عمار الضو:
لم تبارح أزمة العطش والمياه مكانها وامتدت لكل أحياء وقرى ولاية القضارف، بعد فشل الوالي المكلف وهيئة المياه في إدارة هذا الملف الذي أرهق المواطن بالجبايات والصرف وإهدار المال بالقرارات الخاطئة والتصرفات الاحادية والفردية من الوالي والمقربين منه خاصة اللجنة الفنية كما زعم ود النمير وهي تزدان بأصدقائه.
أصبح كأس المياه في القضارف ذا قيمة كبيرة ويسعى أي مواطن قبل اللجنة الموقرة التي تدير ملف المياه وتفشل في إرضاء القلة من أهالي الولاية.
خرجت المواكب وكثرت الاحتجاجات والاضطرابات الأمنية وتعالت الأصوات دون أي إنجاز يُذكر أو تحريك هذا الملف فكانت غضبة أهالي محلية ريفي وسط القضارف على تصرفات حكومة الولاية في إهدار أموال الرئيس البرهان التي خصصها لسقيا أهالي وسط عقب اعتصام الشملياب، العام الماضي ورغم سداد مبلغ خمسمائة مليون للشركة المنفذة لأعمال الحفريات منذ الثالث والعشرين من أكتوبر بزعم تصنيع المواسير لم يحرك هذا الملف ويرى النور واتخاذ خطوة جادة في ظل موجة الاحتجاجات والغضب التي نشبت وكان فيها اهتمام الوالي وحاشيته برد الاعتبار والخروج عبر موكب تأييد لبقاء ود النمير في السلطة دون النظر للقضية الحقيقية والمطالب الأساسية.
من الطبيعي جدا أن يخرج أهالي وسط ويتقدمهم المك وهم الذين دفعوا به قائدا للقبيلة وعطش المك مثلهم وتبنى أمرهم فهو أمير متوج برضاء أهله وعشيرته.
وأزمة المياه لم تكن في وسط ريفي القضارف وقراها فقط، بل شملت محطة مياه العزازة التي توقف إمدادها لأكثر من شهر ولم تولي الحكومة هذه المحطة أي اهتمام حتى سقطت وانهارت الخزانات الرئيسية للمحطة وارتفعت أزمة العطش وبلغ السيل الزبي وتشريفة الوالي تهرول في أحياء وشوارع العطش منذ الفجر وحتى العصر ولم يكلف نفسه زيارة واحدة أو نظرة عابرة على الرغم من أن الوالي استقطب أهالي ومواطني تلك الأحياء عبر السطان الجديد وسلطان أراضي الوالي أمر بالخروج في موكب التأييد له والتصدي لموكب مك البوادرة.
تحتاج المحطة والخزانات لآبار العزازة غير الصالحة للشرب إلى مبلغ خمسمائة ألف جنيه لإعاشة المتطوعين والخيرين لإعادة تشغيل الخزانات وصيانتها التي تصدى لها الحرفيين في الوقت الذي صرفت فيه لجنة الوالي الفنية عبر المسؤلية المجتمعية مبالغا ضخمة لمياه الشواك في غياب وتواجد وجدي وكان آخرها إنشاء صنادل للطلمبات الجديدة والتي سنعود لها بالتفصيل في مقال لاحق.
ارتضى أهالي الصافية والبان جديد والطائف وود الكبير والجمارك وهم أهل الهامش بمياه العزازة ولم تتمكن لجنة المياه وواليها من توفير إعاشة العاملين لأنه يعاقب مواطني تلك الأحياء بحكم سكني وانتمائي لهم بعد أن ضاق الوالي ذرعا واشتط غضبا من تناولنا ملف المياه واخفاقاته فيه ومحاولته إهدار أموال البرهان في لجنة أمن الولاية والمجلس السيادي.
حالة الغبن والتهميش والإقصاء المتعمد في أزمة وعطش أحياء وأهالي الهامش من الوالي وتصرفاته ستفضي إلى أزمة أمنية وكارثة مجتمعية قادمة وهو يستقطب مواطني تلك الأحياء للخروج عبر موكب التعايش السلمي والتأييد له، فقد طفح الكيل وارتفعت درجة الاحتجاجات والتوتر.
أين الجنرال سمبو واللواء مدثر قدو والعميد الحوري ممايتم من إهمال؟ ومظاهر الغبن والتهميش قد ارتفعت والفقر في ازدياد بالصرف على توفير أموال شراء المياه الصالحة للشرب في أحياء الهامش فقد بلغ سعر البرميل 2000 جنيه رغم الشتاء وقلة الحاجة.
أدركونا وارحمونا قبل موجة الغضب ودونكم موكب وسط ونخشى من القادم الأخطر فإني قد بلغت فاشهدوا على ذلك.