مقالات

برير إسماعيل يكتب: الجنرالان البرهان وحميدتي من ألد أعداء الثورة السودانية المجيدة وإن تعلَّقا بتمثال الحرية

الشاهد أن موقف قِوى الحرية و التغيير المجلس المركزي الرافض للدعوة المصرية الرسمية لها للحضور للقاهرة لإجراء حوارسوداني-سوداني ليس بالموقف المنحاز تماماً للثورة و إن كان يبدو للكثير من الناس كذلك.

في البدء لم تغب مصر الرسمية عن التأثير سلباً في المشهد السياسي السوداني طيلة سنوات الكيزان كاملة الدسم في الثلاثين سنة الماضية و كما أنها أي مصر الرسمية لم تغب عن برهنة الثورة السودانية من البرهان منذ 11 أبريل 2019م و إلى يومنا هذا.

تاريخياً لعبت مصر الرسمية أدواراً عديدةً سالبةً في السودان و كانت تعمل دوماً ضد تطلعات الحركة الجماهيرية السودانية مستفيدة من حلفاءها في السودان بقيادة وكيل أعمالها محمد عثمان الميرغني راعي الطريقة الختمية الذي جمع ما بين زعامة الطريقة ورئاسة (الحزب الإتحادي الديمقراطي) مع أن هذا الحزب ليس بإتحادي ببرنامج سياسي واضخ و كما أنه ليس بديمقراطي بالتجربة العملية له. فهو حزب يعمل لصالح آل الميرغني في الدرجة الأولى و بمعنى آخر هو حزب يعبِّر بإمتياز عن مصالح آل الميرغني أي أنه Family Business بالرغم من النضالات و التضحيات الكبيرة لقطاعات واسعة من الجماهير المنتمية لهذا الحزب و للحركة الإتحادية بصورة عامة.

عليه فإنَّ موقف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي من تدخل سيسي مصر وديكتاتورها في شؤون السودان لدعم البرهان في المجمل موقف ممتاز و لكن في تقديري لم تكن هناك حاجة سياسية للبيان الذي أصدرته قوى الحرية و التغيير المجلس المركزي لتعبِّر به عن موقفها من الدعوة الرسمية لمصر بل كان الأفضل تجاهل الدعوة و السلام ما لم تلح مصر السيسي على الدعوة لدعم برهانها في السودان.

النتيجة النهائية توضح بأنَّ موقف قوى الحرية و التغيير المجلس المركزي من دعوة مصر الرسمية لها فيه دعم للجنجويدي الصغير حميدتي و لمليشيا الدعم السريع على حساب الجنجويدي الكبير البرهان فضلاً عن المشكلة الكبيرة ستتمثل في المآلات المستقبلية لدعم مليشيا الجنجويد على حساب مليشيا الجيش التي يمكن إصلاحها مهما كان رأي الأغلبية فيها عكس مليشيا الدعم السريع التي تعبِّر عن مصالح آل دقلو وهي مليشيا لا يمكن تحويلها لجيش نظامي محترف بعقيدة قتالية لصالح كل المواطنين/ات مهما عمل الناس بسبب طبيعة تكوينها.

في تقديري أن كل القرائن تؤكد بأنَّ الورشة المصرية من سيناريو و إخراج المخابرات المصرية لدعم السفاح البرهان الجنجويدي الأكبر و من يعارضها هو الجنجويدي الصغير حميدتي لأنه يعلم علم اليقين بمساندة سيسي مصر و ديكتاتورها للبرهان على حساب تمدده هو العسكري و الإقتصادي والسياسي في السودان ليؤسس له دولة خاصة به في داخل الدولة السودانية المترهلة من جميع الجوانب و الآيلة للسقوط.

الخلاصات تقول إنَّ موقف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي من مصر الرسمية بالرغم من تحليل قادتها الصحيح للموقف الرسمي المصري الداعم للسفاح البرهان طيلة الفترة السابقة و للجنة الأمنية بعد 11 أبريل 2019م إلا أن موقفهم هذا فيه دعم سياسي للجنجويدي الصغير حميدتي على حساب الجنجويدي الكبير البرهان تحت غطاء رفض التدخل المصري الرسمي في شئون السودان.

من جهة أخرى فإنَّ قوى الحرية و التغيير المجلس المركزي تعلم تماماً الموقف النفسي لغالبية السودانيين/ات من التدخلات المصرية الرسمية السافرة في الشئون السودانية منذ عشرات السنين خاصة في عهد جمال عبد الناصر وهي الفترة التي شهدت إغراق حلفا في عهد الديكتاتور الجنرال عبود و لذلك أي موقف سوداني رسمي و إن كان من ديكتاتور أو من قوى سياسية ضد مواقف مصر الرسمية تجاه السودان سترحب به الغالبية العظمى من المواطنين/ات.

أما حكاية أن الحوار في مصر سيوفِّر مساحة للفلول بأن يحضروا حكاية غير متماسكة و لا يسندها المنطق و الواقع المعاش لأنَّ البرهان و حميدتي يعتبران من كِبار الفلول و إذا لم يكن هذا الثنائي الخطير البرهان و حميدتي اللذان يديران مؤسستين عسكريتين جنجويدتين منفصلتين و يعملان معاً لعرقلة مسيرة الثورة على مدار الساعة فلولاً فمن هم إذن الفلول في السودان.؟ .

علماً بأنَّ الإتفاق الإطاري نفسه جاء في طياته بمصطلح قوى الإنتقال و هي القوى التي تمثَّل الفلول في الإتفاق الإطاري برعاية برهان اللجنة الأمنية و لذلك لا يوجد مبرر واحد لحديث قوى الحرية و التغيير المجلس المركزي عن إحتمالية هجرة الفلول إلى مصر لحضور جلسات الدعوة الموجهة إليها من مصر الرسمية.

بإختصار في رأيي أن موقف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي من دعوة مصر الرسمية لها ليس بأبيض و أسود و إنما هو موقف مرتبط إرتباطاً عميقاً بصراعات البرهان و حميدتي و بدعم مصر الرسمية للسفاح البرهان و من هنا جاء موقف قوى الحرية و التغيير المجلس المركزي الداعم للجنجويدي الصغير حميدتي بحثاً عن وجود التوازن العسكري في السودان لتمرير الإتفاق الإطاري و السفاح البرهان يعلم ذلك.
مصلحة الثورة السودانية المجيدة تقتضي عدم دعم مليشيا الجنجويد تحت غطاء الموقف من مصر لخطورة مآلات هذا الموقف في المستقبل و عموماً لابد من تذكير الجميع بأنَّ الجنرالين البرهان و حميدتي من ألد أعداء التغيير في السودان بالرغم من وجود الصراعات بينهما حول زعامة المنظومة الإنقلابية و ليس حول الإنحياز لأهداف ثورة ديسمبر المجيدة.

برير إسماعيل:

كارديف -19 يناير 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق