مقالات

جامعة النصر يا وزير التعليم العالى

حد السيف

محمد الصادق:
سعادة البروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أحييك بتحية الإسلام الخالدة . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبكل التقدير والإحترام إسمح لى بمخاطبة سيادتكم بموضوع فى غاية الأهمية وارجو منك النظر إليه بعين الإعتبار وإتخاذ القرار المناسب .
فى البدء لابد لى أن أشيد بالجهد الذى تبذلونه لأجل التعليم العالى بالبلاد ولا يفوت على سيادتكم الظروف التى يمر بها السودان من حرب مدمرة شردت الناس وأصبح معظمهم بلا عمل وبقى النزوح السمة الملازمة لنا ولكل المواطنين الذين ينزحون للأماكن الآمنة والأكثر إستقرارا .
الموضوع أخى الوزير ما يحدث من إدارة جامعة النصر التقنية التى على المستوى الشخصى أكن لها كل التقدير لأن كل أبنائى وبناتى تخرجوا فيها عدا واحده من كريماتى أكملت السنة النهائية للعام ٢٠٢٣
وأقيمت لهم بروفة التخرج وتبقى لهم فقط الجلوس للإمتحان الختامى . وقبل ان يتم التخرج دارت الحرب وتشردنا ونزحنا مثل كل مواطنى ولاية الخرطوم . وبالأمس القريب وصلت لكريمتى رسالة مصحوبة بإستمارة لتقوم بملئها وتدفع مبلغ مائة الف رسوم لجلوس الإمتحان مع العلم أننا سددنا كل الرسوم الدراسية بما فيها رسوم الإمتحان . وليت الأمر توقف عند ذلك فقط . فإذا بالإدارة إختارت مصر والإمارات والسعودية وولاية نهر النيل كمواقع للجلوس للإمتحان .
للأسف السيد الوزير إدارة الجامعة لم تقدر الظروف التى نعيشها بسبب الحرب ولا حتى معاناة النزوح وعدم العمل ومطالبتنا بالإيجارات والصرف على المرض والمنزل حيث لا مقابل يجعلنا نلبى طلبات الجامعة التى هى أصلا مدفوعة . إن تربيتنا وأخلاقنا لا تسمح لنا أن نقف أمام الناس سائلين منحونا او منعونا ولو لا أن أخت عزيزة وكريمة فاضله تقوم من تلقاء نفسها بمساندتنا فالله وحده يعلم ماذا كان سيحدث لنا .
السيد الوزير هل يعقل ان نترك إبنتنا تسافر من ولاية لأخرى ولا نعلم أين ستقيم ؟ لتجلس للإمتحان . وإذا كانت إدارة الجامعة تنظر الى الطلاب والطالبات المقيمين فى مصر والإمارات والسعودية لديهم المقدرة فى دفع الرسوم فمن ناحية أخرى كان عليها أن تنظر إلى المكتوين بنيران الحرب واللذين يعيشون على الكفاف لا مال لديهم ولا مقدرة لدفع المائة الف وهى مسبقا تم دفعها مع الرسوم الدراسية .
عندما أطرح هذه القضية لا أعنى بها نفسى فقط لأن المئات مثلى يعيشون نفس الآلام والمآسى التى نعيشها ومعظمهم لا يملكون مال وجبة واحدة ويعيشون على العدس و ( السخينة ) إن كان من يطالبون بدفع المائة الف رسوم إمتحان يعرفون وجبة ( السخينة ) هذه .
السيد الوزير نرفع لسيادتك الشكوى هذه ونتساءل هل أنتم على علم بهذا الذى تقوم به بعض الجامعات ؟ أم مغيبون ولا علم لكم بما يحدث !! أخيرا نأمل من سيادتكم إتخاذ قرار عاجل خاصة بعد تحديد إدارة الجامعة لموعد دفع الرسوم . ونخاف ان تضيع سنوات التحصيل العلمى للطلبة والطالبات بسبب هذه القرارات غير المدروسة ويحصدون الحسرة والندم . ودمت السيد الوزير لخدمة البلاد والعباد .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق