مقالات

الرسالة الثانية من نيالا.. إلى وزير الداخلية ومدير عام الشرطة الفريق أول عنان

بقلم/ نجلاء جمعة:

نعلم أن ولاية جنوب دارفور ممثلة في شرطة الولاية تعمل بكل جد لاستقبال زيارتكم المرتقبة للولاية ولكن دعني أقول لك ماذا يعني أن يتم الترتيب للزيارة  بطلاء الجدران وتجديد لافتات أسماء المؤسسات الشرطية.

وددت لو تركت المؤسسات بشكلها لتتعرف على حقيقة الأوضاع التي آلت إليها الشرطة بالولاية ، ماذا يعني إن أصبح المنظر جميلا لاستقبالكم وما بداخل المؤسسات الشرطية يغني عن السؤال وساكتب ذلك في عدة محاور :

“1”
أقسام الشرطة بالمحليات

أقسام الشرطة بالمحليات تعاني أشد المعاناة ولكن حال العسكرية عبدالمأمور يعمل في ظروف قاسية تحتاج إلى تهيئة البيئة التي تفتقر إلى أدنى مقومات العمل اقل شيء في كثير من الأوقات لا يتوفر حتى الورق الذي يستخدمه التحري في استجواب أصحاب القضايا كما ان الحراسات تحتاج لتهيئة بصورة تليق بكرامة الإنسان،

المعاناة الأكبر  لشرطة المحليات التي شهدت بعضا منها حوادث كسر الحراسات وهروب متهمين كما انها  تحتاج لتزويدها بعربات جديدة وصيانة المتعطل منها وهنا اذكر  واقعة كنا حضورا فيها ونحن قادمون من محلية رهيد البردى عندما كنا نقوم بتغطية مناطق السيول والفيضانات علمنا ان هناك حادثة قتل وقعت بالمحلية وتم القبض على الجناة وتم الترتيب لترحيلهم إلى نيالا خوفا من التهجم على القسم وإطلاق سراحهم وبالفعل تم نقلهم ولكن بعد خروج العربات من المحلية على بعد كيلومترات تعطلت العربة وهناك اكثر من سبعة متهمين فما كان من الحراسات الا الارتكاز لتأمين الموقف لحين ان تكلل مجهودات السائق وبعض الأفراد الذين قاموا بدور الميكانيكي بالنجاح الا انها لم تفلح ولفطنة احد الركاب طلب من قائد المأمورية نقل المتهمين بالعربة الأخرى تفاديا لأي كارثة قد تحدث.

دعك من ذلك المواطنين البسطاء في كل محفل داخل محلية من محليات الولاية الـ21 دائما ما تكون أهم مطالبهم تمكين الشرطة وتوفير الآليات حتى تضطلع بدورها تجاه حماية المدنيين.

وما ذكره المواطنون في الأحداث الأخيرة التي وقعت شرق بليل شيء مخجل في حق الشرطة يطالبون بالحماية ويشيرون إلى أن الشرطة لقلة امكانياتها وافرادها خاصة في القرى النائية لا تستطيع أن تقدم شيئا وربما تقف في مقعد المتفرج بحسب وصفهم او عند وقوع احداث صراعات  تقوم فقط باخذ الأحوال ورفع الجرحى والجثامين دون  الفصل بين المتنازعين كيف لمنطقة كاملة يتواجد بها ثلاثة أفراد دون إمكانيات كيف لهم حماية أنفسهم قبل الآخرين، اذا الامر يحتاج لانشاء أقسام جديدة للشرطة في مناطق الكثافة السكانية والمناطق التي يكثر فيها الاحتكاك بين الراعي والمزارع بجانب تقويم سلوك الأفراد بما يتوافق مع واجبات الشرطةفي حماية المواطن.

“2”

إدارتا النجدة والعمليات

النجدة والعمليات رغم أن هاتين الاداريين يقع على عاتقهما عمل كبير الا أنهما لا تملكان الاليات ودوريات الكافيةوجل العربات متهالكة نشاهد بأم أعيننا في بعض الأوقات الوضع المخجل لوجود عربات دورية أثناء أداء واجبها ينزل افرادها لدفعها حتى تقوم بمواصلة مهامها وفي كثير من المواقف تنعكس مقولة الشرطة في خدمة الشعب ليصبح الشعب في خدمة الشرطة من خلال مساعدتهم في دفع عربات الشرطة مع الأفراد او سحبها من داخل الوديان أثناء الخريف فلماذا لا يتم تزويد هاتين الادارتين باسطول جديد من العربات فالموجود ربما يكون انهك خزينة الدولة بسبب الأعطال المتكررة.

“3”

الوجود الأجنبي 

تعلمون أن جنوب دارفور ولاية حدودية لعدد من دول الجوار، أصبح الوجود الأجنبي داخل نيالا حاضرة الولاية أكثر من  سكانها الأصليين وغير دليل على ذلك النسبة الكبيرة من الباعة المتجولين داخل سوق نيالا والكثير من شهود العيان يؤكدون الإعداد الكبيرة للأجانب الذين يتوافدون إلى الولاية من دول الجوار ومع ذلك تجدهم يحملون الرقم الوطني ونشهد على ذلك في إحدى الحملات التي تنظمها محلية نيالا داخل سوقها الكبير تم ضبط أحد الباعة فما كان منه إلا وأنه قام باستخراج صورة من الرقم الوطني من داخل جيبه السؤال الذي يطرح نفسه هل كل سوداني ذهب إلى دولة اجنبية يستطيع الحصول على جنسية تلك البلد بكل سهولة ويسر كما هو حالنا ،الامر يحتاج إلى ضبط الحدود ووضع قوانين رادعة للذين يعملون على كسب المال بكل الطرق دون أن يهمهم أمر البلاد.

ختاما

نود أن نشير إلى أن هناك إدارات داخل هذه المؤسسة الشرطية تقوم بعمل كبير في ظل إمكانيات ضعيفة وهنا اقصد إدارة مكافحة المخدرات التي كتبت لك رسالة مناشدة من اجل دعم هذه الإدارة التي تقوم بدور كبير في الحد من انتشار المخدرات بشقيها الحشيش والمستورد الذي اصبح يشكل الخطر الأكبر لحياة ومستقبل الشباب إدارة وجدت الإشادة من المواطنين رغم قلة العربات والبيئة المتردية ولاية مثل جنوب دارفور ذات الكثافة السكانية تحتاج لدعم وسند كبير ورعاية منكم للقضاء على ظاهرة انتشار المخدرات.

اما الإدارة الثانية فهي المرور السريع الإدارة الوليدة التي ولدت باسنانها في فترة وجيزة استطاعت ان تفرض نفسها على الطرق القومية داخل الولاية وتقوم بعمل كبير في مجال التوعية وفحص الكحول والمخدرات للحد من الحوادث المرورية التي تقع بتلك الطرق نتيجة لإهمال السائقين إدارة بهذا مواصفات الا تستحق أن يشيد مبناها بدعم منكم.
نتمنى أن تجد هذه الولاية حظها من الاهتمام والدعم الذي يأهلها لحفظ الأمن والاستقرار وتحقيق شعار الشرطة العين الساهرة.

 

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق