مقالات

الإطاري .. قيت (1) !!

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

بدون تخوين لمن وقعوا .. أو بطولة لمن لم يوقعوا

ما عرف بالاتفاق الإطاري حبال بلا بقر
الإطاري .. حصان طروادة

وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون

لا أحد يستطيع الجزم بأن ما عرف بالاتفاق الإطاري هو اتفاق

لم يُعلن الاتفاق النهائي ولم تحتفل قوى الاتفاق بذكرى الثورة الحزينة

معلومات ذات مصداقية تفيد بأن آخر التعديلات على ما عرف بالاتفاق الإطاري لم تكن معلومة لدى الطرفين، ولعل المستر فولكر وأطراف الرباعية يعلمون، وبسبب اقتراب موعد الإحاطة لمجلس الأمن كان لا بد من وجود الإطاري، ولا أحد يستطيع الجزم بأن ما عرف بالاتفاق الإطاري هو اتفاق.

ما عُرف بالاتفاق الإطاري أطلق تعريفات وأوصاف للقضايا وحدد مطلوبات، وتطرق لاتفاق سياسي بموجبه تم توصيف القضايا الأربع، دون إعلان هذا الاتفاق السياسي، وهى قضايا ( العدالة والعدالة الانتقالية ، الإصلاح الامنى والعسكري، اتفاق سلام جوبا وتفكيك نظام 30 يونيو)، وعُهد بها إلى أصحاب المصلحة والقوى الموقعة على الإعلان السياسي وقوى الثورة، بينما لم تحدد آليات و لا مبادئ لحسم هذه القضايا، وبالطبع لا مواقيت. وعليه فما وقع عليه ليس اتفاقا إطاريا، ولا توجد طريقة للوصول لاتفاق نهائي، وهذه ورطة الموقعين على ما عرف بـ(الاتفاق الإطاري).

مع ذلك لم يحدد (الاتفاق الإطاري) الأطراف التي وقعت عليه ولم يحدد واجباتها والتزاماتها، فلا أحد يعلم، من وقع مع من ؟ فهل وقعت القوى المدنية مع بعضها؟ أم وقعت مع بعضها ومع المكون العسكري؟ وهل وجود طرفين من المكون العسكري يفيد التزاماً موحداً، أم متعدد ؟ ثم من هو المسؤول عن تنفيذ هذا (الاتفاق الإطاري) ؟ وهل هو اتفاق كما تفترض مجموعة المجلس المركزي (مجموعة الأربعة التي أصبحت مجموعة الثلاثة) أما هو تفاهمات كما قال الفريق البرهان وهو أحد أبرز الموقعين؟ وعما إذا كان مفتوحاً كما قال البرهان، أو مغلقاً كما تقول مجموعة المركزي ورابعهم فولكر؟
الموقعون على الاتفاق ورعاته، تفاوتت تقديراتهم وتوقعاتهم لمكاسب مفترضة يحققها التوقيع.

المستر فولكر تعجل تقديم إحاطة تحتوي على كلمة اتفاق، وهو يدرك تماماً أن ما قدمه لا يمكن أن يُسمى اتفاقا، ولم يتلقى الإشادة التي سعى إليها من الإحاطة، بل على العكس تم (توبيخ) ما قدمه من إحاطة.

ومجموعة أرادت الاغتسال من أدرانها وجرائمها المعلومة ، فزادها التهافت على أي (اتفاق) بغضاً على بغض، ويكفي مجموعة (الأربعة) أنها نقصت واحداً بانسحاب الأصل و الذي لم يتراجع عن التفاهمات لأسباب تتعلق بالتفاهمات، وإنما لأسباب أخرى معلومة.
القوى الرئيسية التي وقعت و أبرزها حزب الأمة، المؤتمر السوداني والاتحادي المعارض، لم تقدم محتوى الاتفاق لمؤسساتها (التي لديها مؤسسات)، ولم تصدر قراراً بالموافقة من أجهزتها الحزبية.

ولعل الانقسام داخل هذه المجموعة يتفاقم لحظة بعد أخرى، و ربما انسحبت بعض القوى من (التوقيع)، مثل حزب الأمة والحركة الشعبية (ياسر عرمان)، وقوى أخرى، تبين لها مؤخرا أن ماعُرف بالإطاري كحصان طروادة، وتبخرت وعود تعجلت مجموعة (الانتقال) فى إطلاقها بأن الاتفاق النهائي سيرى النور فى غضون عشرة أيام، وسيُعلن ذلك فى ذكرى انطلاق ثورة ديسمبر، فلم يُعلن ذلك ولم تحتفل قوى الاتفاق بذكرى الثورة الحزينة، بدون تخوين لمن وقعوا، أو بطولة لمن لم يوقعوا.
نواصل البحث عن مخرج..

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق