Uncategorizedمقالات
مزمل المقبول ينعي الشهيد النقيب محمد أبوالقاسم
هاهي نفس الشهيد محمد أبوالقاسم المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية عسى أن تدخل في عباده وتدخل جنته بإذن الله.
لقد ورد في كتاب الله الكريم آيات بينات تصف إلينا أهل الجنة. ماذا يلبسون وماذا يأكلون وكيف تكون وجوههم ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) ووجوه يوم إذن مسفرة ضاحكة مستبشرة فكل هذه الأوصاف جعلتني علي يقين بأن الشهيد محمد ابو القاسم من هؤلاء القوم الذين يدخلون الجنة بإذن الله فهو يشبه أهل الجنة لانه سعي طوال حياته الي طريق الجنة. كيف لا وهو من عباد الله الذين نشهد بأنهم كانوا يرتادون المساجد ومن العابدين المخلصين للدين الحافظين لحدود الله فكان رحمة الله عليه هينا لينا في المواقع التي تستحق اللطف والترفق وقويا يصارع الطغاة ويصدح بكلمة الحق. فصعد المنابر خطيبا مفوها في الناس ويجالس المقرئين المرتلين لكتاب الله ولم يبلغ الرشد بعد فقد جمع خصال وصفات كثيرة. مواصلا للارحام كريما معطاءا لم تعلم شماله ما قدمت يمينه ولم يقل ( لا) الا في تشهده
اما من الناحية المهنية فالإنسان ابن بيئته فالشهيد النقيب محمد ابو القاسم ولد وترعرع ونشا في ( اشلاق) المدرعات بالشجرة الخرطوم حيث يعمل والده جنديا بسلاح المدرعات فشهد منذ صغره الانضباط العسكري والمارشات العسكرية بموسيقاها واناشيدها الحماسية في ( جرية الصباح) المحببة للاطفال فتراهم راكضون خلف الجنود يرددون معهم مايقولون من هذا الجو بدأت تراود هذا الصبي آنذاك احلام وأماني بأن يكون جنديا للوطن وقد كان ماتمناه فدرس الكيمياء بجامعة السودان وتخرج والتحق بالقوات المسلحة فتخرج ملازما فنيين فكان مستقبله واعدا في القوات المسلحة لكن إرادة الله هي التي تتحكم في مصير عبده فكتبت له الشهادة التي نالها قبل أيام فهي شهادة لا تتضاهيها اكبر شهادات الدنيا الأكاديمية والوظيفية
عندما بلغني نبأ استشهاده اجتهد بتوفيق من الله أن اصمد في وجه من نعاه إليا وتمالكت نفسي حتي وصلت دار أنسابه واصهاره فجاءت إليا والدة زوجته رفعت اكفي واكفها للترحم عليه بقراءة فاتحة الكتاب فتحشرج صوتها في الدعاء له وانا أيضا فوالدة زوجته سبقت والدة محمد في فقد الابن وفلزة الكبد فقد مات من قبله ابنها وفلزة كبدها النقيب شرطة نجم الدين وهو في ريعان شبابه فصبرت واحتسبت وهاهي اليوم تفقد ابنا اخر لم ترضعه من ثديها لكن كان ابنها وكان محمد يبادلها نفس الاحساس بأنها أمه التي لم تلده وبذلك تكون الوالدة خديجة فقدت فلزتي كبدها وفصدت كبدها مرتين بفراق الاول قبل عقد من الزمان والثاني قبل يومين. وروي أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كانت هند في زيارة إليه بعد إسلامها فجلست مع صحابة رسول الله تستفر بعض أمور دينها ولما همت بالخروج سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ايا هند) هل مضغتي من كبد همزة؟ فقالت بلي يا رسول الله فقال لها عليه افضل الصلاه واتم التسليم اصفيها لي ياهند فقالت بها فصدتين يا رسول الله فقال أمام أصحابه أنها صدقت فيما رات وقالت إن كبد همزة بها فصدتين فشرح لأصحابه بأن همزة فقد ابنيه واحد عقب الثاني ففصدت كبده في المرة الأولي بموته في واحدة من المعارك الإسلامية واعقبه الثاني أيضا شهيدا وبذلك يكون همزة فقد اثنين من أبنائه ففصدت كبده مرتين من ألم ومصيبة الفراق
والوالدة خديجة كان لها ماجري لسيدنا همزة ففصدت كبدها مرتين ٠فقالها الشاعر سبدرات في قصيدته. الشهيرة( رجعنالك) فصدت كبد الفرحة فينا وايضا عمنا خضر موسي عليه رحمة الله عندما بلغه نبأ مصيبة ابنه في عمله بالشرطة هاجت قرحته في معدته فا الإنسان ذو الإحساس بالألم والمشاعر تعتريه هذه الأشياء وتمس أعضائه فيا سبحان الله له في خلقه شؤون. أما ( خنساء) هذا الزمان فهي زوجتي نوال التي جاءت اليا لاتقوي علي الوقوف بوجهه مليئا بالحزن وماقي لم يبق فيها من الدموع شيئا وعيونا محمرة كأنها مكحلة بلون احمر فلم. تحتمل فرجعت من حيث اتت الي النساء المعزيات النائحات هكذا كان محمد ابو القاسم مهرولا الي لقاء ربه ( ومن كان يرجو لقاء ربه فليعمل صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا وكان مهرولا. يبتغي الدار الآخرة لان الآخرة خير وابقي أن هذا لفي الصحف الاولي صحف ابراهيم وموسي
فيا محمد ابو القاسم هذا هو رثايي ونعي إليك اتمني أن يكون اضافة الي بحرك في الدين والعلم فنم قرير العين فالوداع الوداع يا محمد ابو القاسم فقد ادهش غاسليك وجهك المضيئ وثغرك الباسم يا ربيب المكارم
ويبقي مكانك فارغا ويبقي فراغك اجمل الحاضرين. فيا قارئ العزيز اهدي محمد ابو القاسم في مرقده فاتحة كتاب الله الكريم وسورة الاخلاص بقدر ما استطعت.
صديقك المكلوم مزمل المقبول.