مقالات
الجيش وقوات الاحتياط.. الخبرة والأخلاق والاستقلالية
بقلم/ بكري المدني:
الاستجابة الكبيرة من جنود وضباط المعاش للاستدعاء الأخير كشف عن صواب الفكرة وينتظر نجاح التجربة بناء على خبرتهم الممتدة في العمل النظامي القائم على القانون والانضباط
إن الأمن مسؤولية الجميع والقوات النظامية وحدها لن تستطيع بسط الأمن في كل مكان و أي زمان ومن شأن قوات الاحتياط التى تم استدعاؤها -سد الفرقة -بحماية البيوت والأسر والأحياء
ان توفير سلاح ناري في كل شارع او حي او مربوع بيد نظامي عتيق توفرت له خبرة كبيرة وتجربة ثرة في العمل النظامي والقانوني من شأنه ان يفرض الأمن ويبسط هيبة الدولة على الأرض
ان تطبيق فكرة الاستدعاء ونجاح التجربة من شأنه كذلك ان يعطى الجيش الفرصة في أداء مهمته الكبيرة في حماية البلد أمام الجهات التى تستحق حربا وسحقا ومن شأنه أيضا ان يعمل على تفريغ الشرطة لحماية المنشاءات العامة والأسواق كما يمكن لقوات الاحتياط ان دعت الحاجة أكثر ان تتقدم خطوات لإسناد الجيش والشرطة كل في مبدانه متى دعت الحاجة
لقد كشفت الحالة الراهنة حاجتنا لمنظومة أمنية متكاملة قوامها القوات النظامية قيد الخدمة وقوات الاحتياط التى قامت على عمل تظامي سابق ومتوافر لدى الاثنين معا عقيدة قتالية قائمة على الالتزام بأخلاقيات الحرب وقواعد الاشتباك والكثير من الأخلاق والصفات التى افتقدناها لدى مجاميع الدعم السريع المعتمدة على تجنيد الأطفال والتى أخرجت مع أول طلقة لها كل مافي صدرها من غل وحقد ترجمته في إطلاق سراح آلاف المجرمين من السجون وتسهيل ارتكابهم جرائم إضافية والمشاركة فيها بل وسبقهم إليها فكان نهب البيوت والمحال التجارية والأسواق وحرق وتدمير كل مبنى ومصنع ومصرف بعد سرقته هذا غير استعباد الناس واذيتهم واغتصاب النساء منهم وقتل بعضهم بدم بارد من بعد ذلك
ان الفرق كبير بين الجرائم الموثقة لمجاميع الدعم السريع والاتهامات الملفقة للجيش ومن الأخيرة هذه فرية التسيس والجيش هو الذي انحاز للشعب في ثورة ديسمبر 2019ضد حكم الإسلاميين تماما مثلما انحاز لذات الشعب في انتفاضة أبريل 1985م وثورة أكتوبر 1964م
كيف يكون الجيش القائم كمؤسسةجيش للإسلاميين وهو من أزاح قيادة نظام الانقاذ العسكريين بقيادة المشير البشير بسبب الانتماء الحزبي ووضعهم في السجون استجابة لطلب الثورة وإزاح اللاحقين كذلك بقيادة الفريق أول عوض بن عوف بذات التهمة ولا زالت السلطة الإنتقالية الجالية والتى يمثل الجيش أحد اضلاعها هي من تحاكم الإسلاميين عسكريين ومدنيين ؟!