إخلاص نمر:
يقول الخبر الذي نقله الزميل النابه عمار الضو: “خاطب الأستاذ توفيق محمد علي ممثل والي القضارف، بمنتجع سيتي ستار العائلي، ختام فعاليات حملة الـ 16 يوما، لمناهضة العنف ضد المرأة، التي نظمتها وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية، بالتنسيق مع شركاء من منظمات المجتمع المدني، ذات الصلة. وتناول توفيق مكانة المرأة في المجتمع السوداني ودورها، في تحريك وترقية وتنمية المجتمع، مشيرا إلى الدور الذي تلعبه المرأة، في السوح المحلية والإقليمية والدولية، مؤكداً على مساندة حكومة الولاية، لقطاع المرأة، والعمل على تذليل، ومعالجة القضايا المختلفة”.
انتهى الخبر.
أثمن بشدة ماجاء على لسان ممثل الوالي، الذي نقل ( قطعا) وجهة نظر الوالي تجاه تقديم كل الحلول أمام المرأة في ولاية القضارف، وكم سرني أن تظل المرأة في القضارف تستمتع بمساندة حكومة الولاية فحديث ممثل الوالي يبعث الأمل ويفتح الطريق لتنال المرأة في كل شبر من بلدي، حقوقها كاملة بلا نقصان خاصة في ولاية القضارف الجميلة.
وبما أن والي القضارف يضع قطاع المرأة في أولى أولوياته، ويحرص على رفع العنف عن كاهلها ويجتهد لإفساح الطريق وتمهيده من أجلها، ويمجد عطاياها في الوطن وللوطن ويسعى بحق نحو دعمها ورفعتها في قلب ولايته، فإنه سيدي الوالي محمد، الآن وفي قلب مدينة القضارف، امرأة شابة، تتجرع كؤوس المر والحنظل، تموت في اليوم ألف مرة، تلبس الصبر وشاحا، ورغم ذلك تنهار قواها النفسية والمعنوية وعزيمتها، وتبدأ في سرد حكايتها لنفسها بكل أسى وحسرة، علها تجد السلوى وما أقسى ذلك.
شرحت الدكتورة صفاء البشير، وفي خبر رسمي، طارت به وسائل التواصل الاجتماعي، والصحف الإلكترونية وغيرها منذ أكثر من شهر، شرحت البشير ماحدث لابنيها 7،8 سنوات من اختفاء تام من مدرسة (….) بعد نهاية يوم دراسي، تلك المدرسة (احتفظ بالاسم)التي يذهب إليها الأطفال يوميا وبانتظام تام ولكن وفي يوم جر وبالا على صفاء، وكالمعتاد ذهبت لاستلام أطفالها، جاءها الرد قاسياً وموجعا من إدارة المدرسة، وبالحرف الواحد (أتى أحدهم واستلم أطفالك ولا أدري من هو)!!!!! نزل الخبر صاعقا على صفاء، وتدفقت الأسئلة بلا توقف، من هو؟ ما اسم المستلم؟ متى كان ذلك؟ لماذا سلمت هو الأطفال بدون علمي؟ أين ذهب بهم؟ سردت صفاء في منشور طويل، الحالة الصحية لابنائها، و حاجتهم الملحة للرعاية الصحية، التي كانت توفرها لهم صفاء وهي الخبرة بالحقل الطبي، مفاجأة لم تكن ضمن حسابات صفاء، التي لم تجد أي إجابة من مديرة المدرسة، ولعله يحضرني السؤال الآن، كيف تسمح المدرسة لأي فرد كان أن (يتناول) من بين الصفوف أربعة أو خمسة تلاميذ و(يذهب) بهم بدون علم والدتهم؟؟ ماهي المعايير التي تم بها منح رخصة التعليم والتربية لهذه المدرسة؟؟ كيف تأمن الأسر في قلب القضارف، على وجود أطفالهم في مثل هذه المدرسة؟؟ أين وزارة التربية والتعليم في ولاية القضارف؟ ان كان قد مر على اذنها هذه القصة فلماذا تقف مكتوفة الأيدي؟؟ أين ردة فعلها التربوي والتعليمي؟؟ وأن لم تسمع بها، فهذه صفاء بينكم، ستسرد كل واردة ولاتبقي شاردة؟ ماهي آليات العمل التعاوني بين المدرسة والأسر؟؟ ليست لدي إجابة ولكني انتظر أن اسمع مايثلج صدري وصدر صفاء وصدر كل نساء بلدي، خاصة نساء القضارف، التي انطلق من قلبها الالتزام بمناهضة العنف ضد المرأة فيها ،، والذي أمن فيه ممثل الوالي على ذلك، في هذه الولاية بصفة استثنائية.
ولما لم تجد الدكتورة صفاء البشير، رداً من إدارة المدرسة، يشبع سريان أسئلتها، طرقت أبواب العدالة، علها تجد الحق والإجابة، فصلت في طلبها كل شيء وسردت اسئلتها التي تنتظر اجابتها من منصات العدالة بنزاهة وشفافية، ولكن وقفت العدالة مكتوفة الأيدي، أمام قضية أطفال صفاء، التي أصبحت في كل لحظة، تتوه خطواتها بين مكاتب العدالة وفي حضنها طفل لم يبلغ الأربعين يوماً.
ماذا تستفيد صفاء من حديث، جرى على لسان ممثل الوالي ويمثل وجهة نظر ولاية بكاملها، تبجل المرأة وتقسم على دعمها؟؟ وهي التي يكبلها العنف الآن يمنة ويسرة؟ أليس هذا تناقضا في الحديث عن العنف ضد المرأة، ونموذجا حيا أمام مجتمع القضارف، تمثله صفاء، التي تغرق في عنف، يتمثل في إغلاق الأبواب أمامها، فلا هي طالت أطفالها، ولا طابت لها نفس.
الحديث سيدي والي القضارف وممثله، سهل جدا وأخاف رغم سروري بحديثك (يشيلو الهوا) وينتهي بنهاية الاحتفال، فصفاء اليوم تنتظر عودة أطفالها المرضى كي (تبل شوقها ويبرد حشاها)، تعيش صفاء أسوأ أيام عمرها الغض وهي التي لم تبلغ بعد الثلاثين من عمرها!.
أتمنى من كل منظمات المجتمع المدني، العاملة في مكافحة العنف ضد المرأة، أن تدرك صفاء قبل أن نفقدها، فلا خير في مجتمع، يحشد لنسائه الكلمات البراقة والوعود الناعمة، في لحظات احتفالية عظمى، ويتنصل عند الحق ورد المظالم.
مازالت صفاء تحت رحمة شطب بلاغ وفتح بلاغ، وما إلى ذلك من سلسلة عدالة لم تنصف صفاء، لم تشف غليلها برؤية أطفالها، أينما كانوا، أي عدالة تلك في هذه المدينة الجميلة، القضارف؟.
تخطو صفاء على الأشواك يومياً فهل سيدي والي القضارف، جمعت بين حديثك والفعل، ورفعت عن صفاء عنفا قصم ظهرها وزاد عمرها ثلاثون أخرى؟
مازالت النساء في بلدي، ترزحن تحت قوانين، لاتكفل لهن الحماية، وتفتقد للتشريعات الواضحة التي تجرم الجاني، وتقدمه للعدالة التي يجب أن تعلو تفاصيلها الشفافية والحياد.
الدكتورة صفاء بشير، في انتظار صوت العدالة، وعودة أطفالها لحضنها، فما تدفعه صفاء من فاتورة الآن أكبر بكثير من عمرها الغض، فيا ترى من المستفيد؟؟ المدرسة أم الشخص الذي استلم الأطفال من المدرسة؟ أم أن هناك يد خفية تعبث بملف القضية؟.