مقالات

هل الحل في أقلمة الوضع السياسي؟(1….2)

بقلم /الطاهر اسحق الدومة:

aldooma2012@gmail .com

بات في حكم المؤكد صعوبة اجماع القوى السياسية الرئيسية في البلاد على مشروع وطني محدد لانقاذ البلاد بالرغم من توافق اغلب القوى السياسية في جسم سياسي (قوى الحرية والتغيير) فكلما اجتاز هذا الجسم معضلة ظهرت علي الخط معضله جديده كل ذلك نابع من عسكرة الوضع السياسي بالسودان منذ انقلاب عبود والي آخر انقلاب ٢٥أكتوبر اطاحت بالحكومه المدنيه …
واضح جدا هناك حاله ثوريه مضاده بإستمرار ترفض التغيير السياسي الذي يؤدي لحكم ديموقراطي حقيقي نعم حاله ثوريه مضاده تنبع من موروثات اجتماعيه وثقافيه باتت تتحكم في البوصله السياسيه لتقف عائقا صلبا امام اي تغيير حقيقي ينشده غالب السودانيين…
فبالرغم من ازدياد الوعي الجمعي الذي تجلي في ثورة ديسمبر المجيده حيث كان الوجدان الوطني في عنان السماء ولكن بكل اسف الحاله الثوريه المضاده كانت بالمرصاد حيث تمتلك الدوافع التي تجعلها تنقض علي اي تغيير اخطرها كما ذكرت سابقا الموروثات الاجتماعيه والثقافيه والمصحوبه بالتاريخ السياسي خاصة في فترة المهديه….هذه الموروثات تم توظيفها من قبل عناصر الثورة المضاده بصورة خطيره في الحرب القائمه حاليا…وترسخت اكثر من ذلك من خلال قوي ثوريه لها باع لاينكره اي مراقب سياسي في ثورة ديسمبر المجيده بالطبع مضافا له التنظيمات السياسيه المضاده للثوره وهي في الاصل ترجمان للموروث المجتمعي الذي يرفض التغيير المفتوح ويعمل علي تقويضه بالتنسيق المستمر مع المؤسسه العسكريه التي يسيطرون عليها المدهش هنا يسارا ويمينا صارا في قالب واحد…

اذن يصعب التنبؤ بالوصول لتوافق سلس بين السودانيين كي ينبثق منه حكم ديموقراطي بالرغم من الوجود المقدر في طهارة النقاء الثوري المفضي لتغيير حقيقي عند غالب القوي السياسيه بل عند غالب السودانيين لكنهم مع اغلبيتهم يواجهون اقليه تمتلك المال والتعصب القبلي انموذج (الزعيم ترك ورعاياهو من الهدندوه).

المخاض الغامض الذي يكتنف الراهن السياسي خاصة بعد الحرب الاخيره جعلت السودانيين اما متفرجين او فاعلين او لاجئين ونازحين حيث انحسر التفاعل والنشاط السياسي والثقافي والاكاديمي وبات كل السودانيين خاصة داخل السودان فاقدي الأمل والطموح ويعيشون أوضاعا غايتها الأكل والشرب.
مع المجهودات المبذولة خارج السودان لايقاف الحرب تنعدم تماما المبادرات الوطنية داخل السودان آخرها مجرد تواصل تلفوني بين الدقير وطرفي النزاع لم يفضي الي اي نتيجه ملموسه ليتأكد تماما انعدام المجهود الوطني وعلو كعب المجهود الخارجي خاصة مبادرة السعوديه وامريكا بجدة كمنصة أمل وحيدة لإيجاد حل للحرب المشتعلة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق