنها دمج حماية الطيور المحلقة المهاجرة في القطاعات الزراعية.

سلوكيات..

وأشار الأستاذ عز الدين حسين في الورقة التي تم استعراضها أمام الورشة، والتي جاءت تحت عنوان (مكافحة الطيور الضارة بهيئة حلفا الجديدة الزراعية) أشار إلى الأهمية الاقتصادية للطيور في حياة الإنسان، موضحا انها اما غذاء للانسان او أعداء حيوية لكثير من الآفات الزراعية، مثل الحشرات والقوارض و الزواحف، او اخرى ضارة، تتغذى على الحبوب مثل الذرة الرفيعه والقمح، ونوه حسين الى ان المساحة المزروعه بالذرة الرفيعه سنويا تتراوح بين 50000-85000 فدان، اما القمح فيشكل مساحة من 50000-80000.

وأوضح عز الدين أن هذه المساحات تحتاج إلى حماية من الطيور الضارة ، وأضاف قائلا (هنالك نماذج لمكافحة الطيور الضارة بهيئة حلفا الجديدة الزراعية، في تفتيش دغيم، وهاجر والليدج، و القرشي، وارقين ومزارع السكر وكان ذلك عام 2008) وزاد (نحن نهتم بالاعلام و التوعيه قبل وأثناء وبعد الرش، ولقد تمت عمليات المسح للطير في مزارع قصب السكر، والغابات داخل الهيئة، وتمت مكافحة الطيور الضارة) ،وأمن عزالدين على ان مكافحة الطير عام 2020،وثقت لوجود مواقع لتوالد ومبيت واعشاش الطير،في تفتيش هاجر و غابات القرية وأم قرقور، والرتالي و المنارة، واظهرت النتائج، إيجابية الرش، والتي وصفها حسين بالممتازة، مؤكدا على السيطرة على آفة الطير الصفير وودابرق والكوبيليا، وقال عز الدين (ان نتائج عملية الرش، تلخصت في مكافحة الطيور الضارة فقط، وحماية الطيور الصديقة ،وعدم رش المجاري المائية، وإزالة الاشجار والأعشاب، التي تأوي الطيور الضارة ميكانيكيا ،والتوجيه بإزالة كل أنواع الاشجار الموجودة بالمناطق المحيطة المتاخمة، لدورة الذرة والقمح ميكانيكيا، مع توعية المزارع لازالة الاعشاش الحية).
واردف عزالدين (للطيور سلوكيات إيجابية، فهي تقوم بتبني الأيتام من الطيور واطعامها، كما انها تقدس الحياة الزوجيه، الغناء والرقص والغزل، وفوق ذاك هنالك ديمقراطية العيش، إذ يتفق الذكر والأنثى على مكان وضع البيض، بعد اختبار عدة مواقع، فسبحان الخالق العظيم).

مهددات..
من ناحيته أشار بروف طلعت عبد الماجد أستاذ الغابات بجامعة بحري الي اهمية المحافظة على الطيور المهاجرة، منوها الى ان الجمعية السودانية للحياة البرية ،تتبنى مشروع الطيور المحلقة المهاجرة
مع هيئة وقاية النباتات، والجهات ذات الصلة، موضحا ان هذه هي المرة الثانية التي تقام فيها ورشة عن الطيور المهاجرة للجمعية السودانية لحماية الحياة البرية ، ونوه عبد الماجد الى ان الورشة تناولت، التأثيرات على النسق الطبيعي، تغيير الموائل، فقدان الموائل ، في حالة قطع الأشجار التي تأوي الطيور، مشيرا الى ان تغيير الموائل او فقدانها والمرتبط بتكثيف الزراعة، هو أحد أهم المهددات على الطيور الحوامة .
وأضاف عبد الماجد قائلا (الورشة وحدها ليست كافيه ولابد من سلوك عملي في بنية المجتمع، مع ضرورة مشاركة الإعلام في ذلك).

كونترول..
ووصف الأستاذ قمر الدين محمد ابراهيم ،رئيس قسم بيولوجي الحياة البرية، مركز بحوث الحياة البرية ، وصف الورشة بالمهمة جدا، منوها الى ان الطيور جزء من الحياة البرية، وتتاثر بالمبيد الكيمائي كالانسان والكائنات الحية الأخرى ، موضحا ان الطيور تتغذى على الحشرات ، التي يصيبها هي الأخرى المبيد الكيمائي، وأمن ابراهيم علي ضرورة المكافحه البيولوجية، والكونترول البيولوجي والتدخلات الطبيعيه،بجانب المحافظة على التوازن البيئي بالطريقه الطبيعيه.
يذكر أن ختام الورشة، شهد عرض فيلم وثائقي عن الطيور ورحلتها.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق