أبوعاقلة عياشي:
تقاسم الأهل بمنطقة العقليين الأيام الماضية الحزن فيما بينهم بفقد أحد فلذات أكبادهم بمنطقة الفتيح العقليين غرقا بشيمة النيل الأبيض التي تقع في الحدود الجغرافية للمنطقة.
هذه “الشيمة” أخذت الكثير من الشباب بمختلف الأعمار، ويمكن تصنيفها من أخطر المواقع على النيل الأبيض من حيث العمق الذي لم يحدد بشكل قاطع حتي الآن.. وأيضا التيار الذي تفوق قوته حد التصور.
كما ذكرت سالفا أن أحد الأبناء الذين لا نقول في حقه إلا مايرضي الله ونحن نقبل بقضاء الله وقدره، قد كان ضحية لتلك “الشيمة” التي ابتلعته وضمته عليها حتي كدنا نفقد الأمل في خروجه منها.. ونحتسب ذلك عند رب العالمين.
أدخل مباشرة في تفاصيل الحادث محل الذكر بأن الأبن عبدالرحمن معتصم كعادته وبعد أداء عمله اليومي توجه نحو “البحر” حتي ينظف الأوعية التي يحمل بها اللبن وقد تدحرج منه أحداهن وهم بارجاعها وكانت المصيبة بأن لم يرجع هو نفسه.. على بعد خطوات تعد وقع في “الشيمة” وكانت النتيجة المحتمة الغرق. لم يصدر من اهله سواء الرضاء بالقدر وانتظار إنتشال الجثمان.
تم إبلاغ قوة الدفاع المدني التي هرعت لمكان الحادث وكان الوقت متأخر وليس لديهم إمكانيات تجعلهم يمارسون عملهم ليلا.. وقاموا بما يفرضه عليهم والواجب ولم يتمكنوا من الغوص ليلا.
وتم وعدنا بمواصلة العمل في الصباح، وأوفوا بعهدهم وحضروا لممارسة عملهم لكن كانت تنقصهم المعينات الحديثة التي تمكنهم من التعامل مع مثل هذه المنطقة الخطرة التي تمت قراءة عمقها بأكثر من مئتان متر بحري عبر جهاز متطور.. للأسف لم يكن مع أفراد الشرطة.
علي كل نشكر ذاك التيم الذي حضر ولم يستطع إكمال المهمة ولسان حالهم هذا ما بوسعنا عمله وكانوا يحملون داخلهم الحسرة علي العجز من إخراج ذلك الغريق.. واعتذروا لنا وطلبوا منا انتظار القدر وما ستحدثه الأيام.. وصراحة طال الأنتظار لمايقارب الأسبوع وكانت لحظات أمر من خبر الغرق نفسه، إلى أن لفظه البحر في احد الشواطئ وتم موارته الثري.
نقول الرحمة والمغفرة للمتوفي ونحسبه عند الله شهيدا.
ونقدم رسالة لمن يهمه الأمر بأن يعتنوا بتأهل تلك القوة التي يرمي عليها المواطن حمله في مثل تلك مواقف.. والتأهيل واجب حتي يستطيعوا مواكبة الأحداث بالنظر للدول المجاورة.
ومن هنا نناشد السيد وزير الداخلية ومدير عام الشرطة ومدير شرطة الدفاع المدني بتاهيل تلك القوة التي يري فيها المواطن المنقذ والمفكك لطلاسم وأسرار البحر التي تخفي عن الكثيرين منا.