مقالات

أردول من القاهرة: قوة من الدعم السريع كانت تبحث عني في شوشايا

وداعا جوبا ومرحبا قاهرة المعز

مبارك أردول:

قضيت فترة اربعة ايام في جنوب السودان عابرا لم اجد فيها سوى كل الاحترام والتقدير والخدمة من الرفاق ممن قابلتهم اعرفهم ام لم اعرفهم، اتقدم بجزيل شكري وتقديري لرئيس الجمهورية الرفيق سلفاكير لإرسائه مبدأ الاخوة بين شعبي البلدين الشقيقين وعظيم امتناني للاخ الكبير الفريق توت قلواك وفريق عمله جميعا والاخ حاكم ابيي ونائب حاكم غرب بحر الغزال واعضاء الحكومة والرفيق مدير المخابرات العامة وفريق عمله واعضاء البرلمان القومي والوزراء فردا فردا من ظلوا يزورونني والتقوا بي وتواصلوا معي عبر الهاتف ، لا أستطيع التعبير حقيقة عن هذه المشاعر بالحروف والاسفار مهما كتبت فهذا ناقصا في حقهم، وشكري لابناء بلدي البعثة السودانية الدبلوماسية في جوبا جميعا وكذلك رفاقي ابناء اهلي اعضاء الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو واعضاء الحركة الشعبية بقيادة تلفون كوكو المتواجدون في جوبا والرفاق القادة السابقين في الحركة والجيش الشعبي (لا اعرف لهم انتماء الان).
دخلت الجنوب كعابر وليس مستقرا بقيت فيها لايام بسبب الاحداث التي تدور في بلادنا والتي اضرت بها ايما ضرر ، لم اكن اخطط للخروج عبر جوبا الا بعد ان تلقيت رسميا معلومات تفيد بأن قوة من الدعم السريع ممن حاولت الدخول إلى الأبيض وفشلت تعسكر في منطقة شوشايا تبحث في العابرين عني وتتفحص وجوه الناس في الطريق ولما أعرفه انه اذا حدث لي شيء في حدود جنوب كردفان سيكون له أثر نزاع اجتماعي خطير على المنطقة قررت الابتعاد بهدوء حفظا للنسيج الاجتماعي رغم الحرب وحتى لا تاخذ طابع عرقي سيصعب او سيطول معالجته، لا اخطط في البقاء خارج البلاد بعد هذا العمر وبعد اكثر من عشرة سنوات من عمري قضيته في الخارج، كنت متنقلا بين جوبا وكمبالا واديس ودار السلام وعدد من العواصم الاوروبية لم احس في كمبالا باني اجنبي ففيها قضينا اجمل السنوات وحتى ابنائي الاولاد احداهما جنوبي الميلاد والثاني يوغندي والثالث سوداني فلا خياري لي سوى حب هذه البلدان ولايمكن محو ذكراها من تاريخي .
ما حدث لي في جوبا حادث معزول لايمثل الا من قام به واحتفى به خصومي الساسة في السودان ممن ظلوا على الداوم يحبون السوء وتملئ قلوبهم الحقد ، ولانهم لا يستطيعون الوصول الى قفد خربوا العلاقات بطبعهم الحقود بيننا وبين الاخوة في الدعم السريع الذين كان بيننا احترام وتقدير كبير اكلنا معا الملح والملاح في بيوتهم وفي بيوتنا ، باتفاقهم الاطاري وكما قال قائد الدعم السريع المشكلة كلها في الاتفاق الإطاري فقبل الاتفاق الإطاري لم تكن لديه مشكلة !، هؤلاء نعرفهم ونعرف تاريخهم الذي تطبع على التخريب والدمار لا ندري من اي حياة انهلوا هذه الصفات .
لم اكن اتوقع ان اكون اول شخص مدني يتم الهجوم على منزله وكلهم يعرفون اني مواطن اعزل تركت السلاح خلف ظهري ولن اعود له ، ولم اكن اقدر حجم الكراهية ان تصل الى هذا الحد ، سنعيش في سلام رغم كيدهم وستعود الخرطوم جميلة وفريدة رغم انفهم فهذه سنة الكون التي تتبدل .
سيظل موقفي هذا موقف واحد ولو قاد التمرد على الدولة احد اشقائي الإثنين الباقيين على قيد الحياة ولن يتغير حتى ولو كان التمرد على على من يقودون التمرد حاليا .
ما حدث كان استفتاء اظهر معدن اخواننا في جنوب السودان بشكل منقطع النظير انهم ليسوا كما تصور العضو البرلماني المتهور دينق قوج ، فقد رفضوا على الاطلاق هذا السلوك من كل القطاعات والشخصيات التي اعرفها ولا اعرفها وقالوا له جوبا لن تكون الا كما عبر عنها الراحل محمود عبدالعزيز مدينة جوبا اجمل مدينة ، طيارة قومي جنوب ودينا ، اشتقنا لمونيكي ولماما ريجنا….الخ .
تركت جنوب السودان وتركت رفات شقيقي الشهيد باشمهندس سعيد عبدالرحمن يرقد فيها وساعود لها حتما في اي وقت ، وما نمر به من ظرف استثنائي سينتهي وساقول لدينج قوج مرحبا بك في الخرطوم فانت شخص مرحبا بك ليس فيها فحسب بل في منزلي وسوف تكون اسرتي وسيارتي تحت خدمتك مهما كانت الظروف سياحة او زيارة او علاج او اي سبب ، فانت من الرنك والرنك بالنسبة لي هي بلد شقيقي دكتور قود دينق دينق وزوجته ناندينغ وابنه اييك قود دينق دينغ وهي بلد عمنا الراحل اييك دينق زرته في الزهراء وجلهاك عام ٢٠٠٢م فاهداني اربعة قنطار من الصمغ غيرت حياتي في ذلك الفصل الدراسي، لن انسى الايام التي قضيتها في بلدك ولا تعرف انت المعارف المشتركة والشخصيات التي بيننا لذلك كل صمتي كان تقديرا لهم وحرصا على عدم ايذائهم، فاعلمهم يكرمون الضيف ويجيرون المستجار بقيم تعلمناه من امهاتنا في البيوت لا نتخلى عنها في فضاء الحياة السياسية وخلافاتها والسياسة جزء من الحياة لا تنفصل عنها.
الشكر لاعضاء حكومة السودان وخاصة قادة الاجهزة الامنية ولرفاقي في التحالف الديموقراطي والرفيق شول انقوي واسرته في جوبا وكذلك يمتد شكري للقائد مناوي ورفاقه في تحرير السودان الذي اتصل رغم سفره الى دارفور اتمنى ان يصل بسلام، فقد اكبرت هذا الاتصال وهو متحركا بلا شك انه اوقف الكونڤوي لبعض الاتصالات التي كنت في قائمتها ولكل قادة القوى السياسية خاصة في الكتلة الديموقراطية.

اشكر الاخوة في مصر فردا فردا لتسهيلهم لاجراءات المغادرة رغم التعقيدات ولكي انضم لاسرتي التي وصلت ثالث ايام العيد ولكل من سال واتصل وعبر عن قلقه وحرصه اقول لهم انا بخير والنصر للقوات المسلحة والجيش جيش السودان .

مبارك اردول
قاهرة المعز
8 مايو 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق