مقالات

حمى الضنك بالقضارف.. تفشي الوباء وغياب الأولويات

رذاذ المطر

عمار الضو:

اجتاحت حمى الضنك بولاية القضارف وتفشت في خمس محليات بالولاية وارتفعت نسبة الإصابة وحالات التردد والاكتظاظ بالمستشفى التي أصبحت تستقبل العشرات من المصابين وسط انهيار وتدني مريع في النظام الصحي الذي تفتقد فيه المستشفيات أبسط مقومات العمل الطبي والصحي.

لك أن تتخيل ولاية زراعية وغنية بعد أن كانت واجهة مجتمعية لكل من قصدها في فعل الخير تعجز فيها حوادث الاستقبال عن توفير قفازات ومحاليل وريدية وسير الدرب مستشفى تفتقد أبسط المقومات  لاستقبال المرضى والحالات الوافدة د.

بعد أن كانت تتقدم القضارف المبادرات تأتي اليوم في ذيلها وتستجلب اسطوانات الأكسجين من ولاية سنار والصابون من المتمة الإثيوبية.
هذا الوباء اللعين الذي أصاب الكبير والصغير ودخل كل منزل يحتاج ياوالي الحيرة للتفاعل والتصدي له ومكافحته قبل أن يحصد الأرواح بعد أن أصبح وباءا خطيرا وأنت أمير لهذه الولاية قابع في مستنقع الفشل للظهور الدائم بالميديا والقنوات الفضائية بأنك أفضل الولاة أداءا، وأنت في حقيقة الأمر أفشلهم لأن المنهج الذي تقود به الولاية جعلها في ذيل الولايات بامتداد الأزمات وتفشي الوبائيات والأمراض في المحليات دون أي فعالية أو جدية تذكر للمكافحة والقضاء علي الإسهالات المائية في القلابات الشرقية أو التدخل الصحيح والسليم في مكافحة حمى الضنك والناقل.

لم تجف المياه التي تسري على طول العام في خور أبوفارغة ولم تطلق الصحة عمليات تدريب وتأهيل وعمل الزائرات المنزليات للتوعية والتثقيف الصحي والوقاية وطرق القضاء على الناقل الذي يتواجد هذه الأيام في مكاتب الدولة ومؤسساتها أكثر من الوالي وحكومته.

هل يعقل أن ترفع وزارة الصحة حوجتها ل ١٢٠ جالون من البنزين لتشغيل طلمبات الرش والمكافحة وتمنح فقط أربعين في المئة منها؟.

(نقترح على الصحة أن تبلغ الناقل لينتظر ريثما يتم تفريغ باخرة الوقود التي وصلت ميناء بورتسودان، حتى يتم القضاء عليه)

منظمات وطنية ودولية تحيط بالولاية مفوض عون إنساني أجهزة أمنية ذات قدرات عالية لم يحرك الوباء والإسهال المائي سكونها ولا الوضع الصحي.

سبع ادارات بوزارة الصحة التي تغولت الولاية على سياراتها لنقل(القونات) من الفندق الفخيم إلى المعبر العظيم، كانت تحتاجها الصحة لمثل هذا الوقت.

وزارة تفتقد وتحتاج إلى خمسة جالونات وقود حتى يتم إحضار أحد الاختصاصيين لتفقد ودرء الأخطار، ماذا ننتظر منها؟.

رغم جدية الكوادر وعطائهم وإصرارهم لم يجدوا ما يشفع لهم من إعلان تواجدهم تخيلوا معي مؤسسات صحية تنعدم فيها أجهزة فحص وكشف حمى الضنك و(بعين قوية) يصرخ لك الطبيب في الحوادث إذهب إلى معمل فلان الخارجي،  اشك بأنك مصاب بحمى الجمهورية، والجمهورية التي يقصدها الطبيب في حديثه للمريض هو أحد أحياء بلدية القضارف التي تفشى فيها الوباء، أما جمهورية محمد عبدالرحمن والي الحيرة كما يزعم في معظم لقاءاته الجماهيرية هي جمهورية الأكشاك وتوزيع المواقف وتخطيط الأسواق وإشعال الخلافات مع طاقم حكومته في إبداء أي ملاحظة أو رأي أو الكشف عن أي اختلال في الأداء.

ادركو الوضع الحاصل يا أهل القضارف من أعيانها ومزارعيها وتجارها والقيادات المجتمعية لأن الفرق كبير والهوة واسعة بين حكومة ودالنمير وبقية طاقمها والمواطن المغلوب على أمره لأن القادم أخطر.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق