إخلاص نمر:
قبل أسبوع أو اكثر جاء في الخبر : (منح الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السياده الفريق اول شرطة حقوقي عنان حامد نجمة الإنجاز بمكتبه بالقصر الجمهوري)، ويتواصل الخبر (يأتي هذا التكريم في اطار اهتمام قيادة الدولة العليا ب الجهود التي قامت بها الشرطة، في سبيل تحقيق العمليه الامنيه، وبسط هيبة الدولة، ووانفاذ حكم القانون، وتقديرا ووفاء لتطور الشرطة في عمليات التدريب والتأهيل والتنسيق الأمني المشترك مع المنظمات الدوليه، ومجلس وزراء الداخلية العرب) وأضاف المكتب الاعلامي لرئيس مجلس السيادة (ان الشرطة ظلت تعمل تحت قيادة مدير عام قوات الشرطة، ووزير الداخلية المكلف باحترافية عالية، وتنكنت من بسط الأمن وتحقيق الاستقرار).
ماهو انجاز الشرطة منذ أن جلس رئيس الحكومة الانقلابية على كرسي السلطة؟ لقد استهدفت الشرطة الثوار في مسيرتهم السلمية، منذ بداية الثورة، على يد منظومة البرهان الأمنية، و بالأمس القريب، اخترقت جسد ماجد، وفقأت عين منذر، الأمر الذي ادى لاستئصال عينه بالكامل، ومنذر لم يرفع في وجه الشرطه، غير يده مشيرا بعلامة النصر، فهل ياترى هي جريمة يعاقب عليها قانون الشرطه، ويدفعه لتصويب قنبلة صوتية في عمق عين منذر؟ وللحسرة انه وبينما يرقص قلب عنان، ويزخر بالنشوى ،لنجمة على صدره، كان الطفل يسن، قد اسلم الروح الى بارئها جراء رصاص الشرطة.
مهما علا شأن الإنجاز الذي عدد مأثره، رئيس الحكومة الانقلابية ،الا ان المجتمع السوداني قابل تلك النجمة، بالسخرية والضحك، والحسرة على وطن يتجول فيه بكل ثقة وقوة، (تسعة طويلة)، يخطف حقيبة فاطمة، بعد ان ينحت بسكينه على خدها نحتا، ويرمي عباس وهو يحمل(كيس الرغيف) أرضا، بعد ان يتناول وبكل خفة هاتفه من باطن كفه، تسرح المجموعة وتمرح في بلد، وصفه البرهان لحظة بروق النجمة بانها (جزاءلبسط هيبة الدولة) وتحقيق العملية الأمنية) والاخيرة يفتقدها الوطن تماما، وعمليا لم يلمس المواطن المسكين، تحقيق الأمن، ولاهيبة الدولة ،بل أصبحت الدولة ومنذ الانقلاب المشؤوم، تعيش الفوضى في اكمل صورها، ويصفها كل مواطن بلا فرز بانها (بلد هاملة وماعندها وجيع) ،فعند إشارات المرور يقفز أحدهم الى اي سيارة تروق له، وهو بكامل بزته العسكرية وسلاحه وبطاقته، وفي معيته (شلة لتسهيل العمل وكدا) ياخذ المقتنيات منه، وبعد إجراءات التبليغ من قبل المنهوب، تسرع الشرطة وكل المنظومة الأمنية للتبرؤ منهم، وتنفي صلتها بالحادث، مايجعل السؤال معلقا ،على شفاه المواطن من هؤلاء؟ ولماذا لم تلاحقهم الشرطة، وتضع القيد على ايديهم لتمحو الوصمة التي علقت بالشرطة؟ أين الحماية؟ أين تحقيق الأمن ؟أين هيبة الدولة ؟بل أين الدولة نفسها؟؟ وما اوردته أعلاه غيض من فيض، ومثال فقط من الاف الأمثلة.
ضاعت هيبة الدولة، يوم ان حملت الحكومة سلاحها وجرت خلف الثوار الشباب، لتحصدهم بالياتها ،وبمبانها ،تسربت هيبة الدولة عندما (استقوت) على المواطن السوداني، وطوقت حريته في التعبير، واجهضت حقوقه، ليصبح للحكومة الانقلابية حق التمكين والاستمرار في السلطة واستدعاء الفلول لإدارة الدولة.
هيبة الدولة يصنعها القانون،الذي نفتقد عدالته الان ،ومايحدث في محاكمة توباك ورفاقه لأكبر دليل على ذلك، إضافة لما وجده هولاء الشباب في المعتقلات من تعذيب جسدي ونفسي، تداولت سرده وسائل التواصل الاجتماعي والناشطين، الذين ارتفعت أصواتهم، بضرورة صون كرامة وحقوق الإنسان في اي مجتمع، ومعتقل ولو كان امام الخصم، ومايدعو للأسف والحسرة معا انتهاك الحرمات، في وجود ما أسماها رئيس الحكومة الانقلابية ، – عند تقليد وزير الداخلية المكلف نجمة الإنجاز-(هيبة الدولة).
هيبة الدولة اسقطها الفساد والتهريب عبر منافذ الدولة المعروفة، واسقطها دخول حاويات المخدرات، بكافة مسمياته عبر ذات المنافذ، وتم تقييد الجرم ضد مجهول، لم تقدم الدولة، صاحب فكرة وترحيل ودخول تلك السموم والشركاء، الي ساحات القضاء، رغم مطالبة الشعب الأبي بكشف هذا الجرم ومن ارتكبه في حق الوطن، وإظهار الحقائق بلا مواربة، لكنها ظلت صامتة.
راحت مع غمار الريح الهيبة والأمان والامن، عندما أصبحت المنازل في العاصمة والولايات ،يتسلق اسوارها اللصوص، و يهاجمون النساء في غرفهن، تحت تهديد السلاح، لا أثر لهيبة الدولة، و ولايات السودان يشتعل في جنباتها الصراع والكراهية والقتل واغتصاب النساء وخطف الأطفال.
سيكتب التاريخ ان عنانا منح هذه النجمه في وجود شرطة تقمع حق المواطن في التعبير، و توجه لصدره الرصاص في قلب المليونيات السلمية .