Uncategorizedمنوعات وفنون

عوﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ 1901- 1980ﻡ

من أعلام ولاية نهر النيل

ﺗﻮﺛﻴﻖ/ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺳﻌﻴﺪ ﺧﺎﻟﺪ:

وﻻﻳﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ أﻧﺠﺒﺖ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻭاﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺷـﺘﻰ ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻣﺸﺎﻋﻞ ﻋَِﻠﻢ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ. ﺗﻀﺊ ﺳﻮﺡ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ !!.. ﻭﻛﺄﻧﻲ ﺑﻬﻢ ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ : (( ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻧﻔﺮ ﻋﻤّﺮَﻭﺍ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻗﻄﻨﻮﺍ .. ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻭﺍ ﻭﻫﻮ ﻳﻌﺘﺰ ﺣﻴﻦ ﻳﻘﺘﺮﻥ)).

ﻭﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺃﻗﺘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﺑﻬﻢ ﻭﺃﻋﺘﺰ .. ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺃﻓﺬﺍﺫ ﺭﺟﺎﻻً  ﻭﻧﺴﺎﺀ ًﻛﻞٌٌ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﻗﻤﺮٌُ ﻣُﻨﻴﺮ ﻭﻋِﻠﻢٌ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻛﺎﻟﻨﻴﻞ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺎﻧﻪ ﺃﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻮﻥ ﻧﺎﻟﻮﺍ ﺃﺭﻓﻊ ﺍﻷﻭﺳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﺤﻠﻴﺎً ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺎً ﻭﻋﺎﻟﻤﻴﺎً ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻋﺼﺎﻣﻴﻮﻥ ﻋﻈﻤﺎﺀ !!. ﻓﺒﻤﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺃﺅﻟﺌﻚ ﻳﻌﺘﺰ ﻭﻃﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺗﻔﺘﺨﺮ ﺑﻬﻢ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﺨﻴﻞ .. ﻧﻘﻒ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ :
ﻓﻲ ‏منبر (( الساقية برس الإعلامي )) ﻟﻨﺴﻠﻂ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ .

ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻭﺍﻟﻨﺸﺄﺓ -:
ﻫﻮ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺠﻌﻠﻲ ‏( ﺍﻟﺸﻌﺪﻳﻨﺎﺑﻲ ‏) .. ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1901 ﻡ ﺑﺴﺎﻗﻴﺔ ‏( ﺍﻟﺴّﻌِﻴﺪﺍﺏ ‏) ﻋﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ – ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﻣﺮ – ﻭﻻﻳﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ  ﺣﻴﺚ ﻧﺸﺄ ﻭﺗﺮﻋﺮﻉ ﻓﻲ ﻛﻨﻒ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺩ ﻋﻠي ﺍﻟﺸﻌﺪﻳﻨﺎﺑﻲ،
ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﻠﻴّـﺔ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻋﻤﺪﺓ ﻋﻤﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﻭﺃﺣﺪ ﺭﻣﻮﺯﻫﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﻳﻦ.

ﻭﻳﻌﺪ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺮﻳﻦ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ فيها .. ﻭﻟﻪ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﺸﻬﻮﺩﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﻣﺮ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ الإطار ﻟﻪ ﻗَﺼﺺ ﺗُﺤﻜﻰ ﻟﻌﻈﻤﺘﻬﺎ ﻭﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻃِﻮﺍﻝ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻷﺷﻌﺎﺭٍ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻣﺮﺍﺛﻲ ﻗﻴﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ -:
ﻭﺁﺣﻴﺮﺗﻨﺎ ﻓﻴﻚ ﻳﺎﺧـﺎﻟﺪ ﺍﻷﺟﻮﺍﺩ *** ﻳﺎ ﺭﺣﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺒــﻮﻻﺩ
ﺻّﺮ ﻋﻴﻨﻮ ﻭﺭﻗﺪ ﻣﺎ ﺷﻠﻬﺖ ﺍﻟﻌﻮﺍﺩ *** ﻭﺃﺗﺒﺎﻛﻮ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻓﺎﻗﺪﻳﻦ ﻛﺮﻳﻢ ﺍﻟﺰﺍﺩ.

ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ‏( ﺗﻮﺷﻜﻲ ‏) ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﻒ ‏( ﺑﺎﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﺠﻮﻣﻴﺔ ‏) ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻘﺎﺋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻣﻲ، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺎﻟﺪ ‏( ﺍﻟﺸﻌﺪﻳﻨﺎﺑﻲ ‏) ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺈﺳﻢ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺳﺮﻯ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺰﻭﺓ ﻭﻟﻪ ﻣﺴﺎﺟﻼﺕ ﻭﻣﻼﺳﻨﺎﺕ ﻣﻮﺛﻘﺔ ﻣﻊ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ، ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻭ ﺫﺍﻙ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺇﺑﻌﺎﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻮﺩﻳﺔ ﻭﻧﻔﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺮ ﺃﺑﻴﺾ ‏(ﺍﻟﻜﻮة ‏) ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺳﺘﺰﺍﺩﺓ ﻓﻠﻴﺮﺍﺟﻊ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﺑﺪﺭﻱ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻡ ‏( ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ‏) ﺍﻟﺠﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺹ‏( 107 ‏) ﻭﺹ ‏( 187 ‏) ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﺑﺎﺑﻜﺮ ﺑﺪﺭﻱ ﺻﺪﻳﻘﺎً ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻟﻠﻌﻤﺪﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻘﺐ ﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺰﻭﺓ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣٌﺴﻦ ﺍﻟﺨٌﻠﻖ ﻭﻛﺮﻳﻢ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ ﻣﻤـﺎ ﺣﺪﺍ ﺑﺎﻟﺸﻴﺦ / ﺑﺎﺑﻜﺮ ﺑﺪﺭﻱ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ‏( ﺍﻟﺴّﻌﻴﺪﺍﺏ ‏).

ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ إطار ﺳﻌﻴﻪ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻟﺪﻋﻤﻪ ﻭﻣﺆﺍﺯﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻋﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ‏(ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ‏) ﻭﻧﺤﺮﺕ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻹﺑﻞ ﻭﺃﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻪ ﺍﻟﻤﺂﺩﺏ ﺑﺤﻀﻮﺭ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ،ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻗﺒﻞ ﻗﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ.

ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ :
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺸﺒﻌﺔ ﺑﻘﻴﻢ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻧﺸﺄ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﺠﺒﺎﺀ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺮﻳﻤﺎً ﻣﻀﻴﺎﻓﺎً ﺟﻮﺍﺩﺍً ﻭﺷﺠﺎﻋﺎً ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮﻩ .. ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎ ﻭﺑﻮﺍﻛﻴﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻤﻞ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﻣﻊ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ .. ﻋﻤﻞ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭإﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ‏( ﻋﻠﻰ ﻭﺳﻌﻴﺪ ‏) ﻭﺑﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺁﻝ ﻋﻮﺽ ﻭﺁﻝ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ .. ﻭﻷﺟﺪﺍﺩﻩ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺍﺏ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ 18 ‏( ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﻓﺪﺍﻧﺎً ‏) ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻠﻚ
ﺍﻟﺤﺮ ‏( ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺳﻜﻨﻴﺔ ‏) ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﺔ ﻭ ‏( ﺍﻟﻜﺮﻭ ‏) ﻭ ‏( ﺍﻟﺴﻴﺢ ‏) ﺍﻟﻤﻄﺮﻱ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻫﺎﺟﺮ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺇﺑﺎﻥ ﺇﻓﺘﺘﺎﺡ ﺧﺰﺍﻥ ﺳﻨﺎﺭ .. ﻭﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺑﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻵﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻖ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺣﻮﺍﻟﻲ 1925 ﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻃﻤﻮﺣﺎً ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﻋﺼﺎﻣﻴﺎً ﻣﺜﺎﺑﺮﺍً .. ﻣﻤﺎ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﻟﻤﻬﻨﺔ ﺳﺎﺋﻖ ﻛﺮﺍﻛﺔ .

 

ﻃﺎﺑﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ :
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺎﺑﺖ ﻣﺤﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻋﻼﻣﺔ ﺑﺎﺭﺯﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ .. ﺫﻟﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﻴﺚ ﻃﺎﺏ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻭﺍﻹﺳﺘﻘﺮﺍﺭ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺗﺸﻬﺪ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻀﺨﻢ ‏( ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ‏) ﻭﺃﺳﺲ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻌﻤﻞ ﺗﺠﺎﺭﻱ ﻭﺷﺮﺍﻛﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ‏( ﺩﻛﻴﻦ ‏) ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ‏( ﻭﺍﺩﻱ ﺷﻌﻴﺮ ‏) ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺎﺑﺖ .. ﻭﺃﻣﺘﺪﺕ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﻴﻨﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﻭﺻﻼً ﻭﻣﻮﺩﺓ ﻭﺇﺧﺎﺀً ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﺮﺗﻴﻦ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺘﻴﻦ ﺁﻝ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺁﻝ ﺩﻛﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ .
ﻭﻣﻦ ﺁﻝ ﺩﻛﻴﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﻭﺃﻋﻴﺎﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ .. ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻷﻛﺎﺭﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ / ﻭﺑﺎﺑﻜﺮ ﺩﻛﻴﻦ / ﻭﻋﺒﺎﺱ / ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﺃ ﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﺷﺎﻭﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺤﺼﺎﺣﻴﺼﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ، عن (حزب الأمة ) ﻭﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ‏) ﻭﺃﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﺒﺎﺱ / ﻭﻳﺲ ﺣﺎﺝ ﺑﺎﺑﻜﺮ .. ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻸﻣﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ .

ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ :
ﻛﺎﻥ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻀﻮﺭﺍً ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺑﺮﻏﻢ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﻭﻭﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻃﺎﺑﺖ ﻭﺍﻟﺪﺍﻣﺮ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻞ ﻛﺴﺐ ﺍﻟﻌﻴﺶ ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺃﻫﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻱ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻲ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﺑـ ‏( ﺍﻟﺴﻮﺍﻗﻲ ‏) ﻣﻊ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺿﻌﻒ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﻭﻣﺴﺘﻮﻯ ﺩﺧﻞ ﻣﺘﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﻌﺼﻲ .. ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺃﻭﺁﺧﺮ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ.

‏باﺑﻮﺭ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺍﺏ:
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺯﻳﺎﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺃﺣﻀﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ .. ﻭﺍﺑﻮﺭ (‏8) ﺧﻴﻞ ﺇﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻭﻃﻠﻤﺒﺔ ﺳﻌﺔ ‏( 3 ‏) ﺑﻮﺻﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﻓﻲ ﺳﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺍﺏ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻭﺍﺑﻮﺭ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﺑﺪﻻً ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺠﺮﻫﺎ ﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ .. ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﻮﺍﺣﻲ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺪﺛﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﺷﻬﺪﻩ ﻛﻞ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺒﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻔﻴﺌﻮﻥ ﻇﻼﻝ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺍﺏ ﺍﻟﺘﻲ إﺳﺘﻀﺎﻓﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺘـﺎﺡ ﻣﻦ ﻃﻌـﺎﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺣﻴﺚ ﻛـﺎﻥ ‏( ﺍﻟﺠﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ‏)
ﻭﻧﺤﺮﺕ ﻟﻠﻘﻮﻡ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭﺃﻃﻌﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﻤﺮ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭﺷﺮﺑﻮﺍ ﻣﺎﺀً ﺯﻻﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺑﻮﺭ ‏(ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ .. ﺑﻌﺪ ﻷﻱ ﺷﺪﻳﺪ ﻭﺗﻌﺐ .. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻗﺼﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﺗﺮﻭﻯ
ﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ : ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺅﻛﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺮﻛﻴﺐ ‏( ﺍﻟﺒﺎﺑﻮﺭ ‏) ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﻳﻠﺰﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﻛﻴﻨﺔ ﻭﺗﺪﻭﻳﺮﻫﺎ ﻭﻟﻜﻦ .. !! ﻇﻞ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﺼﻴﺎً .. ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﺗﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺎﻛﻴﻨﺔ ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺻﻮﺗﺎً ﻭﺧﻮﺍﺀً ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻴﺮ ﻭﺍﻟﻄﻠﻤﺒﺔ ﺑﺪﻻً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻇﻞ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃٌﺟﺮﻳﺖ ﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ ﻭﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ‏( ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ‏) ﻓﺘﻢ ﺣﻘﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻴﺮ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻟﺴﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻏﺎﺕ الهوائية ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻢ ﺗﺪﻭﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻛﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﻂ ﺻﻴﺤﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺩﻫﺸﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﻘﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺪﻕ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻕ ﻟﺮﺅﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﺘﺪﻓﻘﺎً ﻓﻲ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻋﺠﻴﺐ ﻋﺒﺮ ﻣﺎﺳﻮﺭﺓ ﻣﻴﺎﻩ ﻗﻄﺮﻫﺎ ‏( 3 ‏) ﺑﻮﺻﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻓﺮﺣﻬﻢ ﻭﺳﺮﻭﺭﻫﻢ ﺣﺪﺙ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1950 ﻡ .. ﻓﺄﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﻟﻠﺘﺤﺪﺙ .
ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻹﺳﺘﺠﻼﺏ ﻣﺎﻛﻴﻨﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺯﺭﺍﻋﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻤﻨﻄﻘﺘﻲ ﺍﻟﺤﺼﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ.

ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﺷﺮﻛﺎﻩ :
ﺑﻌﺪ ﺗﺮﻛﻴﺐ ‏( ﻣﺘﺮﺓ ‏) ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺍﺏ ﻭﺍﻟﻀﺠﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺣﺪﺛﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺑﻮﺭ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ..ﺭﺟﻊ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮ ﻋﻤﻠﻪ ﺑﻄﺎﺑﺖ ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺗﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺷﺮﻳﻜﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﺮﺍﻡ ﻭﺑﺮﺿﺎﺀ ﺗﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻜﻴﻦ.

ﻳﺬﻛﺮﺃﻥ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﻃﺎﺑﺖ ﻗﺪ ﺃﺳﻬﻢ ﻓﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ .. ﻣﺜﻞ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺎﺳﺘﺠﻼﺏ ﺍﻟﻜﻤﺮ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﻚ ﻟﻤﺴﺠـﺪ ﻃﺎﺑﺖ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ .. ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻄﺒﺮﺓ .. ﺫﻟﻚ ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ .. ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻡ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﻭﺗﺮﺣﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺤﺼﺎﺣﻴﺼﺎ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﺳﺘﻴﺠﺎﺭ ‏(ﺃﺑﺎﻟﺔ) ﻟﺘﺮﺣﻴﻞ ﺍﻟﻜﻤﺮ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻛﻤﺮﺗﻴﻦ ﺗُﻌﺎﺩﻻﻥ ﻭﺗُﺤﻤﻼﻥ أفقيا ﻋﻠﻰ ﺃﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﻞ … ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺼﺎﺣﻴﺼﺎ ﺍﻟﻲ ﻃﺎﺑﺖ 28 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍً .. ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﺰﻳﺰﻯ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ !!..

ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ :
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1952 ﻡ ﺣﻀﺮ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﺑﺼﻔﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻭﺑﺮﻓﻘﺘﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺮﻡ ﻭﻓﺎﺩﺗﻪ ﻭﺃﺣﺘﻔﻰ ﺑﻪ ﺿﻴﻔﺎً ﻋﺰﻳﺰﺍً ﻭﺷﺮﻳﻜﺎً ﻣﺨﻠﺼﺎً .. ﻭﺷﻬﺪ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻭﻝ ﺇﺟﺘﻤﺎﻉ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺪﻳﻮﺍﻥ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ (بالسعيداب) ﺃﻣﻪ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ والحصاية ﻭﺍﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﺷﺮﻗﺎً ﻭﻏﺮﺑﺎً ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻠﺘﻔﺎﻛﺮ ﺣﻮﻝ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﺎﻷﺳﻬﻢ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺬﻟﻚ .. ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺷﻖ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﻭﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ‏( ﺍﻟﺒﻮﺭ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻄﻴﻬﺎ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻛﺎﻟﻌُﺸﺮ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻭ ‏( ﺍﻟﻤِﺮﻣﻴﺖ ‏) ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺸﻮﻛﻴﺔ .. ﺟﺮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭبهمة ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻧﺸﺎﻁ ﻣﻜﺜﻒ ﻭﺳﻂ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻴﻦ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .. ﻭﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺟﻴﺰ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﺼﻼﺡ ﺃﺭﺍﺿﻴﻬﻢ ﺑﺈﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺤﺸﺎﺋﺶ ﻭﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ .. ﻭﻓﻮﺭﺍً ﺷﺮﻉ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺮﺳﻢ ﺍﻟﻘﻨﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺮﻳﺌﺴﻴﺘﻴﻦ ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ﻟﺮﻱ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺮﻱ ﺍﻟﻜﺮﻭ .. ﻭ ‏( ﺍﻟﺸﺒﻨﻜﻮﻛﺎ ‏) ﻭﺗﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ ‏( ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ‏) ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﻬﻨﺪﺳﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭ ﻭﻫﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﻣﻮﺟﻬﻪ ﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻳﺔ والري ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﻗﻨﻮﺍﺗﻪ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ .. ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻺﻓﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺭﺅﻯ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺼﺎﻣﻴﻴﻦ ﻭﺑﻨﺎﺓ ﻧﻬﻀﺔ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻱ .. ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ !!..

ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻛﺘﻤﺎﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ ﻭﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﻭﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ .. ﺗﻢ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﻭﺣﺪﺗﻲ ﺭﻱ ﻛﺒﻴﺮﺗﻴﻦ ﻣﺎﺭﻛﺔ ‏( ﺭﻭﺳﺘﻦ ‏) ﺇﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺍﻟﺼﻨﻊ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ ‏( ﺟﻼﺗﻠﻲ هانكلي ‏) ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ  ﺇﺣﺪﺍﻫﻤﺎ ‏ (12‏) ﺑﻮﺻﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‏(8) ﺑﻮﺻﺔ ﻭﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺸﺘﻮﻯ ﻟﻠﻌﺎﻡ 1954 ﻡ ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﻤﺎﻛﻴﻨﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻭﺗﻢ ﺭﻱ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻓﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺍﻟﺸﺎمية ﻭﺍﻟﻠﻮﺑﻴﺎ ﻭﺍﻟﻔﺎﺻﻮﻟﻴﺎ .. ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺑﻌﺮبة ﻣﺎﺭﻛﺔ ‏( ﻛﻨﺪﺍ ‏) ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻭﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺳﺎﺋﻖ ﺍﺳﻤﻪ ‏( ﺍﻟﺠﺎﻙ ‏) ﻭﺃﻋﻘﺒﻪ ﺁﺧﺮ ﺍﺳﻤﻪ ‏( ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻝ ﺑﺎﻟﺴَﻌﻴﺪﺍﺏ، ﻫﻮ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻜﻮنة ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻭﺃﺧﻴﻬﺎ ﺟﺎﺑﺮ ﻭﺇﺑﻨﻬﻢ ﻋﻤﺎﺩ ﻭﺁﺧﺮ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﺑﻬﻢ ﺃﻭﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﻋﻠﻤﻨﺎ ﺇﻧﻬﻢ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭ ﺗﺴﻮﺩﺍﻥ !!.. ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﺎﺯﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻣﺘﻸﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺘﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺇﺿﻄﺮ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻠﺘﺨﺰﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻭﺍﻷﺷﺠﺎﺭ.

ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺳﺎﺋﻖ ﻟﻠﻮﺍﺑﻮﺭﺍﺕ ﺍﺳﻤﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﺰﻳﺪﺍﺏ ‏(ﺍﻟﻤﺸﺎﻳﺨﺔ ‏) ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻴﻪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﺒﺮ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗُﺸﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺰﻝ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺤﺼﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺣﻮﺍﻟﻲ ‏( 4) ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﺟﻨﻮﺑﺎً … ﻭﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺫﻟﻚ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻳﻀﺎ .. !! ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻗﺼﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ : ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻫﻮ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺯﻝ ملحقة ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺤﺒﻮ ﻭﻳﻠﻬﻮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺣﻮﺍﺽ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ .. ﻓﺴﻘﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻫﻲ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ..ﻓﻬﺐ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﺍﻷﺑﻮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻓﻰ اﺣﻮاﺽ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺇﺑﻨﻪ ﻭﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻩ .. ﻓﺄﺣﺘﻀﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪﺓ .. ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺿﻌﻒ ﺑﺼﺮﻩ .. ﻭﻇﻞ ﻳﻌﻤﻞ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺤﺎﺳﺘﻲ ﺍﻟﻠﻤﺲ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ فقط ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ‏( ﺍﻟﺼﻨﺎﻳﻌﻴﺔ ‏) ﺍﻟﻤﻬﺮﺓ ﺍﻷﻓﺬﺍﺫ.

ﺗﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ :
ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺘﺘﺢ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1954 ﻡ ﺑﻤﺴﺎﺣﺔ ‏( 800 ‏) ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﻓﺪﺍﻥ ﻣﻨﻬﺎ ‏(300 ‏) ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻓﺪﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻤﻠﻮﻛﺔ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﻭﺃﺳﺮ ‏(ﺳﻮﺍﻗﻲ‏) ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺷﺮﻛﺔً ﺃﻫﻠﻴﺔً ﺑﺘﻜﻠﻔﺔ ‏( 6000 ‏) ﺳﺘﻪ ﺁﻻﻑ ﺟﻨﻴﻪ ﻓﻘﻂ .. ﻭﺑﻌﺪﺩ ‏( 600 ‏) ﺳﺘﻤﺎﺋﺔ ﺳﻬﻢ ﺑﻮﺍﻗﻊ ﻋﺸﺮﺓ ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﻟﻠﺴﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻓﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎً ﻋﺴﻴﺮﺍً .. ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﻳﺸﺘﺮﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ .. ﻭﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ / ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ بمبلغ خمسة وعشرون في المائة من التكلفة الكلية ، ﻫﻢ / ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ‏(ﺣﺪﺑﺎﻱ‏) / ﻋﻠﻰ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﺪﺭﻣﻠﻲ / ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺗﻮﻡ / ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺮﺷﻲ / ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺣﺎﺝ ﺭﺣﻤﺔ / ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻮﺽ / ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ / ﻭﺧﺎﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻟﺪ .. ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﺬﻛﺮﻫﻢ ..

ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :

ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1962 ﻡ ﺗﻢ ﺗﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺪﻯ ﻣﺴﺠﻞ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻧﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﺠﻼًً ﻭﺇﺳﻢ ﻋﻤﻞ ﻭﺭﺧﺼﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺃﻫﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻭﺃﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ..ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ إطار ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﻛﺎﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺭﻭﺍﺑﻂ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .. ﻭﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻣﻨﺘﺨﺒﺔ ﻣﻦ ‏( 15 ‏) ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﻀﻮًﺍ ﻭﺟﻤﻌﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1954 ﻡ .. ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺭﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺇﺿﺎﻓﻪ ﻟﺮﺋﺎﺳﺘﻪ ﻟﻌﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﻭﺇﺗﺤﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻐﺮﻑ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ، ﻭﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﺘﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ‏( ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎً ‏) ..
ﻭﻓــﺎﺗـﻪ -:
ﻓﻲ ﻓﺠﺮ ﻳﻮﻡ 1980/2/28م ﺇﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻰ ﺭﺣﻤﻪ ﻣﻮﻻﻩ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﺦ / ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻤﻨﺰﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ (السعيداب) ﻋﻘﺐ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﺳﺘﺸﻔﺎﺀ ﻗﺼﻴﺮﺓ في اﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻋﻤﺮٍ ﻳﻨﺎﻫﺰ 79 ﻋﺎﻣﺎً ﻭﺷﻴﻌﺖ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﻛﺐ ﻣﻬﻴﺐ ﻭﺣﺸﻮﺩ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﻓﻲ ﺿﺤﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻙ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﺟﻼﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..!! ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺁﻟﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ .. ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﺑﻨﻪ / ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺣﻘﺒﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﺇﺫ ﺷﻬﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻧﻘﻠﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺆﺳﺲ ﻭﺑﻨﻴﺎﺕ ﺗﺤﺘﻴﺔ .. ﻭﺃﺣﺴﺐ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﻮﺍﻋﺪ ﺑﺎﻟﺒﺸﺮﻳﺎﺕ .. ﻭﺗﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺑﻴﺎﺭﺓ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﻭﺣﺪﺍﺕ ﺭﻱ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ‏( 24 ‏) ﺑﻮﺻﺔ ﻭ ﺑﻘﻮﺓ ﺳﺤﺐ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﺣﺪﺗﺎﻥ .. ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ ﻣﻬﻴﺄﺓ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼً ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺭ .. ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗُﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ ﻳُﺬﻛﺮ ﻧﻔﺮ ﻛﺮﻳﻢ .. ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﻪ .. ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺒﻴﺎﺭﺓ ﺻﺮﺣﺎً ﺷﺎﻣﺨﺎً ﻳﺸﺎﺭ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎﻥ. ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ على سبيل المثال لا الحصر ، ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ، ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﻋﺒﺪﻩ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ، ﻭﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻜﺮ وآخرين.

ﻭﺗﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﻱ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭﻱ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺮ ﻣﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ‏( 700 ‏) ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ ﻓﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻗﻌﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ ﺑﺎﻹﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ، ﻭﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺒﺴﺘﻨﺔ ﻭﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻷﻋﻼﻑ ﻣﻤﺎ ﺃﺳﻬﻢ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ، ﻛﺎﻟﺤﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺒﺼﻞ ﻭﺍﻟﺘﻤﻮﺭ، ﺫﻟﻚ ﻣﺎﺣﻘﻖ ﻭﺿﻌﺎً ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ﺃﻓﻀﻞ ﻟﻠﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﻴﻦ ﻭﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .. ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻹﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻴﺔ .. ﻭﻣﻤﺎﻳﺠﺪﺭ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻔﺮﺓ الكبيرة ﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻗﺪ ﺗﻤﺖ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﻪ بجهد مقدر من كافة المزارعين والمساهمين معا ..

ﺧــــﺎﺗﻤﺔ :
ﺗﻌﺎﻗﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻧﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻣﺜﺎﻝ : ﻣﻨﺼﻮﺭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻣﻀﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ، وشهد المشروع في عهده طفرة كبري في البنيات التحتية للمشروع مما حقق إنتاجا وفيرا ، ﻭﻧﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺘﺤﺼﻞ ﺍﻟﻜﻴﺎﻝ ‏( ﺍﻟﺤﺴّﺎﺏ ‏) ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻣﻲ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ‏( ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺑﻮ ﻟﻜﻴﻠﻚ ‏) ﻭﺣﺴﻴﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻓﻴﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﺐ ﺍﻟﻤﻠﻘﺐ ﺑـ ‏( ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ‏) ﻭﻋﻠﻰ ﺟﻤﺮﺓ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺳﻌﺪ ، ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﻖ / ﺑﺪﻭﻱ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻋﺎﺩﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻳﻌﻤﻞ .. ﻭﻣﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ..
ﺣﺎﺝ ﻋﻮﺽ ﻋﻄﺎ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ محمد ﻋﺮﻧﻮﻁ ﻭﻛﺮﺟﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻛﺮﺟﺔ ﻭﻋﺒﺎﺱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﺑﻜﺮ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺰﻳﻦ ومحمد صالح (عشنق) ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺎﺝ ﺻﺎﻟﺢ ﺣﺮﺣﻮﻑ ﻭ ﺑﻠﻪ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺤﻮﺗﺔ.

ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ:

ﻣﺠﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻨﻰ ﻋﺎﻳﺸﺖ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻭبواكير ﺍﻟﺼﺒا، ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻨﻰ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1960 ﻡ .. ﻭﺃﺣﺴﺐ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺣﻔﻈﺘﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻷﻫﻠﻨﺎ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﺑﻮﻋﻴﻬﻢ ﻭﺻﺒﺮﻫﻢ ﻭﺻﻤﻮﺩﻫﻢ ﻭﺍﺳﺘﻨﺎﺭﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺭﻳﻔﻨﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ، ﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﺏ ﻭﻣﺎﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻱ ﻭﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ .. ﺭﺑﻨﺎ ﻻﺗﺆﺍﺧﺬﻧﺎ إن ﻧﺴﻴﻨﺎ أو ﺃﺧﻄﺎﻧﺎ .
ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ـ
اﻟﺪﺍﻣﺮ :0129028649

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق