حقوق الإنسان
العنف ضد المرأة في شرق دارفور.. أعراف غير منصفة
سمية المرضي خمجان:
لا شك أن العنف ضد المرأة شائع بصورة كبيرة فى العالم، الأمر الذى جعل العالم يتجه إلى البحث عن طرق لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي حتى تستطيع المرأة القيام بدورها الذاتي والأسري والمجتمعى والوطني.
وحددت الأمم المتحدة يوم الخامس والعشرين من نوفمبر يوماً عالمياً للقضاء على العنف ضد المرأة الهدف منه رفع الوعى حول مدى حجم المشكلات التى تتعرض لها المرأة حول العالم؛ مثل الاغتصاب والعنف المنزلى وغيره من أشكال العنف .
فجاءت حملة الستة عشر يوما التى تتضمن عملا دؤوبا من المنظمات الوطنية والأجنبية ونشطاء العمل الإنساني باستراتيجيات مختلفة فى التوعية ورفع الوعى بخطورة العنف ضد المرأة ومنحها حقوقها والاعتراف بها.
استخدمت الحملة حول العالم اللون البرتقالى لقوته وظهوره للفت الانتباه تجاه حقوق المرأة ليدل على مستقبل مشرق للمرأة وعالم خال من العنف ضد المرأة والفتيات.
السودان ليس بمعزل عن العالم بل نجد العنف ضد المرأة شائعا ومتجذرا فى السودان.
ولاية شرق دارفور التي هى محور الكتابة الآن يعتبر العنف ضد المرأة بها سببا رئيسيا للمرض والإعاقة والوفاة.
وأبسط شئ فى أرياف الولاية عند المجتمع هو الاعتداء على المرأة بالضرب الذى يتسبب لأغلب النساء فى الوفاة أو الإعاقة الحركية والعقلية وخاصة المرأة المتزوجة وبعد أن يتسبب لها زوجها بالإعاقة تصبح عاجزة عن خدمة اسرتها فيرمى عليها الطلاق لأنه يريدها شديدة وقوية وتكون بالإعاقة عاله عليه ويضيع وقته فى الاعتناء بها ، إذ أن الكثير من المجتمعات تربى الإبن الرجل على أنه له حق مطلق فى التعامل مع المرأة فنجد الرجل منذ الصغر يضرب اخته ويتمرحل الأمر إلى زوجته وبناته.
هذا عدا العنف القائم عليها فى حرمانها من التعليم واحتكار اقتصادها -للرجل -الأب الأخ.
من يغوص فى عالم المرأة الريفية فى شرق دارفور يجد تطرفا عنيفا جدا ضد المرأة والفتيات لدرجة تصل إلى قتلهن.
اما العنف المتعلق بالمرأة النازحة واللاجئة فذاك عالم آخر إذ تصطدم المرأة في معسكرات النزوح واللجوء بشتى أشكال العنف.
هذا نسبة للعديد من العوامل التي ساعدت فى انتشار العنف ضد المرأة في شرق دارفور.
وفي هذا الصدد تقول الأستاذة فاطمة عثمان، مدير وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية (القطاع الاجتماعي) بشرق دارفور، إن العادات والتقاليد والأعراف هط عامل رئيسى فى تفشي ظاهرة العنف ضد المرأة والطفل خاصة العنف الأسري والجنسي الاغتصاب.
وبحسب ماهو سائد فإن الاغتصاب وصمة وتحمل المرأة الجزء الأكبر من وزره وتظل تدفع هذا الثمن بالتستر عليه، وهذا التستر يتيح الفرص لتوسعة دائرة الاغتصاب وتكرارها بسبب الإفلات من العقاب .
وترى فاطمة، أن الاعراف تعيق سير القانون الذي ينصف المرأة وتقول: مرت علىَ العديد من حالات الاغتصاب لدى الوحدة وتفاجأه بسحب الدعوى من قبل الضحايا لحلها بالعرف الذي تراه – هي- غير منصف للمرأة.
ولا تختلف نظرة زهراء الهادى برمة مسؤول العون القانوني بمنظمه الايت، عنرفاطمة كثيراً لكنها توصلت إلى أن الجهل هو العامل الفاعل فى ممارسه العنف ضد المرأة نتيجة لجهلها بحقوقها.
وتعتبر المعتمدية السامية لشؤون اللاجئين شريكاً اساسياً فى حملة الستة عشر يوما لمناهضة العنف القائم على النوع باعتبارها تعمل فى مجال حقوق الإنسان كأحد الأنشطة التي تدعمها المنظمة.
وقالت ممثل المعتمدية السامية لشؤون اللاجيئن الاستاذة أحلام عثمان، إن أكثر النساء عرضة للعنف هن ذوات الدخل المادى غير الجيد، وبذلك ربطت العامل الاقتصادي كواحد من عوامل العنف القائم على المرأة.
وأشارت إلى عمل المعتمدية فى مساندة المرأة اقتصاديا عبر المشاريع المدرة للدخل
ودعم المرأة الناجية من العنف بجانب الدعم النفسي وإعادة دمجها في المجتمع وتوعية المجتمع في النظر إليها كضحية وإعطائها حقوقها والاعتراف بها.
إضافة إلى ذلك شهدت الولاية حراكاً كبيراً ابتداء من احتفال انطلاقة الحملة في معسكر النيم الذي نظمته المعتمدية السامية لشوؤن اللاجئين بالتعاون مع معتمدية شؤون النازحين ومنظمة الايت، بفعاليات عدة بجانب الحراك الإلكتروني فى دعوة المجتمع إلى الوقوف مع المرأة ودعمها مع مراعاة حقوق المرأة النازحة ونساء الرحل اللاتي لا يتمتعنّ بأبسط الحقوق، تحت شعار (معا لمحاربة العنف ضد المرأة).
ونجد الشاعر محجوب شريف حاضر بكلماته:
تحيِىّ تعيشى لا مقهورة لا منهورة لا خاطِر جناك مكسور.