إخلاص نمر:
قال والي الخرطوم المكلف احمد عثمان، (إن الوضع الراهن، للمنازل المهجورة، يشكل مهددا أمنيا، وبؤره للجريمه والمخدرات، واكد حمزة خلال جولة تفتيشية للمواقع المشتبه فيها، بوسط الخرطوم، والمتاخمه لشارعي ألمك نمر والسيد عبدالرحمن، انها تقع في أفضل منطقة في الخرطوم، وعلى اصحابها ،تقنين أوضاعها، وفي حالة اهمالها، سيتم التعامل معها، وفقا للقانون، معلنا تشكيل لجنة لحصر البيوت المهجورة، ومعرفة اصحابها وساكنيها لتقنينها)
**والي الخرطوم لم يجد مايملا به وقته، وهو في مكتبه الفخيم – رغم مايعانيه المواطن بلا استثناء من تهديد لامنه واستقراره في كل شارع ومنزل وحي ومسجد كمان – هبطت عليه فجأة، فكرة البحث عن أصحاب المنازل، في شارع المك نمر والسيد عبد الرحمن، وقرر ان يبدأ صباحه بالتجوال داخل المنازل، ومن ثم (عمل شي وكدا)، وكان ان أصدر قراره (التعامل معها وفق القانون) وفورا اطلق رسالته لاصحاب المنازل، المتمثلة في تشكيل لجنة لحصر البيوت المهجورة كيفما ورد في الخبر، رغم ان هنالك مايستحق تشكيل اكثر من لجنة كبيرة جدا بدءا بابعاد شبح الخوف وعدم الأمان في شوارع العاصمه ، كذلك لجنة أخرى تعمل بجد وتفان وسرعة للبت في أمر تنظيف ولاية الخرطوم، التي تم تصنيف عاصمتها الخرطوم ،( اوسخ عاصمة في الدنيا دي) ، والتي انبعثت رائحة نفاياتها، فازكمت الانوف ،لكن الوالي في (عرفه) يرى ان العمل المستعجل الان هو المنازل المهجورة، التي بعث من داخل حيشانها، اعلام الولاية ،صورا عددا للوالي وهو يتجول فيها..
*** يعاني المواطن في ولاية الخرطوم من أقصاها الى ادناها، تلوثا بصريا مريعا ،بتكدس النفايات في الشوارع الرئيسة والفرعيه والازقة والميادين وأمام بوابات بيوت الله، و لاتخلو هذه الأماكن من( البركاتا)، الذين يعبثون بمحتويات اكياس النفايات، بحثا عن القوارير البلاستيكية، وبعض مايصلح من طعام للأكل، رغم ان جميعه لايصلح، ولو لقمة مستعجلة.
** مايدعو للدهشة والاستغراب، ان الوالي يمر يوميا، بهذه المناظر القاسيه، واخرى من التصاق أكياس البلاستيك باسوار المنازل والمساحات وربما المؤسسات الرسميه،، ولكن (اظن) او مايبدو، ان والي الخرطوم لايشاهد الا مايود قلبه وعينه مشاهدته، وهنا نجد انه شاهد المنازل وهي مهجورة، لكنه لم يشاهد (وسخ الخرطوم)..
**قفز والي الخرطوم سريعا، متجاهلا النفايات وتكدسها وناموسها وذبابها وامراضها الممكنة ،إلى تكوين لجنة لمخالفات البناء وتعدد الطوابق، رغم انه وفي أسفل البنايات توجد (كوشة)، يتشاجر على عظامها الملقاة وسط النفايات، كل الكلاب الضالة، و الفئران التي غزت البيوت، و(جننت المواطن) وزادت من خوفه من مرض الطاعون، في وجود الحكومة الانقلابية ،التي لاتوفر جرعات الدواء والذي زاد سعره اضعافا مضاعفة، رغم تحذير اتحاد الصيادلة بهذا الأمر و(كمان) انعدام الأدوية المنقذة للحياة، وأكثر من سؤال سيدي الوالي، هل مددت رأسك من شباك مكتبك، لترى بأم عينيك اعداد المواطنين، الذين ينتظرون تصاديق البناء، أو تسجيل أراضيهم، اومنازلهم، أو أي معاملة رسميه في هذا الخصوص؟؟ ومصلحة الاراضي دخلت في اضراب مفتوح، وطالبتك شخصيا، بتكوين لجنة، لتقديم الحلول عاجلا. حتى لايفقد المواطن حقه، أين أنت من هذا الإضراب المفتوح؟؟ و(الصف يطول) ينتظر الجميع إنهاء معاملتهم في مصلحة الاراضي، ومنهم من أتى في اجازة قصيرة محددة من خارج الوطن لاستكمال الاجراءات في وطن يعشق هؤلاء ترابه، ويسعى العسكر للتربع في كراسي سلطته بالقوة، بعد ان يوجهوا اسلحتهم القاتله لصدور الثوار..
***رمى الوالي وراء ظهره، نظافة الخرطوم، وحماية البيئة ،في الوقت الذي يسعى العالم بأسره الى المحافظة، على بيئته سليمة معافاة، في وجود تغيرات مناخيه ،ترمي بظلال سالبة، على العالم، الذي بات يئن تحت وطأتها، ويفعل المستحيل للتاقلم والتكيف والتخفيف منها حتى لاتتمدد الخسائر والاضرار اكثر فأكثر..
**البيئة سيدي الوالي في العاصمة الخرطوم، الموصوفه بالاوسخ عالميا، وبعد انتشار فيديو صغير، التقطته كاميرا احد الاصدقاء من جمهورية الصين الشعبيه، التي يزيد عدد سكانها عن المليار واكتر نسمه، والتي تتميز شوارعها وازقتها وبيوتها بالنظافة، لدرجة ان الشوارع (ترقش وكان ختو ليك الاكل في نص الشارع تاكل وانت مستمتع تب)، بعد بث الفيديو انكمش الجميع في بلدي داخل نفسه، وهو يشاهد العاصمة ماعونا لكل النفايات، ومستنقعا قذرا لمياه الامطار في فصل الخريف..
**لذلك يأتي احترام البيئة كواجب وطني،و َتقليل المواد الملوثة مهم جدا من أجل صحة المواطن، ومعالجة النفايات والتخلص منها امر مطلوب، لأن حماية البيئة تهدف إلى الحفاظ على جودتها وتحسينها، وذلك بمنع انبعاث الملوثات، وتقليل وجود المواد التي تلوث البيئة، وتبعث الروائح الكريهة من تكدس النفايات السائله وبقايا الطعام، فاعادة التدوير عمل جدير بتقليل مشكلات النفايات وانتشارها وربما أخرجنا من التصنيف، فيا سيدي الوالي، لاتتسبب بتجاهلك لبيئة الخرطوم في تدهور مريع للمناظر الجميله والطبيعية في العاصمة كذلك النظم البيئية، لذلك أقول ليك (كدي نضفها أولاً).