مقالات
قصة الشيخ عبد التواب ورفاقة.. “الإنسانية” حاضرة رغم الحرب..
الطريفي أبونبأ:
لم أجد غير هذا السؤال لابدأ به مقال اليوم… هل نملك ضمير…! هل مازلنا نتحلي بانسانيتنا…؟ ام ان الحرب لم تبقى لنا شيئاً بعد المعاناة التي عاناة الكثيرون في هذا الوطن الذي ستظل بواكية في نواح دائم مابقى لنا وجود…. وقصة التناقض وضياع الإنسانية امتدت لتشغلنا بألم وجراح لا شفاءه منه…رغم وجود عشم ظهر في عبد الله البدوي وإبراهيم الأسيوطي شباب اجتمعا على إنسانية ( عجيبة) ومثال حفظ سودانيتنا وحكي عن معدن أصيل لم تؤثر فية المعاناة ولا الحرب والتشريد… تعارفا هذان الشابان في مسجد ( السلام) بوادي حلفا والذي يسكنة العالقون الراغبون في السفر لمصر وبنبرة واحدة كان سؤالهم من يصطحب هذا الشيخ الكبير…؟ والشيخ عبد التواب والذي تعدي الثمانين في العمر كان وحيدا في تلك اللحظات لايسمع سؤالهم رغم نبرة صوته القوية التي داومت على الدعاء والشكر لكل من يأتي أمامه أو يساعدة في عمل ما والشيخ عبد التواب بركة المسجد تقطعت به السبل وخرج ( متشردا) بسبب الحرب في رحلة طويلة من الكلاكلة إلى مدني مرورا بعطبرة حتى وصل في يونيو إلى وادي حلفا طلبا للتأشيرة التي توصلة باهلة في مصر… والذين هرب بعضهم من أمامه في الشجرة ليتركوه وحيداً….
لم يجد الشيخ عبد التواب الذي يعاني من أمراض القلب غير هؤلاء الشباب الذين اجتمعوا علية في رعايته والقيام بكل شؤونه حتى حفظنا أسماؤهم خاصة ( عبد الله) الذي كان كثير التنادي به والدعاء له حتى ( بقرنا) من كثرة هذا الدعاء وعبد الله لم يفارقة بصورة ظن كل ماحوله بأنه ابنه بل اشفق الجميع لثباته وبره بالشيخ عبد التواب وهو الذي تفرغ بشكل كامل لخدمة الشيخ عبد التواب الذي سبق وأن عمل استاذا بجامعة امدرمان الإسلامية ورغم بأنه يحمل وثائق مصرية إلا أنه يعتز ويفخر بجوازة السوداني والذي كان سبباً في معاناتة لأكثر من ( 70) يوماً في محاولة للحصول على التأشيرة والتي نجح في الحصول علية بفضل اجتهاد الشاب إبراهيم الأسيوطي هذا الشاب الذي ساهم بقدر كبير في تحمل تكاليف السفر بل هو من تطوع في ( لم الشمل) وهو يتواصل مع زوية في مصر… الآن الشيخ عبد التواب في طريقة لمصر ومازال دعاءة تزكار في المسجد حافظاً لكل من هم بداخلة مطمئناً على الضمير والإنسانية السودانية التي تجسدت في ( عبد الله) و ( إبراهيم الأسيوطي)…