عادل حسن:
والأوراق المبعثرة في دفتر يومية الحرب على زنادقة التمرد تفتح احيانا على الخمسات الطويلة لشهور الصبر المتعاظم لاهل السودان وقواتنا المسلحة تتمرحل من نصر إلى نصر مسنودة بدعوات أهل السودان كافة.
صحيح بانت نواجز الانتصار وبسالة قواتنا المسلحة في تحطيم كل متاريس التمرد وأخذ قائد الجيش الفريق البرهان ينقل متطلبات مرحلة ما بعد الحرب إلى دول الجوار مصر وجنوب السودان في رحلات خاطفة لها أكبر مدلول على انتهاء الحرب على جحافل المرتزقة وما بقي مجرد عمليات تطهير للصوص والبلاطجة من بقايا الشرزمة الضالة ومن يتعاون معهم من خنازير الوطنية في الداخل والخارج.
نعم طال الانتظار وطال لإعلان الجيش في بيان تاريخي بانتهاء الحرب على مرتزقة دقلو وأجلاف الساحل الأفريقي ويحتفل الشعب بالاناشيد الوطنية ويتدفق الناس في الساحات في الدساكر والنجوع والمدن والارياف وحتي ضواحي التاريخ ان انتظار الناس لاعلان انتهاء الحرب يضاهي اشواق ابوين لاستقبال مولود بعد أن نال العقم منهما عشرون عاما.
إن الاذكياء فقط يعرفون لماذا تأخر بيان انتهاء الحرب ربما لترتيب وإعادة الوطن الجديد الخارج من لظي وسعير الحرب التي احرقت ايضا الكثير من الاوراق السياسية التي استخدمت وقودا للحرب
نعم سياسة النفس الطويل مطلوبة لتحديد المسار الوطني دون الالغام الاقليمية والدولية والممحكات الغربية وبالضروة فتح شاشة الاحداث علي عيون العالم ومشاهد طباخة القرارات الاممية واحراجهم بمناظر مخازي عملائهم وازرعهم التي فعلت بالسودان ما لم يفعله التتار في بغداد العباسية التي تغير فيها حتي لون دجلة بحبر المخطوطات وطمس الثقافات واغراق السجلات
نعم انقضت أسوأ أيام الحرب وانتهى الأمر بانتصار قواتنا المسلحة الباسلة ولكن علينا التمهل لإزاحة الستار ونشاهد ألف فرحة وفرحة يجري الإعداد لها الآن ويعود أهل الخرطوم إلى الديار ويستقبل الجيش العائدين بزخات طلقات الانتصار ويكون عناق المواطنين مع قواتهم الجسورة علي الهواء الطلق مباشرة
ان الايام تمضي عجولة وساعتها تقول الاذاعة السودانية هنا امدرمان بيان هام تعلن قواتكم المسلحة عن الفراغ من حرب التمرد ويتدفق صوت العطبراوي انا سوداني انا.